قال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، إن الأزمة الروسية - الأوكرانية، كشفت عن واقع جديد في التعامل مع وسائل الإعلام وحرية الرأي والتعبير، تمثل في تبادل شمال أوروبا شرقا وغربا إغلاق طرق التواصل عبر وسائل الإعلام.
اقرأ أيضاً : روسيا: محطة أوكرانية توقف تمرير الغاز الطبيعي إلى أوروبا
وأشار الشبول خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر اليونسكو المنعقد في عمان بعنوان "الصحافة تحت الرقابة الرقمية" الأحد، إلى أنه ومنذ الحرب العالمية الثانية، نهض الشمال في أوروبا ولملم جراح الحرب، وأصبح سيد الديمقراطية والحرية، وعمل على ضخ المعلومات وقواعد الحريات العامة والخاصة وأصولها، وأرسل معلمين ومدربين ومرشدين ومؤسسات وتمويلا إلى عالمنا لترسيخ هذه القيم.
وأضاف، لكن، اليوم التالي لبدء الأزمة الروسية - الأوكرانية كشف عن واقع جديد، إذ تبادل أهل شمال أوروبا، شرقا وغربا، إغلاق طرق التواصل عبر وسائل الإعلام.. "لا يريد أي منهم أن يسمع الآخر فدخلت وسائل التواصل الاجتماعي الحرب أيضا".
وتساءل الشبول: "هل تتناسب الحريات طردا مع الرفاه وحالة السلم فقط؟ وما علاقة وسائل التواصل الاجتماعي بدخول الحرب؟ وهل يجوز أن تكون جزءا من الدعاية وهي في الأصل شركات أخذت على عاتقها إدامة التواصل بين البشرية؟!".
وتابع؛ "نعلم أن منطقتنا تحتاج إلى المزيد من الدعم في مواجهة الحروب والأزمات لرفع منسوب الديمقراطية والحريات، ونعلم أن علينا بذل كل جهد ممكن على هذا الطريق".
وأشار إلى جهود منظمة اليونسكو وتبنيها منذ عقود لمشروع التربية الإعلامية والمعلوماتية عبر العالم الذي لطالما ثبتت أهميته على الدوام، لافتا إلى أن هذا المشروع اكتسب أهمية قصوى ووجب تعميمه على العالم كله في مواجهة واقع جديد اختلط فيه لدى العامة التداخل بين الإعلام والتواصل الاجتماعي.
وعرض الشبول في هذا الصدد لجهود المملكة في مجال التربية الإعلامية والمعلوماتية، مشيرا إلى انتهاء المرحلة الأولى من مشروع تدريب المعلمين والمعلمات في المدارس الحكومية، وكذلك أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الرسمية والخاصة على مهارات التربية الإعلامية والمعلوماتية، حيث استفاد من هذه المرحلة قرابة 550 معلما ومعلمة و100 عضو هيئة تدريس في الجامعات.
ولفت إلى أن المركز الوطني للمناهج يعمل على وضع إطار لتضمين مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية في جميع الصفوف المدرسية بأشكال وأنماط متعددة، ومن المؤمل أن تتضمن المناهج الأردنية، وفي جميع الصفوف المدرسية، دروسا ومفاهيم في التربية الإعلامية اعتبارا من العام الدراسي 2023 – 2024.
وأعاد الشبول التأكيد على أن التربية الإعلامية والمعلوماتية للناشئة، والتفريق الواجب أكاديميا وتشريعيا بين وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والحفاظ على حصة وسائل الإعلام في سوق الإعلان، أصبح حاجة ضرورية لمحاربة الثالوث الخطر: الأخبار الكاذبة، وخطاب الكراهية، وانتهاك الخصوصية.
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام استهل كلمته في مؤتمر "اليونسكو" الذي يأتي احتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة 2022، بدعوة الحضور للوقوف دقيقة صمت حدادا على روح الصحفية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة.
وقال الشبول إن اعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي على جنازة الشهيدة دليل على ما يجري في أرض فلسطين المحتلة من انتهاكات تمارسها سلطات الاحتلال.
وأضاف، نحْيي اليوم ذكرى النكبة الفلسطينية.
وأشار إلى أن "اليونسكو" تشهد على أن الاحتلال يحاول على الدوام تزوير الإرث الإنساني في فلسطين، كما في غيرها.
وخلال الجلسة الافتتاحية من المؤتمر التي شهدت حضور عدد من طلبة كليات الصحافة والإعلام في الجامعات الأردنية وممثلين من وسائل الإعلام، تحدثت ممثلة "اليونسكو" في الأردن مين جيونغ كيم، وسفيرة السويد لدى الأردن ألكسندرا ريدمارك.
اقرأ أيضاً : هارتس العبرية: جندي أطلق النار على بعد حوالي 190 مترا من شيرين وربما أصابها
يشار إلى أن رسالة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، تتمثل في إرساء السلام من خلال التعاون الدولي في مجال التربية والعلوم والثقافة، وتساهم برامجها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المحددة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015.