نفى أطباء أي علاقة بين إسالة الدم من الأصابع وعلاج الجلطة، في الوقت نفسه حذروا من هذا النوع من الممارسات التي قد تؤدي إلى تأخير إسعاف المصاب وتودي بحياته إن لم يتلق العلاج المناسب في الوقت المناسب.
اقرأ أيضاً : دراسة جديدة.. هل تعرف فوائد شرب الشاي الأسود؟
ويروج مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات لما يصفونه "بالحيلة العبقرية" لإنقاذ شخص من جلطة دماغية عن طريق وخز أصابع يديه بإبرة ليسيل الدم منها.
تدعي المنشورات أنها تقدم معلومات "غاية في الأهمية" و"ناجحة" لعلاج من يصاب بجلطة دماغية، وتدعو إلى "وخز أصابع اليد العشرة" للمصاب بجلطة دماغية باستخدام إبرة ثم الضغط عليها حتى يسيل الدم منها.
وتضيف المنشورات أنه إذا لوحظ تشوه في شكل فم الضحية "يتعين تدليك الأذنين حتى يبلغهما الدم. ووخز شحمة الأذن بإبرة حتى تسيل قطرتان من الدم".
وتؤكد المنشورات أن هذه الطريقة الصينية "مضمونة" يستعيد بعدها المريض وعيه قبل توجهه إلى المستشفى.
تجتاح هذه المنشورات مواقع التواصل الاجتماعي منذ العام 2015 وقد شاركها كثيرون ظناً منهم أنهم يقدمون نصائح في الإسعاف الأولي لشخص مصاب بجلطة دماغية.
إلا أن الأطباء يحذرون من هذه الممارسات نظراً لخطورتها وما يمكن أن يترتب عنها من تأخر في نقل المريض إلى المستشفى وتلقي العلاج الضروري للجلطة الدماغية.
اقرأ أيضاً : إطلاق مبادرة "يوم التغيير" في 19 أيلول
يشرح طبيب الأعصاب اللبناني جوزيف مطر في حديث مع وكالة فرانس برس أن الجلطة الدماغية قد تنجم إما عن انسداد في الأوعية الدموية ما يؤدي إلى وقف تدفق الأكسيجين إلى الدماغ وموت الخلايا، أو عن نزيف في الدماغ. وعلاجات الجلطة تختلف باختلاف نوعها وتعطى بعد تشخيصها في المستشفى.
"لا علاقة بين وخز الأصابع والجلطة الدماغية"
تدعي المنشورات أن "وخز الأصابع من شأنه أن يعيد تدفق الدماء إلى الدماغ ما قد ينقذ من الجلطة". إلا أن هذا الادعاء غاية في التضليل بحسب دكتور جوزيف مطر الذي يقول إن "لا علاقة بين سيل الدم من الأصابع وسير الدورة الدموية في جسم الإنسان".
ويضيف مطر "إن إسالة الدم من الأصابع لا يمت بصلة إلى وصول الدورة الدموية إلى الدماغ".
إن علاج الجلطات الدماغية يتم في المستشفى وذلك بعد تشخيص حالة المريض وتحديد نوع الجلطة وسببها، لإعطاء العلاج المناسب. ويفصل مطر في هذا الصدد العلاجات فيقول "إن الجلطة الناتجة عن انسداد في الشرايين قد تعالج عن طريق تذويب الجلطة أو سحبها بفتح الشرايين". بعد ذلك توصف للمريض أدوية دائمة قد تكون مسيلات للدماء أو أدوية حماية للشرايين.
أما الجلطة الناتجة عن النزيف فقد تتطلب إجراء عملية لإغلاق الشريان النازف ومراقبة المريض بعدها.
وتبقى الوقاية خير من قنطار علاج بحسب مطر الذي ينصح من أصيب بأي جلطة باتخاذ الحيطة والتنبه لعوامل الخطر التي قد تؤدي إلى تكرار الجلطة فيذكر منها السيطرة على الضغط وداء السكري والكوليسترول ومعالجة أي مشاكل في القلب
اقرأ أيضاً : ما حقيقة "الجن" الذي منع تنفيذ أحد المشاريع في السعودية؟
يؤيد جراح القلب والشرايين والباحث اللبناني بياترو خير ما قاله زميله ويحذر من تضييع الوقت في ممارسة ما وصفه بالـ "شعوذات" التي قد تودي بحياة المريض.
ويقول خير "بمجرد ملاحظة أعراض الجلطة الدماغية التي تتمثل على سبيل المثال لا الحصر بتبدل في شكل الوجه أو شلل في أعضاء الجسم وصعوبة في الحركة، يتعين نقل المصاب بأسرع وقت إلى المستشفى لتشخيص حالته وتلقي العلاج".
ويضيف خير أن الجلطة الدماغية خطيرة جداً وقد ينتج عنها أضرار كما قد تؤدي إلى الوفاة. ولذلك "يجب التوجه إلى أقرب مستشفى لمحاولة الحد من الأضرار وتجنب أي مضاعفات قد تنتج عنها".