تلقت غرفة عمليات الأمن العام في 29 من تموز الماضي، بلاغا يفيد بوجود جثتين لطفلين متوفيين داخل أحد المنازل مدينة سحاب شرقي العاصمة عمان، إذ قامت والدة الطفلين المقتولين بالإبلاغ بأنها هي من ارتكبت الجريمة.
اقرأ أيضاً : الجنايات الكبرى توجه تهمة القتل لأم أنهت حياة طفليها خنقا
وفي التفاصيل التي حصلت عليها "رؤيا"، قامت الأم بتجهيز نفسها للقاء الأمن العام الذي حضر إلى موقع الجريمة، ليجد جثتين هامدتين في داخل غرفتين بالمنزل، واللافت في الأمر أن أن أم الطفلين القاتلة ارتدت ملابسها وجهزت حقيبة وضعت اشياءها بداخلها، ليقوم أفراد الأمن باصطحابها إلى المركز الأمني، فيما قام أحد ضباط المركز بالاتصال مع الأب المكلوم ليخبره أن حادثا وقع في منزله وعليه الحضور إلى المركز ، ليكتشف بعدها أمر الجريمة.
مقربون من العائلة المكلومة تواصلت معها "رؤيا" كشفوا عن تفاصيل ما حدث في يوم الجريمة، حيث قالوا إن عائلة الطفلين المغدورين، تُعرف بطيب معشرها خاصة والدة الطفلين قاتلة الطفلين.
وقال أحد المقربين من العائلة "لقد تفاجأنا بالجريمة ولم نتوقع أن تقوم الأم بقتل طفليها.. هي التي تخاف عليهما من نسمة الهواء، لا تسمح لهم الخروج بمفردهما للمدرسة إلا وأن ترافقهما تحت المطر والثلج في البرد في الحر".
وتابع حديثه "أن القاتلة هي أم حنون لطفليها وزوجة حنون، كانت تلازم زوجها الذي يعاني من نقص الصفائح الدموية عندما يكون في المستشفى وكذلك ابنها ..صدقا كان كل من يعرفها يغار منها لكمية حبها وحنانها على طفليها وزوجها، فهي متزوجة منذ 10 سنوات، والزوجة الثالثة لوالد الطفلين المغدورين".
وقال: "لا نعلم ماذا حدث وما عرفناه هو أنها قتلت طفليها خنقا ولا نعرف السبب حتى وعندما حضرنا إلى بيت والد المغدورين منعنا من الدخول من قبل الشرطة".
وأضاف: "أن أحد ضباط المركز الأمني أبلغهم عن دهشته من من قيام والدة الطفلين بارتداء ملابس وكانها ستذهب إلى مناسبة وتعطّرت وجهّزت حقيبتها، واتصلت بالشرطة وابلغتهم عن الجريمة وكانت في انتظارهم".
وفي رد على سؤال عما إذا كان معروفا عن والدة الطفلين المغدورين (القاتلة) بمعاناتها من أية أمراض أو حتى كانت تراجع طبيبا نفسيا، أو كانت أي أمر غير اعتيادي ظاهر للعيان، قال أحد المقربين "لم نلاحظ أي تغيير عليها او أي امر غير مالوف باستثناء انها كانت تكون شاردة الذهن".
وأضاف "في يوم الجريمة كان يفترض بأنهم سيذهبون في رحلة دعاها إليهم أحد أقارب العائلة، بصراحة الجميع متفاجأ مما حدث ولم نتوقع من أم الطفلين أن تقتلهما حتى أننا لا نعرف أية تفاصيل عن طريقة قتلهما".
أوقفت الأم البالغه من العمر 48 سنة في مركز الإصلاح والتأهيل على ذمة قضية قتل طفليها بعد توجيه تهمة القتل مكررة مرتين.
وتبقى جريمة سحاب ملف قضية قيد التحقيق من قبل مدعي عام الجنايات الكبرى، وبيد القضاء إحالة الام الموقوفة إلى المركز الوطني للصحة النفسية لبيان سلامة عقلها وإدراكها.
جريمة مقتل طفلين على يد والدتهما في سحاب، أعادت تلك إلى ذاكرة الأردنيين جرائم قتل ارتكبتها نساء بحق أطفالهن، فمنذ 12 عاما، سجل الأردن 4 جرائم قتل نفذتها أمهات، وصدرت أحكاما قضائية في 3 قضايا فيما ما تزال "جريمة سحاب" قيد التحقيق لدى نيابة الجنايات الكبرى .
اقرأ أيضاً : "الوطني لشؤون الأسرة": ازدياد حالات الجرائم الأسرية في الأردن - فيديو
وفي أثناء إعداد التقرير تبين عدم توفر قاعدة معلومات أو أرقام رسمية حول الجرائم الأسرية، خاصة المرتكبة من قبل الأمهات إن جاز تسميتها أو دراسات اجتماعية أو نفسية حول الجرائم الأسرية في الأردن، وما يتوفر فقط من معلومات هو ما يحتفظ به على محرك البحث "جوجل".
تفاصيل تلك الجرائم التي تعاطف الأردنيين مع عائلات الضحايا آنذاك وتفاجأ ارتكابها من قبل أمهات الأطفال الضحايا، إذ كانت أبشع تلك الجرائم مقتل طفلة تبلغ من العمر 4 سنوات خنقتها والدتها عندما وضعتها في حضنها وهدهدت لها، عانقتها وقبلتها ثم وضعت يد على وجهه والأخرى على رقبتها لتواصل جريمتها بتقطيع أوصال ابنتها في محاولة لحرق الجثة لإخفاء الجريمة، والسبب في كل ذلك هو أن تلك الصغيرة هي شاهدة على قتل جدتها بسبب خلافات شخصية معها.
تفاصيل تلك الجريمة تعود الى كانون ثاني من عام 2007 ، حيث أعلن الامن العام عن إلقاء القبض على سيدة أقدمت على قتل والدة زوجها "حماتها" وطفلتها البالغه من العمر 4 سنوات التي عانقتها وقبلتها قبل أن تضع يديها على رقبة ووجه ابنتها المغدورة .
لم تكتف قاتلة ابنتها بخنقها بل قامت بتقطيع جثتها بدءا من رجليها إلى يديها، كما حاولت قطع رأس الطفلة وفخذيها من الأعلى، إلا أنها لم تتمكن من ذلك، كما وضعت أجزاء من الجثة داخل "سطل" ثم أفرغتها داخل مدفأة حطب في المطبخ، ثم قامت بزيادة الحطب داخل المدفأة، وقامت بتشغيل "الشفاط" حتى لا تبقى رائحة بداخل البيت .
كما قامت الأم القاتلة وضع ما تبقى من جثة ابنتها داخل كيسين، وأخفتهما داخل المنزل إلى جانب جثة والدة زوجها التي قطعتها لغايات إخفاء الجريمة.
قاتلة ابنتها ارتكبت جريمتها، كون ابنتها المغدورة هي الشاهدة على جريمة قتل جدتها من أبيها.
وفي أيلول من عام2010، حكمت محكمة الجنايات الكبرى بالإعدام شنقا حتى الموت على قاتلة ابنتها للمرة الثانية، فيما أكدت تقارير المركز الوطني للصحة النفسية سلامة قواها العقلية.
كما سجل شهر أيلول من عام 2010، قيام أم بقتل أطفالها الثلاثة بعد طعنهم بـسلاح أبيض "موس" عدة طعنات، ثم طعنت نفسها في رقبتها وصدرها عدة طعنات، لكنها لم تفارق الحياة هي وابنتها الطفلة الناجية من الجريمة.
واستمرت محاكمة الأم قرابة العام لتعلن محكمة الجنايات الكبرى في آذار عام 2011 حكمها على الام القاتلة يقضي بحجز المتهمة "أحلام" قاتلة أطفالها الثلاثة ونفسها في مستشفى الأمراض العقلية بعد أن ثبت للمحكمة أنها أقدمت على جريمتها وهي تحت تأثير مرض الذهان الحاد، وهو مرض عقلي ونفسي إلى أن يثبت بتقرير لجنة طبية شفاؤها وأنها لم تعد تشكل خطرا على السلامة العامة.
يشار إلى أن التحقيق في هذه الجريمة لم يتوصل إلى دافع الأم القاتلة لارتكاب جريمتها.
بينما سجل عام 2014، الجريمة الرابعة التي ارتكبت على يد أم قتلت 3 من أطفالها بكتم أنفاسهم خلال نومهم في منزلهم بطبربور، فيما نجت ابنتين (9 و14 عاما) لفرارهما من المنزل والاستنجاد بحارس العمارة والجيران، فيما باءت محاولة الأم بقتل نفسها بعد ارتكاب الجريمة.
اقرأ أيضاً : الجرائم الأسرية تعود إلى الواجهة.. هل من مبرر؟
في كانون ثاني من عام 2015 صدر قرار محكمة الجنايات الكبرى، القاضي بعدم مسؤولية الأم عن قتل أطفالها الثلاثة، باعتبارها غير مسؤولة، كونها تعاني من أمراض نفسية وعقلية وفقا لتقارير طبية، حيث أودعت لدى المركز الوطني للصحة النفسية، بعد ثبوت اختلالها النفسي والعقلي ومعاناتها من مرض الوسواس القهري.