ألقى جلالة الملك عبد الله الثاني، الثلاثاء، كلمة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة في دورته الثانية، الذي يعقد في مركز الملك حسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت، بحضور عدد من قادة وممثلي الدول والمنظمات العربية والإقليمية والدولية.
اقرأ أيضاً : الأردن يستضيف مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة
وقال الملك إن استضافة مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، تعكس المكانة الخاصة للعراق الشقيق بالنسبة إلى الأردن.
وأضاف أن "اجتماعنا فرصة للبناء على مخرجات مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي انعقد العام الماضي".
وأكد دعم جهود العراق في مواصلة مسيرته نحو التنمية والازدهار وتعزيز أمنه واستقراره.
وقال "نؤمن بحاجة المنطقة إلى الاستقرار والسلام العادل والشامل والتعاون الإقليمي".
ولفت الملك إلى أن "مواجهة تحدياتنا المشتركة تستدعي عملا جماعيا تلمس شعوبنا آثاره الإيجابية"، مضيفا "ندرك أن التحديات التي تواجهنا كثيرة وتزداد تعقيدا".
اقرأ أيضاً : وصول وزراء خارجية عرب للمشاركة في مؤتمر بغداد
وقال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، من جانبه، إن هناك حملة لمكافحة الفساد على أعلى المستويات.
وأضاف السوداني "نعمل على تحسين البيئة الاستثمارية في العراق".
وتابع "حققنا انتصارات كبيرة على الإرهاب، ولا نقبل أن ينطلق أي تهديد من العراق لأي دولة".
ولفت إلى أنه لا يمكن اعتماد القوة في مساعي حل الخلاف أو النزاع.
وأشار السوداني إلى أن هناك تحديات كبيرة بسبب قلة المياه "بدأنا باتخاذ التدابير الحديثة بالري"، مبينا أن التلوث البيئي من أهم المخاطر، خصوصا في المناطق الجنوبية.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال، بدوره، إن العراق أول ضحايا عدم الاستقرار في المنطقة، وإذا أردنا ضمان استقرار العراق علينا حل مشكلاته.
وأضاف ماكرون "علينا بناء منظومة الصحة والتعليم وخلق فرص العمل في العراق".
وتابع "فرنسا ستدعم العراق وأنا سأناضل لدعمكم"، مؤكدا أهمية بناء مناطق صناعية مشتركة لتمكين العراق اقتصاديا، وربط مشاريع الطاقة بين الدول المجاورة للعراق.
وجدد ماكرون حرص بلاده والتزامها الحفاظ على أمن واستقرار العراق والمنطقة.
ولفت إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية كانت لها انعكاسات كبيرة على العالم.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من جانبه، إن "انعقاد القمة اليوم يحمل معه دلالة سياسية مهمة لدعم العراق والانتقال إلى مرحلة جديدة بآلية العمل والتعاون، ويمثل فرصة لتبادل وجهات النظر لدعم العراق".
وأضاف السيسي أن العراق واجه انعكاسات بالغة بسبب الإرهاب وتدخلات أجنبية أرهقته، مشيرا إلى أن مصر تثمن تضحيات العراق بمختلف أطياف شعبه لعبور التحديات.
وأكد دعم العراق في ترسيخ مفهوم الوطن الآمن والمستقر، ورفض مصر أي تدخلات خارجية في شؤون العراق.
وقال السيسي "أنا على ثقة تامة بقدرة الشعب العراقي على المضي قدما، مخاطبا الشعب العراقي "ستجدون في مصر عونا لكم وسندا لتطلعاتكم".
رئيس وزراء الكويت أحمد نواف الصباح قال، من جهته، إن المنطقة لن تنعم بالاستقرار إذا فقدت إحدى دولها.
وأضاف الصباح أن الدول العربية تدرك مكانة العراق وتسعى لاستعادة دوره الفاعل، مشيرا إلى أن الكويت سعت لدعم العراق في مختلف المجالات.
وبين أن دعم الكويت للعراق اقتصاديا جاء عبر مختلف المشاريع.
وقال الصباح "إننا مطالبون بالعمل على إغلاق الملفات العالقة ومنها ترسيم الحدود البحرية".
وأكد وزير خارجية البحرين عبد اللطيف بن راشد الزياني، بدوره، حرص بلاده على تعزيز التعاون والمشاركة الدولية في دعم العراق.
وقال الزياني إن أمن العراق جزء لا يتجزأ من أمن الخليج القومي والعربي، مؤكدا دعم العراق الكامل في تكريس دولة القانون والمؤسسات الدستورية.
وأكد الزياني رفض البحرين أي تدخلات خارجية في شؤون العراق.
وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أكد، بدوره، تضامن سلطنة عمان مع جمهورية العراق، لتحقيق تطلعات العراق والتوصل إلى أرضية مشتركة إقليميا، وتعزيز الشراكة بين الدول، وتحقيق المصالح المشتركة بين الجميع، وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
وبين البورسعيدي أن الطاقة النظيفة والمتجددة أمر مهم للتخفيف من آثار التقلبات المناخية.
وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، قال إن تحقيق الاستقرار والتنمية هو ضرورة ملحة وليس خيارا.
وأكد اللهيان دعم حكومة العراق وزيادة التبادل التجاري بين إيران والعراق.
اقرأ أيضاً : الملك: مؤتمر بغداد يهدف إلى دعم أمن العراق وسيادته
وأضاف أن اجتماعات اللجان المشتركة بين طهران وبغداد دليل على اهتمام إيران بجيرانها، لافتا إلى أن استقرار إيران وأمنها مرتبط بأمن واستقرار المنطقة برمتها.
وقال اللهيان "قدمنا أطهر دمائنا وأشجع أبنائنا، وحاربنا عصابة داعش الإرهابية من أجل أمن المنطقة".
ورحب اللهيان بدور العراق الإقليمي ودور رئيس الوزراء العراقي في تعزيز ثقافة الحوار.
وأشار إلى أن إيران تابعت جديا محادثات فيينا للوصول إلى اتفاق يؤدي إلى السلام.
وقال إن الكيان الصهيوني يمتلك مئات الرؤوس النووية، وإن له غايات توسعية.
ولفت اللهيان إلى أن حل القضية الفلسطينية يكمن بإجراء استفتاء لإقامة الدولة الفلسطينية.