جاء ليحقق طموحه من خلال دراسته الجامعية تخصص هندسة مدنية في الأردن، فغادر السعودية حيث تقطن عائلته تاركا ذكرياته ووالديه وأشقائه في غربة يصعب حصر آلامها.
الشاب فيصل عودة توفي في حادث دعس في شارع الأردن في العاصمة عمان، بعد انتهاء عمله في أحد المطاعم، بعد دقائق معدودة من الاتصال بشقيقته التي طلب منها تحضير العشاء له، إلا أنه فارق الحياة قبل تناوله، إذ انه يعيش برفقة شقيقتيه (مها ورانيا) في أحد الشقق المستأجرة لغايات دراستهم الجامعية.
اقرأ أيضاً : وفاة عشريني بتدهور دراجة نارية في عمّان
تروي شقيقته مها عودة لـ"رؤيا" تفاصيل الفاجعة بحرقة وحسرة أمام صبرها وإيمانها وقالت إن فيصل كان يرغب بتأخير موعد الذهاب إلى عمله، إلا أنه ذهب في الوقت المحدد.
وأضافت عودة أنه وبعد الانتهاء من تناول وجبة الغداء ،غادر فيصل المنزل عنَند الساعة الثالثة بتاريخ الأربعاء الموافق 30 من الشهر الماضي، بعد أن "صلى".
وأشارت عودة مستذكرة تفاصيل الوداع الأخير متابعة: أوصاني أنا وشقيقتي بأن نحافظ على أنفسنا وكرر عبارة "ديروا بالكم على حالكم".
وأمام غصة الألم والفراق أوضحت أنه شعرت بالقلق من تغيب شقيقها عن المنزل بعد الساعة 12 من منتصف الليل ما حدا بها للاتصال مرارا به دون جدوى، ولكنها سرعان ما استذكرت أن فيصل كان يحمل جهاز "اللابتوب"فقدرت الأمر أنه ذهب إلى أحد المحال الذي اعتاد الذهاب إليها بهدف الدراسة بعد الانتهاء من عمله.
فيصل لم يأت وساعات الانتظار طالت، إلى أن اتصل بشقيقته مها التي لم ترد على الهاتف حينها ما جعله يتصل بشقيقته رانيا عند الساعة 12.30في منتصف ليل الأربعاء /الخميس طالبا منها تحضير العشاء، بحسب ما روت مها، التي لفتت إلى أنه تواصل معها عبر "الواتساب" وبعدها توفي على الفور.
وتابعت "تواصلت مع الأجهزة الأمنية لأقدم بلاغا برفقة صديقتي إلى أحد المراكز الأمنية ليتم إعلامي عند الساعة صباح الخميس الأول من الشهر الحالي أن شقيقي تعرض لحادث دعس ويتواجد في أحد المستشفيات".
حالة من الانهيار فالمشهد صعب، بين اغتراب العائلة وبين حادث مفجع، مضيفة أنها وصلت إلى طوارئ المستشفى غير مصدقة هول الخبر وكانت أول ما شاهدته محفظة فيصل على طاولة أحد المعنيين ثم توجهت إلى ثلاجة الموتى حيث يتواجد من كان لها قريبا وصديقا وأخا.
وبينت عودة أنها وقعت مغشيا عليها، وَبعد استيقاظها حاولت التواصل على هاتف والدها إلا أنها سرعان ما فصلت لعدم قدرتها على إعلامه ، فما كان من خالتها التي تعيش في السعودية من إعلام عائلة فيصل بالخبر المحزن.
صاعقة وألم الفراق الأبدي يسيطران على المشهد، فقدمت العائلة إلى الأردن لتودع ابنها الطيب الخلوق الذي كان يحفظ كتاب الله عزوجل، وكان يحافظ على صلاته .
الشاب فيصل عودة غادر الحياة على وقع حزن خيم على مواقع التواصل الاجتماعي إذ نعاه محبوه وأصدقاؤه بعبارات مؤثرة تلامس القلوب.
اقرأ أيضاً : وفاة أردني ووالدته وزوجته بحادث سير في السعودية
وبينت مها أن عائلتها غادرت الأردن السبت بعد نظرة الوداع لفلذة كبدها الذي كان يحلم بشهادة الهندسة المدنية إلا أن شهادة الوفاة كانت أقرب.
رحم الله فيصل وأسكنه فسيح جنانه، نم قرير العين فهنالك من يدعو لك بالرحمة والمغفرة.