في شوارع لبنان زينة وأضواء ومحاولات للاحتفال بزمن الميلاد رغم كل الصعاب. لكن خلف جدران عدد كبير من منازل اللبنانيين قصص لا تعد ولا تحصى عن معاناة وضيقة استشرت في السنوات الأخيرة وتسللت دون استئذان لتسيطر على حياة اللبنانيين وتحرمهم من أبسط مقومات الفرح بالعيد.
يجلس شربل حائرا أمام واقع معيشي مرير، بعدما عُلّقت آماله وأحلامه على شجرة ينخر فيها اليأس يوماً بعد آخر وزينت بشريط لا يبصر النور إلا نادراً. وبحسرة يروي كيف تبدلت عادات العيد وطقوسه .
ومن الأشرفية الى الكرنتينا التي ما زالت ترزح تحت وطأة تفجير مرفأ بيروت. في الشارع زينة ملونة وضعها شبان الحي ومن خلف النوافذ أضواء شجرة الميلاد لتذكر بأن العيد على الأبواب والفرح بالحد الأدنى.
عبدو وشربل جمعهما حلم الرحيل وفي لبنان مشهدان يعكسان الواقع. احتفالات وزينة مقابل أعياد تتحول ضيفا ثقيلا على اللبنانيين ، هم بالكاد يستطيعون هذا العام تحضير مأدبة العيد أو شراء الهدايا. تبدلت الأولويات ولكن لا بد أن يبقى لفرح العيد مكان ولو كان صغيرا.