تشهد تونس في السنوات الأخيرة تزايدا في أعداد الناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الحيوان، خاصة الحيوانات السائبة/الشاردة/، التي تعد مهددة في تونس مع غياب قانون يحميها، ويجرم الاعتداء عليها، وغياب الملاجئ وحملات التلقيح والتعقيم، بل إن السلطات البلدية تلجأ إلى قتل هذه الحيوانات بإطلاق النار عليها لتقليص عددها.. رحمة حداد مهندسة تونسية تحمل من اسمها الكثير، إذ وهبت حياتها لرعاية هذه الحيوانات والدفاع عنها، ودأبت على توزيع الأكل والأدوية على الحيوانات السائبة / الشاردة/، حتى إنها فتحت بيتها لاحتضان صغار الحيوانات، على أمل إيجاد من يرغب في تبنيها. وتعمل رحمة على تعميم ثقافة العناية بالحيوانات وإزالة المفاهيم التقليدية بأن كل حيوان سائب هو حيوان مؤذ وخطير.
وقال رحمة حداد-ناشطة في مجال حقوق الحيوان: "منذ كنت صغيرة أحب الحيوانات، وعندما كنت طفلة كان لدي قط فقدته، وعند خروجي للبحث عنه انتبهت في كل مرة إلى حيوان جديد ككلب أو قط، وبدأت أرى معاناة الحيوانات، وعلمت أن هناك حيوانات مريضة وأخرى جائعة، وهناك حيوانات تعيش في الشارع لديها إعاقة، ومن هنا بدأت القصة تحز في نفسي، وحاولت جهدي عندها أن أساعد الحيوانات بقدر المستطاع ".
اقرأ أيضاً : سامر الحمصي.. سوري يربي حيوانات مفترسة في مزرعته - فيديو
وأضافت: "أطبخ الطعام وآخذه لهم، وإذا لم يكن لدي وقت أشتري أكل جاهز، وأخرج للبحث عنها، وهذا بمعدل مرة كل يومين، إذا لم يكن يوميا، وبالطبع إذا تطلب حيوان المساعدة كحيوان صغير آخذه معي، وإذا كان هناك حيوان مريض آخذه للبيطري، وأحاول إنقاذه ومساعدته، وأبقيه لدي إلى أن يشفى، وأجد له عائلة تتبناه في تونس أو خارجها، فأنا أتعامل مع جمعيات أجنبية، خارج تونس وهناك أيضا أشخاص من خارج العاصمة من محافظة سوسة ومن غيرها فيتصلون بي إذا أصيب كلب أو قط فنشاطي توسع على كامل محافظات الجمهورية".
وقالت فاتن عمري-من محبي الحيوانات: "هي مبادرة جيدة جدا وأنا أفرح عندما أرى أشخاص مثل رحمة فهي تتجول لمساعدة الحيوانات وتطعمها وخاصة الآن مع الطقس الحار، وأتمنى أن يتبع خطاها أشخاص آخرون فحقيقة في تونس حيوانات الشارع تعاني كثيرا، إذ ليس هناك ملاجئ مجانية يلجؤون لها أيضا هناك حملات القتل الدائمة، والتي تقودها البلديات، والتي لا تفرق بين كلاب سائبة خطيرة ولا كلاب منزلية خرجت، والحقيقة هي مبادرات فردية يقوم بها الأشخاص أتمنى أن تتواصل".
وتابعت رحمة: "في البداية كانت قصة غريبة بالنسبة للناس فنحن في تونس لدينا عقلية أن كلب الشارع سيصيبك بداء الكلب، والقط سيصيبك بالفطريات، وهي معتقدات خاطئة، فكانت شيئا غريبا أن تلمس قطا أو كلبا في الشارع، فاستغرب الناس ورأوا أن ما أفعله شيء تافه، واستهزؤوا بي، ولكن الحمد لله بدأت العقلية تتغير وتتحسن".
وقالت: "من أهدافنا أن يكون هناك قانون يحمي الحيوان ويجرم الاعتداء عليه، وأيضا أن تكون هناك حملات تلقيح وحملات تعقيم، للحد من أعداد الحيوانات السائبة، وأيضا نهدف أن تكون هناك في المستقبل ملاجئ وأماكن تحمي هذه الحيوانات، ولا نبقيها في الشارع، فحيوان الشارع ليس حيوان حر بل هو حيوان في خطر ومهدد. أشعر بفخر كبير، وأشعر أن ما أفعله أعطى ثماره وأفتخر بعملي هذا، وبهذه القضية التي أومن بها بكل قلبي ومن أجلها ضحيت بالكثير وما زلت مستعدة للتضحية من أجل الحيوانات".