تبعثُ الكتبُ المستعملةُ في قريةِ راشانا شماليَ لبنان الحياةَ في يومياتِ المدمنينَ على القراءةِ والمسكونينَ بالثقافةِ كما الذينَ يبحثونَ عن كتبٍ مدرسيةٍ وجامعيةٍ قد تمنعُهُم أسعارُها الباهظةُ منَ الحصولِ عليها. كلُ ذلكَ من خلالِ مشروعٍ ثقافيٍ غيرِ ربحي هو بازارُ الكتابِ فرصةُ حياةٍ للكُتُبِ المستعملة.
اقرأ أيضاً : الأمن الغذائي في لبنان بخطر مع استمرار انهيار الليرة أمام الدولار - فيديو
وما أن يفتح مارون بشارة ذاك الباب الخشبي حتى تتراءى للزائر آلاف الكتب المستلقية بهدوء على الرفوف والطاولات وفي الصناديق بانتظار من يأتي لاصطحابها من عشاقها.
فسحة ضيقة يطل عليها النور في بعض الأماكن فقط من خلال شبابيك صغيرة تشرف على ومضات من جمال بلدة راشانا تلك البلدة النائية المطلّة على بحر البترون
بين جدرانه الحجرية القديمة وتحت أنواره الخافتة يتيح بازار الكتاب لزائريه أكثر من 15 ألف كتاب، هم الذين يستمتعون بالتنزه بين أروقته الضيقة ويختلون مع الكتاب أما مارون فيترك لهم حرية الغوص في أروقة الفسحة التي بناها ووالده الراحل الذي نقل إليه عشق الكتاب وتقديره لكل تفاصيله.
صحيح أن الأزمة الاقتصادية أدّت إلى تراجع كبير في أعداد الزوار خصوصا القادمين من مناطق بعيدة، لكن بالنسبة لمارون سيبقى الكتاب رسالة حياة ومفتاح للأمل ودافع لتحقيق الاحلام.