أشار اختصاصيون اجتماعيون في محافظة الكرك إلى أنه يمكن التنبؤ بتغير الكثير من المسلمات والعادات الاجتماعية التي ستصطدم مع إجراءات الوقاية من فيروس كورونا الذي يمثل خطرا على حياة الفاعل الاجتماعي.
اقرأ أيضاً : النسور لـ"رؤيا": لجنة الأوبئة أوصت بتأجيل بدء الفصل الثاني في المدارس
وقال اختصاصيون إن سرعة التغير الاجتماعي يعتمد على سرعة انتشار الفيروس، ومدى مواءمة الإنسان بين وقاية جسده وحماية دخله المالي، وهو ما قد ينتج متطلبات حماية تستدعي نمطا جديدا من العادات.
وأكد أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور رامي الحباشنة، من جهته، أن التكيف يعتمد على طول فترة المعركة مع الفيروس فكلما كانت فترة التعامل والمعركة معه طويلة كانت فرصة التكيف مع أنماط جديدة من العادات أكبر، مع الأخذ بالحسبان أن كثيرا من الأنماط السلوكية تشكلت عبر ثقافة سائدة لسنوات طويلة.
وأضاف الحباشنة " من المؤلم القول إن الكثير من هذه الأنماط سيتغير بعد مرور الأزمة في حال استمرار أعداد الوفيات لا قدر الله بهذا الشكل، وهنا سيلعب العامل الثاني وهو درجة وعمق الألم الناتج عن تلك المعركة دورا كبيرا في نسف كثير من المسلمات والعادات، حيث سينشأ صراع "الألمين" مطرقة الفيروس على الحاجات المعيشية وتأثيرات التسليم بـ "القدر" على النفس الانسانية.
من جهته قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة الدكتور مراد المواجدة، إن الإنسان في ظل استمرار تهديد الفيروس سيصبح بين كفتي التغيير في العادات والخطر المهدد للحياة، وعليه سيتجه الانسان إلى إجراءات المحافظة على الحياة على حساب كثير من العادات والسلوكيات التي قد تشكل خطرا عليه او على المقربين منه.
وأشار المواجدة الى أن الإنسان سيقف حائرا أمام ضرورتين: وقاية جسده وحماية دخله المالي.
وأشارت رئيسة تجمع لجان المرأة في محافظة الكرك ميسون مبيضين إلى أن المعادلة الاجتماعية في ظل فيروس كورونا تعتمد على عدة عوامل منها سرعة التغير الاجتماعي الذي يعتمد على سرعة انتشار الفيروس، ودرجة المناعة النفسية والمعيشية لدى الإنسان الذي دخل في صراع بين أبجديات حياته المعتادة ومتطلبات الحماية التي تستدعي نمطا جديدا من العادات.
اقرأ أيضاً : وزير سابق يقترح زيادة عدد أيام العطلة الأسبوعية في الأردن لمواجهة كورونا - فيديو
وأوضحت مبيضين أن هذه الحالة ستشكل عبئا في البداية، والتعود عليها سيكون تدريجيا وصولا إلى وصفته بـ "تلاشي التكيف السلبي"