مشاهد يصعب حصر معالم الحزن من خلالها ، وقلوب تنفطر أمام صورة واقعية لأطفال يحتضنون أمهاتهم هربا من برد قارس ، وملامح عفا عنها الفقر والمرض ، وملابس بالية على أجساد بالكاد تحتمل برودة الطقس التي لا ترحم حالهم، ونساء تتضرع إلى الله، لأجل سد رمق عائلاتهم ، على وقع ألم يختزل كافة المعاني المؤلمة أمام شراسة العوز والحاجة.
اقرأ أيضاً : طقس العرب لرؤيا: ازدياد فرص تساقط الثلوج في الساعات المقبلة - فيديو
في بيوت الشعر في منتصف الطريق بين العاصمة عمان والعقبة، وأمام مداد صحراء في وادي عربة تعيش نحو 20 عائلة ، العنوان الرئيسي لمأساتهم " فقر وجوع ومرض" ، وحياتهم ما زالت تُسهب بابتلاء القدر لهم، يصافحون حرارة الشمس في الصيف ، ولا يهنؤون بمشهد شتائي جميل ، بل يعيشون قصص آلام بين فكي الفقر.
"كاميرا رؤيا" تواجدت في أحد بيوت الشعر ، حيث تعيش عائلتان تتقاسمان قسوة الحياة ، لا يجدون من الطعام سوى كسرة خبز بالكاد تُشبع طفلا رضيعا .
يروي ناصر سلامة لـ"رؤيا" معاناته التي تنشق من رحم الألم ، حيث عدد أفراد عائلته البالغة 19 فردا حيث بيت شعر يشهد على أمنياتهم في أن يجدوا مكانا يأويهم من أمطار قاسية ، وعواصف مؤلمة .
ولفت أنه يتقاضى 163 دينار من صندوق المعونة الوطنية ، حيث بالكاد تغطي احتياجاتهم الأساسية .
وما يزيد من وطأة كلامه ألما ما قاله " 7 شهور لم نأكل اللحمة (...) ، وطفل لا يأكل القمح ما يستدعي إطعامه الذرة ، ما يزيد من مصاريفنا".
وعائلة أخرى تعيش في ذات بيت الشعر ، والتي يبلغ عدد أفرادها 22 فردا ، براتب تقاعدي يبلغ 22 فردا .
المواطن فايز عودات ، لم يجد ضالته بعد في حياته حيث عائلته التي تتنهد جرّاء جرعات الحزن التي تطال ملامحهم المغبرة من عثرات الزمن .
حيث طالب من خلال " رؤيا" بضرورة الوقوف على حالتهم التي لا تسرّ عدو ولا صديق أمام نقمة الفقر.
هؤلاء ، قطرة من بحر عائلات يعيشون تضحيات من أجل عيش كريم ، أمام كرامتهم وصرخاتهم التي يُجدر أن يكون لها صدى من الجهات المعنية من منطلق الواجب والمسؤولية.