نظم "مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان" في يومه قبل الأخير أمس الثلاثاء، ضمن فعالياته الموازية ندوة بعنوان "التغير المناخي والاضطرابات المجتمعية" تحدثت عن التحولات الجذرية وظهور أزمات متفاقمة على المستويين البيئي والمجتمعي، شارك فيها مجموعة من المفكرين، والناشطين والمتمرسين من مختلف التخصصات.
وشارك في الندوة كمتحدثين رئيسيين هلا مراد، ناشطة حقوق الإنسان والبيئة، سعيد جريس وهو مهندس طاقة وناشط بمجال حقوق الحيوان، والمخطط والباحث الحضري أحمد زياد أبو حسين، فيما أدارت الجلسة المخططة والباحثة الحضرية الدكتورة ديالا الطراونة، حيث تأتي هذه الندوة لتتقطاع مع البحث في الهوية والمدينة وهو المشروع الشبابي الذي يفحص ويشجع علاقة الأفراد والمجموعات في مدينتهم من خلال الفنون والمبادرات المجتمعية المعاصرة.
وأكد الحضور أن موضوع الندوة يستحق أن يكون على أجندة المهرجان، وهذا يدل على أن القضايا البيئية يجب أن تحظى بأولويات أجندة حقوق الإنسان محليا وعالميا، مؤكدين أن التحولات كعلامة واضحة على وجود خطر أو انهيار مجتمعي في أحسن وأسوأ الأحوال، بسبب تغير المناخ، حيث يجادل البعض بأننا كحضارة، تجاوزنا نقطة تجنب الكارثة، والآن يجب علينا الآن تركيز جهودنا على التكيف مع تبعاتها المجتمعية القادمة، وناقش الحضور ردود الفعل البشرية على منظور التناقضات الاجتماعية المجتمعية المناخية، متسائلين هل ننعطف ونتحرك للوراء؟ وهل نربط التقدم العالمي بأهداف التنمية المستدامة وحقوق الإنسان التي شهدنا ارتدادها حتى قبل آثار الوباء وما الذي نتجه نحوه حاليًا.
وضمن عروض أفلام مساء الثلاثاء، عرضت مجموعة من الأفلام القصيرة والطويلة، منها "بيروت برهان"، و"الحب سيأتي لاحقاً"، و"أسماك حمراء".
وكان العرض الرئيسي للفيلم التشيكي"لحظة واحدة إلى الأبد" للمخرج فيت كلوزاك، والذي يتحدث عن حوادث السير، ويروي الفيلم قصص السائقين الذين مروا بحوادث مرورية خطيرة غيرت حياتهم.
وتلا العرض ندوة نقاشية أدارها أشرف الشكعة عضو شبكة انهار وعضو مهرجان كرامة، بمشاركة مدير مهرجان كرامة بيروت هيثم شمص، والرائد محمد الدعجة، رئيس قسم الدراسات والمعلومات في المعهد المروري الأردني، وزميليه النقيب المهندس أحمد خليل، رئيس فرع الدراسات والبحوث المرورية، والملازم أول عمر محمد العواملة، ضابط حوادث شعبة التحقيق المروري.
وأشار الشكعة، إلى أن فيلم "لحظة واحدة إلى الأبد" يعتمد منطقاً بسيطاً وأكثر فاعلية، وهو لا أحد منا يرغب في أن يكون الجاني في حادث مروري خطير. لا أحد منا يرغب في تجربة لحظات الموت الوشيك، ولا أحد منا يرغب في أن يعيش بقية حياته.
بينما بين هيثم شمص، أنه كان من الضروري أن يتم عرض هذا الفيلم التوثيقي الذي يشارك به أشخاص قاموا بحوادث سير حقيقية، أدت إلى نهايات غير سعيدة ومنها إلى الموت، للتوعية والتنبيه لخطورة الحوادث، وإمكانية الشخص أن يتحول في ثواني إلى مجرم.
وأشار شمص إلى أن الفيلم تم عرضه مؤخراً في "مهرجان كرامة - بيروت"، وأنه سعيد لأن الفيلم عُرض في عمّان، وسيعرض في دول أخرى، للتنبيه والتأكيد على خطورة حوادث السير.
بدروه، أكد الرائد محمد الدعجة أن من الضروري التركيز على نتائج الحوادث وانعكساتها على المجتمع، وأن نتائج سلوكيات السائقين تستمر لما بعد الحادث لسنوات طويلة، وهو أمر يتعلق بجميع المتضررين، وقال: "مدة الحادث 4 ثواني، لكن نتائجه ستبقى على المشتركين فيه طول العمر سواء كنت ضحية أم مذنب".
وأوضح النقيب أحمد خليل أن سلوكيات السائقين لها دور كبير في الحوادث، فالسائقين المتسببين بالحوادث لا توجد لديهم سلوكيات حسنة للتعامل مع الطريق والسيارات المجاورة، وهي أزمة تعاني منها كل المجتمعات، لما من آثار نفسية مؤلمة على السائقين والمصابين.
ونوه الملازم عمر العواملة، إلى وجود قوانين رادعه، بهدف منع السائقين من التهور بالقيادة، للحد من خطورة الحوادث المرورية، وقال: "هناك مخالفات متفاوتة الدراجات، وكل فئة أو درجة لها عقوبة معينة، والهدف من العقوبة هو ردع السائق عن تكرار المخالفة بالدرجة الأولى".
وبين الرائد محمد الدعجة، أن عام 2022 هو العام الأقل في نسبة الحوادث المرورية في الأردن، ونسبة الوفيات الناتجة عن هذه الحوادث، في ظل وجود 2 مليون سيارة متحركة في شوارع الأردن.