عقد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، ورئيس المركز الوطني للأمن السيبراني المهندس أحمد ملحم اليوم الأحد مؤتمراً صحفيَّاً في دار رئاسة الوزراء، تناول جهود المملكة في مجال الأمن السيبراني.
واستعرض المؤتمر حصيلة العام الأول من جهود المركز الوطني للأمن السيبراني في مواجهة الهجمات والاختراقات السيبرانية في الأردن خلال 2021.
وكشف الشبول خلال المؤتمر عن أن الأردن تعرض خلال عام 2021 لـ897 هجوماً سيبرانيَّاً موثَّقاً لدى المركز الوطني للأمن السيبراني، باستثناء الهجمات التي لم توثق وتتلقَّى الجهات المختصَّة إبلاغاً بها.
وأشار إلى أن المركز الوطني للأمن السيبراني الأردني تأسس مطلع عام 2021، بموجب قانون الأمن السيبراني رقم (16) لسنة 2019، ويرتبط المركز وفق المادَّة من هذا القانون (5 / ب) برئيس الوزراء.
وقال الشبول إن دول العالم ومنها الأردن تتعرض إلى هجمات سيبرانيّة متزايدة، تتفاوت في أعدادها وأهدافها، مبيناً أن هذه الهجمات تركّز على المؤسسات السِّياديَّة، وعلى أهداف ماليَّة واقتصاديَّة، وعلى الأفراد أيضاً.
وأضاف: إن هذه الهجمات تتراوح في شدَّتها ما بين هجمات معقدة "بمعنى تلك الهجمات التي تقف وراءها دول ومنظَّمات، أو هجمات يقوم بها أفراد وهواة".
ولفت الشبول في هذا الصدد إلى أن الأردن تعرض إلى 240 هجوما سبيرانياً معقداً، أي ما نسبته 27 بالمئة من الهجمات في العام الماضي، مبيناً أن هذه الهجمات استهدفت مؤسَّسات سيادية ورسميَّة وأمنيَّة وشركات قطاع خاص وأفراداً.
وقال: "إن حرب المعلومات هي سمة هذا العصر، في ضوء تطوّر تقنيَّات الاتّصال وأدوات التوَّاصل الرَّقمي، وكلَّما تطوَّرت أنظمة المعلومات حول العالم، كلَّما نشطت دول ومنظَّمات ومؤسَّسات وأشخاص لاختراق تلك الأنظمة".
وأكد الشبول أن العالم يحصن نفسه من خلال المراكز المتخصصة للأمن السيبراني لمواجهة مثل هذه الحروب، مبينا في هذا الإطار أن مواجهة الاستهداف السيبراني تتمّ أوَّلاً بالتعاون الدَّولي بين دول العالم لتتبع مصادر الهجمات، وبحماية أنظمة المعلومات؛ إضافة إلى حرص الأفراد على تجنُّب الاحتفاظ ببيانات شديدة الخصوصيَّة.
وفي سبيل مواجهة الهجمات السيبرانية، دعا الشبول أيُّ شخص أو مؤسَّسة للتَّواصل مع المركز الوطني للأمن السيبراني للإبلاغ عن تعرُّضه لأيِّ اختراق، لافتا الى أنه في هذه الحال سيقوم المركز ضمن اختصاصه بتتبع مصدر الاختراق في حال وقوعه.
بدوره أكد ملحم، أن المركز الذي تأسس بداية العام الماضي بهدف بناء منظومة فعالة للأمن السيبراني على مستوى الوطن وتطويرها وتنظيمها بهدف حماية المملكة من تهديدات أي هجوم سيبراني ، مشيرا الى ان 4 بالمئة من الهجمات الالكترونية على الاردن العام الماضي كانت لأهداف تجسس وأخرى سياسية واقتصادية.
وأضاف ان المعطيات أكدت أن معظم الهجمات السيبرانية على الاردن العام الماضي جاءت من 40 دولة حول العالم، مؤكدا صعوبة تحديد الدولة التي صدر منها الهجوم حيث قد يستخدم المهاجم بنية تحتية في اي دولة كانت، وان الهجمات استهدفت الشبكة الداخلية وانظمة التشغيل لعدد من المؤسسات الرسمية والافراد.
واوضح ملحم أن الحوادث السيبرانية المسجلة لدى المركز بلغت 897 حادثا خلال 2021 حسب جهات التهديد، 34 بالمئة منها مرتبطة بالمستخدمين، و27 بالمئة كانت من دول أو مجموعات مرتبطة بدول، و 26 بالمئة مرتبطة بالجرائم السيبرانية، و13بالمئة مرتبطة بالتنظيمات المتطرفة أو الإرهابية.
ودعا ملحم، المواطنين الذين يشعرون باختراق هواتفهم مراجعة المركز، مشيرا الى أنه لا يوجد أي أضرار دائمة وراء تلك الاختراقات مع التأكيد أن معظم المؤسسات المستهدفة تعتمد على هدف اقتصادي من وراء الاختراق.
ولفت إلى أنه يتوجب تطبيق السياسات الوطنية للأمن السيبراني، والتواصل مع المركز الوطني للأمن السيبراني للإبلاغ عن أي ثغرة أو اختراق أو حادث سيبراني، واتباع الممارسات الفضلى لحماية المعلومات والشبكات.
وبين ملحم أنه من أبرز الجهات المستهدفة بهجمات الأمن السيبراني المؤسسات العسكرية والأمنية، والقطاع المالي، وشركات الاتصالات، وقطاع الطاقة / شركات الكهرباء، والمؤسسات الحكومية، وسفاراتنا في الخارجوأكد أنه لا يوجد خلال الآونة الأخيرة أية شكاوى وصلت المركز بشأن حوادث سيبرانية.
وقال إنه لغاية اللحظة لا يوجد أية ملاحقات قضائية بسبب الاختراقات السيبرانية، مشيرا الى أنه لا توجد أيّة دولة في العالم قادرة على وقف الاختراقات السيبرانيَّة بشكل كامل، لكن لدينا الإمكانات اللَّازمة لرفع القدرات في مواجهة أيِّة حالات اختراق.
وأضاف انه تمّ اتخاذ إجراءات فوريَّة من المركز الوطني للأمن السيبراني في حال كشف أيّ هجمات سيبرانية، وهذا ما تمّ بالفعل في جميع الهجمات التي تمّ اكتشافها.