دخلت أسعار السلع الغذائية المحلية في مرحلة التعافي الاقتصادي من تداعيات الأزمة الغذائية التي شهدها العالم وارتفاع أسعار المشتقات العالمية وارتفاع تكاليف الشحن وقلة المعروض من السلع الأساسية وغيرها، وفق وزارة الصناعة والتجارة والتموين.
اقرأ أيضاً : الأمم المتحدة: أزمة ديون خطيرة تنتشر في اقتصاد الدول النامية
وقال وزير الصناعة والتجارة والتموين، يوسف الشمالي في تصريح صحفي وصل إلى "رؤيا" نسخة عنه السبت، أنه و من خلال المتابعة الدورية لأسعار السلع الغذائية، تبين التقارير الصادرة عن الوزارة أن انعكاس أسعار السلع عالميا بدا واضحاً على أسعار المستهلك محليا.
وعزا الشمالي ذلك إلى سياسة السوق القائم على المنافسة والتي تُعدُّ المحرك الأكبر لإحداث التوازن في السوق.
وأشار إلى أن عدة عوامل ساهمت في انخفاض الأسعار نظرا لتأثيرها المباشر على تكاليف الإنتاج مثل انخفاض أسعار المشتقات النفطية عالميا والذي يعتبر عصب النقل للبضائع، كذلك مرحلة التعافي التي يشهدها الاقتصاد العالمي بعد جائحة كوفيد-19 وعودة عجلة الانتاج وتوفر السلع وأهمها السلع الغذائية والأساسية.
"الارتفاع الذي طال السلع الغذائية والأساسية عالمياً خلال الربع الأول من العام الجاري أثر على الأسعار المحلية بشكل أقل حدّة مما شهدته الأسواق العالمية بما فيها دول المنطقة" وفق الشمالي.
وأوضح أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لدعم القطاع التجاري بما يضمن توفر السلع وبأسعار متوازنة ساهمت في التخفيف من وطأة الأسعار في السوق المحلي.
وبين أن أهم تلك الإجراءات تخفيض رسوم الفحص وكذلك رسوم المناولة على السلع الأساسية وتمديد فترات التخزين للحاويات وتخفيض ضريبة المبيعات على عدد من السلع وأهمها الزيوت النباتية، إلى جانب الإعلان عن أدوات تمويلية ساهمت في تخفيف الحدة على ارتفاع الأسعار وبما ينصب في مصلحة المواطن.
وبمقارنة مؤشر أسعار الزيوت النباتية العالمية مع أسعار المستهلك المحلية فقد واصلت أسعار الزيوت النباتية ارتفاعها عالميا، من بداية العام وبنسب حادة حتى شهر آذار من العام الحالي حتى وصلت نسبة الارتفاع حوالي 25% ومن ثم انخفضت تدريجيا حتى شهر حزيران لتنخفض بشكل حاد في شهر تموز بنسبة 20.3% لتستمر بالانخفاض التدريجي بنسبة 6.6% حتى نهاية شهر أيلول.، وفق وزارة الصناعة.
وعلى المستوى المحلي فإن أسعار الزيوت ارتفعت في الفترة من شهر شباط إلى نيسان بنسبة 15.1% وأدى فرض سقوف سعرية وتخفيض ضريبة المبيعات على الزيوت النباتية الى استقرار أسعار الزيوت في السوق المحلي لتعاود الانخفاض بشكل ملموس ابتداء من شهر تموز بنسب تراوحت بين 5% و10% لتواصل انخفاضها في شهر أيلول بنسبة 10% عن شهر آب.
ووفقاً لتقرير منظمة الأغذية والزراعة العالمية ارتفع مؤشر أسعار الألبان عالمياً بشكل تدريجي من بداية العام الحالي حتى نهاية شهر نيسان ثم انخفض قليلا نهاية شهر أيار ثم عاود الارتفاع في حزيران بنسبة 4.2% ليبدأ بالانخفاض التدريجي حتى نهاية شهر أيلول، ومع ذلك بقي مرتفعا عند نسبة 20.7% بأعلى من قيمته المسجلة قبل عام، أما على المستوى المحلي فإن أسعار الألبان بقيت مستقرة من بداية العام حتى شهر نيسان لتشهد ارتفاعا تدريجيا طفيفاً حتى نهاية شهر تموز بنسبة 4.7% لتشهد استقراراً حتى نهاية شهر أيلول.
كما انخفض سعر السكر عالميا بنسبة 1.9% بداية العام ثم أخذ بالصعود التدريجي حتى شهر نيسان بنسبة وصلت الى 6.7% من العام الجاري ثم انخفض مجددا وبشكل طفيف وبشكل تدريجي حتى نهاية شهر أيلول بنسبة 0.7%، أما على المستوى المحلي فإن أسعار السكّر ارتفعت بداية العام ثم استقرت حتى شهر أيار من العام الحالي لتبدأ بالانخفاض التدريجي حتى نهاية شهر أيلول بنسبة بلغت 4.3%.
و بمقارنة مؤشر أسعار اللحوم فقد ارتفع المؤشر العالمي حسب تقرير الفاو بشكل تدريجي من بداية العام الحالي حتى نهاية شهر حزيران بنسب تراوحت بين 4.8% و 2.5% ثم عادت للانخفاض التدريجي حتى نهاية شهر أيلول 0.5%، أما على المستوى المحلي فإن أسعار اللحوم بقيت مستقرة بداية العام ثم شهدت ارتفاع حاداً بعد شهر رمضان المبارك بنسبة 15.2%من العام الحالي لتستقر حتى نهاية شهر حزيران ثم عادت للانخفاض التدريجي لتصل إلى أقل من مستوى شهر نيسان ولتستمر بالانخفاض حتى بلغ الانخفاض في نهاية شهر أيلول نسبة 10.7% عن شهر آب.
ووفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة فقد تراجع مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية للشهر السادس على التوالي حيث بلغ متوسط المؤشر 136.3 نقاط في سبتمبر/أيلول 2022، أي بانخفاض قدره 1.5 نقاط (1.1 في المائة) عن مستواه في آب.
ويُعزى التراجع في المؤشر خلال شهر أيلول إلى هبوط حاد في الأسعار الدولية للزيوت النباتية وانخفاضات معتدلة في الأسعار الدولية للسكر واللحوم ومنتجات الألبان، ما عوّض عن ارتفاع المؤشر الفرعي لأسعار الحبوب، وعلى الرغم من التراجع الجديد، بقي المؤشر أعلى بمقدار 7.2 نقطة (5.5 في المائة) عن مستواه في الشهر نفسه من العام الماضي.
اقرأ أيضاً : الحكومة تقرر تثبيت أسعار الخبز لنهاية 2023
وبينت الوزارة أنها ستواصل دراسة السلع المحلية ومراقبتها للوقوف على أي متغيرات تطرأ عليها واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان استقرارها.
كما وأكدت الوزارة أنها ستواصل جولاتها الرقابية على الأسواق والمحلات التجارية للتأكد من التزام التجار بأحكام قانون الصناعة والتجارة واتخاذ الإجراءات بحق المخالفين.