تختص سوق اليمنية في وسط العاصمة الأردنية عمان ببيع الملابس المستعملة والجديدة، وتعتبر واحدة من أقدم أسواق عمان، وجزءا من ذاكرتها الشعبية والاقتصادية، فقد تأسست في عام 1927، ورغم تعرضها للحريق عام 1952 فإنها بقيت قائمة حتى يومنا هذا، واكتسبت تسميتها من باعة الملابس وحرفيي خياطتها من ذوي الأصول اليمنية، والذين كانوا عماد السوق ومحركها الرئيس. ويغلب على السوق الطابع الشعبي، ببساطة محلاتها التي تعرض أو تعلق على واجهاتها الملابس القديمة والمستعملة، لبيعها بأسعار زهيدة في متناول الجميع، فيما تتنوع مصادر هذه البضائع، مع الترجيح بأن أغلبها يصل من أوروبا. وأغلب من يشغل محلات السوق في هذا الأيام ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.
اقرأ أيضاً : حركة سياحية نشطة في جرش - فيديو
يقول بائع الملابس إبراهيم الميناوي "أنشأت السوق جماعة يمنية لذلك سمّوه سوق اليمنية، وبقي الاسم ملتصقا بالسوق. كان اليمنيون يعملون برعاية الخيل، وإضافة لذلك كانوا يشترون الملابس القديمة والمستعملة، فيغسلونها لبيعها مرة أخرى، ومن هنا جاءت فكرة أن سوق اليمنية مخصص لبيع الألبسة المستعملة، هذا السوق معلم أثري، وفيه ناس تتخلى عنه ثم تعود له".
"هذه السوق كانت سوق "َنكيّات"، وكانت فيه مناجر ومحلات ألبسة، وجميع الأشياء. تعرضت السوق للحريق عام 1952، والذين أسسوا هذه السوق جميعهم يمنيين، وكان معظم الشغل في هذا السوق على الثياب المستعملة والخردوات غرف النوم، كل شيء مستعمل كان موجودا، وكان السوق مقصدا للناس من جميع أنحاء العالم، وعملت في السوق فئات متعددة من المواطنين"، وفق بائع الملابس عيسى القريني.
اقرأ أيضاً : مبادرة لرسم جداريات بهدف نبذ الابتزاز والتنمر الإلكتروني - فيديو
أما بائع الملابس صالح أبو زيادة فيقول "زمان كان يباع في هذه السوق الأثاث المستعمل، والألبسة المستعملة، من طول عمره كان فيه ألبسة أوروبية، وجميع الموجودين في هذا السوق كان آباؤهم وأجدادهم أيضا في السوق، يعني يمكن نعتبره سوق تراثي، الفرق بين زمان وهلأ، زمان كانت البضاعة سعرها أقل وأجود، الآن أسعارها أغلى وليست بجودة زمان.. بالنسبة لي.. والدي عاش في هذا السوق ومنه، وأنا أيضا أعتاش منه، وهو مصدر رزقنا، ويعني لنا الكثير، وقد تربينا فيه".