قال نقيب الجيولوجيين الأردنيين صخر النسور إن تجربة ما حدث مع الطفل المغربي ريان، فتحت الباب لبحث قضية التعامل مع الكوارث الطبيعية وإدارة الأزمة شكل مؤسسي بعيدا عن ما أسماه بنظام "الفزعة".
اقرأ أيضاً : الجهود المضنية لمحاولة إنقاذ الطفل ريان في المغرب تدخل "مرحلة متقدمة"
وأضاف النسور لـ"رؤيا" أن نشر الثقافة العامة في فهم جيولوجيا الأرض ليس ترفا، في ظل ما وصفه بـ "الفقر المعرفي الشديد" في علم الجيولوجيا وعلوم الأرض.
وأشار النسور أن على دائرة المناهج أضافة دروس في الصفوف الدراسية الأولى، مبينا أن وزارة التربية والتعليم ألغت حساب علامة مادة علوم الأرض من نتائج الثانوية العامة عام 2015 إلا إذا رغب الطالب بذلك، مطالبا بإعادة احتسابها ضمن النتائج كما كانت في السابق.
ولفت إلى أن الأردن عانى العديد من الكوارث الطبيعية نتيجة الانهيارات والانزلاقات والفيضانات، مثل فاجعة البحر الميت قبل سنوات، والتي كانت أهم أسبابها غياب الفهم الأساسي لجيولوجيا المنطقة من قبل القائمين على الرحلة وكيفية التعاطي معها في فصل ماطر.
اقرأ أيضاً : إعلام عربي: وضع سيارة إسعاف وطاقم طبي قرب النفق المؤدي للطفل ريان
وبلغت فرق الإغاثة السبت "مرحلة جد متقدمة" في جهودها المضنية لإنقاذ الطفل ريان البالغ من العمر خمس سنوات والعالق منذ خمسة أيام في بئر عميقة في شمال المغرب، على أمل في إخراجه حيا، بحسب ما أفاد مصدر من السلطات المحلية.
وقال المصدر إن عملية الإنقاذ "في مرحلة جد متقدمة، لكن لا يزال من الصعب معرفة المدة المتبقية بالنظر لطبيعة الأرض التي لا يزال متبقيا حفرها".
كذلك "يصعب أن نجزم بأي شيء حول الحالة الصحية" للطفل، وفق ما أوضح المسؤول عن اللجنة المشرفة على عملية الإنقاذ عبدالهادي الثمراني لوكالة فرانس برس، مشيرا إلى أن الكاميرا المثبتة فوق البئر "تظهره مستلقيا على جانبه لا نرى سوى ظهره".
وحول ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة، قال الثمراني "لا يمكن الجزم في ذلك"، مشيرا إلى أن سيارة إسعاف ومروحية طبية جاهزتان لنقله إلى أقرب مستشفى فور إخراجه حيا.
وعملت فرق الإنقاذ على تزويده بالماء والأوكسيجين خلال الأيام الأخيرة، لكنها لم تتأكد من أنه استعملهما.
ويثير مصير ريان حالة ترقب قصوى في البلاد وخارجها، ولو أن الآمال بخروجه حيا تتضاءل مع مرور الوقت.
وأشار الثمراني أيضا إلى عائق آخر عرقل العملية ويتمثل في الصخور التي تواجه عمال الحفر، موضحا عند منتصف النهار أنه لا يزال أمام العمال "حفر مترين ما يمثل نصف المسافة" التي تفصلهم عن قاع البئر الجافة بعمق 32 مترا التي سقط فيها الطفل عرضا الثلاثاء.
وساد اعتقاد الجمعة بأن العملية اقتربت من نهايتها. لكن العمل تباطأ ولجأ المنقذون إلى الحفر اليدوي طيلة الليلة الماضية بسبب مخاوف من انهيار للتربة وبعدما واجهتهم صخرة "أخرتنا كثيرا"، حسب الثمراني الذي أشار أيضا إلى المخاوف "من انهيار البئر". وتخلصت منها فرق الوقاية المدنية بعد ثلاث ساعات مستعينة بأدوات كهربائية صغيرة، لتفادي إحداث شقوق قد تؤدي إلى انهيار كل شيء حوالي البئر.
وتسعى الفرق الى تأمين فتحة أفقية تمتد على ثلاثة أمتار تقريبا أملا بالنفاذ منها لإخراج الطفل، حسب السلطات المحلية، بعد دراسة تقنية لمهندسين طبوغرافيين وأخصائيي الوقاية المدنية لطبيعة التربة المحيطة بالبئر بهدف تأمين جنبات الفتحة.
وعملت الفرق من دون توقف خلال الساعات الأخيرة تحت أضواء كاشفة قوية زادت من كآبة مسرح الحادث.