في ظل الحركة السياسية النشطة في العالم على وقع الحرب الروسية الأوكرانية، ظهرت على صفحات مصرية على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تدعي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور مصر، مع تحديد الاثنين الماضي أو الاثنين الذي قبله على أنه موعد الزيارة.
اقرأ أيضاً : "أ ف ب": منشورات مضللة تدعي تدمير روسيا مدينة أوديسا الأوكرانية
لكن هذين التاريخين انقضيا من دون أن يهبط بوتين في القاهرة، ومن دون أن يصدر أي إعلان عن زيارة من هذا النوع.
وجاء في المنشورات "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزور القاهرة الاثنين المقبل" بهدف مناقشة "الأزمة الروسية والأوكرانية ومحاولة الوصول إلى حل سلمي".
وظهرت هذه المنشورات على موقع فيسبوك الأسبوع الماضي وما قبله، ما يعني أن التاريخ المحدد لهذه الزيارة المزعومة كان ينبغي أن يكون في 14 أو 21 من شهر آذار/مارس الجاري.
ويأتي ظهور هذه المنشورات على وقع الحرب الروسية الأوكرانية، وما أثاره من حركة دبلوماسية ومساع لوقف النزاع.
ففي الأسبوع الماضي، زار وزير خارجية تركيا مولود تشاوش أوغلو روسيا وأوكرانيا في محاولة من بلده الذي تربطه علاقات قوية بطرفي النزاع، أداء دور وسيط بينهما. كما استضافت تركيا قبل ذلك بأسبوع لقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأوكراني دميترو كوليبا في أنطاليا.
وفي الثالث من الشهر الجاري، عرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على بوتين استضافة محادثات وساطة بين موسكو وكييف.
في هذا السياق، ظهرت هذه المنشورات التي تتحدث عن زيارة لبوتين إلى القاهرة "لمناقشة الأزمة" هناك.
بوتين في مصر؟
لكن التاريخ المحدد لهذه الزيارة المزعومة، سواء في الرابع عشر من الشهر الجاري أو في الحادي والعشرين منه، انقضى من دون أن يتحقق ما ادعته المنشورات.
إضافة إلى ذلك، ووفقاً لصحافيي وكالة فرانس برس في القاهرة، لم يصدر عن أي جهة رسمية أو مصدر ذي صدقية إعلان عن زيارة قريبة للرئيس الروسي إلى القاهرة.
اقرأ أيضاً : الحرب الروسية الأوكرانية في يومها الـ30
وتعود الزيارة الأخيرة التي أجراها بوتين إلى مصر للحادي عشر من كانون الأول/ديسمبر من العام 2017.
وفي ذلك الحين، حط بوتين رحاله في القاهرة - بعد زيارة سريعة إلى قاعدة عسكرية لقواته في سوريا - حيث كان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وتركزت المباحثات حينها على "عدد من القضايا الإقليمية والدولية" إضافة إلى الشؤون الاقتصادية والتجارية، بحسب مصادر رسمية.
أما الزيارة التي قبلها، فتعود إلى شباط/فبراير من العام 2015 تم خلالها توقيع مذكرة تفاهم لبناء محطة الضبعة النووية في شمال غرب مصر على ساحل البحر المتوسط.
وتعتبر مصر حليفة للولايات المتحدة، لكنها لم تدل بمواقف مؤيدة لها في مسألة الغزو الروسي لأوكرانيا، بل اعتمدت الحذر لارتباطها بمصالح مختلفة مع روسيا. وينطبق هذا الأمر على حلفاء لمصر في المنطقة مثل السعودية والإمارات.