الأمير الحسن يدعو إلى تجديد الخطاب الفكري العربي وتعزيز الفكر النقدي والحوار المسؤول

الأردن
نشر: 2022-01-15 16:27 آخر تحديث: 2023-06-18 12:22
سمو الأمير الحسن بن طلال
سمو الأمير الحسن بن طلال

رأس سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، الخميس الماضي، الاجتماع السنوي السابع والعشرين للهيئة العمومية للمنتدى الذي يتزامن مع مرور أربعين عاماً على تأسيس المنتدى 1981 - 2021.

ودعا سموه في كلمته إلى تجديد الخطاب الفكري العربي من خلال صنع السياسات المبنية على الأدلة، وتعزيز الفكر النقدي التحليلي، وفتح الحوار المسؤول "الذي لا يُذهِب للموضوعية قضية".


اقرأ أيضاً : الأمير الحسن يهنئ أهالي الرمثا بالحصول على لقب الدوري


وأكد أهمية الحديث في السياسات الجامعة، وقال : إن "التفكير في مستقبل الفكر لا بد له أن يتفنن في معالجة القضايا المهمة"؛ منوهاً إلى ضرورة القبول بمساحة الاختلاف التي تؤدي في نهاية المطاف إلى توليد أفكار أكثر ترابطاً وفعالية.

وأشار سموه إلى أن الشباب العربي اليوم وفي ظل التقدم الهائل في وسائل التواصل والاتصال الحديثة بحاجة مُلحّة إلى عرض جديد للمفاهيم، وتوظيف العلم للانتقال إلى ساحة العمل.

وكرَّم سموه الأعضاء المؤسسين للمنتدى الذين تشكَّل منهم مجلس الأمناء الأول عام 1981، وهم أربع وعشرون شخصية عربية من قيادات الفكر التنموي من عدة أقطار عربية، مستذكراً والحضور جهود الأحياء والراحلين رحمهم الله خلال مرحلة التأسيس وباقي مراحل مسيرة المنتدى، منذ عقد الاجتماع التأسيسي الذي دعا إليه سموه في مدينة العقبة في منتصف شهر آذار 1981 وفي أعقاب مؤتمر القمة العربي الحادي عشر "القمة الاقتصادية" في عمان عام 1980.

كما قدم الأمين العام للمنتدى والوزير الأسبق الدكتور محمد أبو حمور باسم أسرة المنتدى شهادة تقدير وتكريم إلى سمو الأمير الحسن بن طلال؛ معرباً عن تقدير هذه الأسرة واعتزازها الكبير برعاية سموه ورئاسته للمنتدى وإسهاماته وجهوده الفكرية الحثيثة على مدى السنين من أجل تحقيق مضمون شعار المنتدى "الانتماء والنماء"، وخدمة القضايا المصيرية للأمتين العربية والإسلامية، والقيم الإنسانية، وروح التضامن والعمل العربي المشترك .

وشارك في الاجتماع وجاهياً وعبر تقنية الاتصال المرئي، عدد كبير من أعضاء الهيئة العمومية من مختلف الأقطار العربية والمهاجر، بينهم شخصيات فكرية وقيادات دبلوماسية وسياسية ورؤساء وزراء ووزراء عرب سابقون أعضاء في المنتدى، منهم المبعوث الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي من الجزائر، والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى من مصر، ورئيس وزراء اليمن الأسبق حيدر أبو بكر العطاس، والشيخ الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في البحرين. ومن الأردن رئيس الوزراء الأسبق ورئيس مجلس الأعيان سابقاً طاهر المصري، ورئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران، ونائب رئيس الوزراء السابق والعضو المؤسس في المنتدى الدكتور جواد العناني ، وغيرهم .

وكان طاهر المصري قد استهل مداخلات أعضاء الهيئة العمومية بكلمة دعا فيها إلى تكاتف الجهود الفكرية، وتجاوز تداعيات الاضطرابات في المشهد العربي نحو إيجاد فهم عميق للديمقراطيات وحركة الشعوب، واستعادة الالتزام بالعمل المشترك في إطار فكر مستقبلي جديد.

وأوضح الأمين العام للمنتدى الدكتور محمد أبو حمّور في كلمته أن منتدى الفكر العربي يعد اليوم أقدم المؤسسات الفكرية العربية ولا يزال ينهض بمسؤولياته إزاء التحديات القائمة والمستقبلية، والعمل بجهود مضاعفه لإبقاء القضايا العربية المصيرية حاضرة في المشهد الفكري العربي المعاصر، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فضلاً عن قضايا الديمقراطية والتنمية الشاملة والحقوق الإنسانية، والحوارات العربية البينية ومع العالم في المحيط الإنساني. وقدم أبو حمور باسم الحاضرين التهنئة إلى عضو المنتدى المؤرخة الأكاديمية الدكتورة هند أبو الشعر بمناسبة تكريمها من جانب سمو الأمير الحسن بن طلال على إنجازها موسوعة "تاريخ الأردن في عهد الإمارة".

وأشار الأخضر الإبراهيمي في مداخلته إلى دور العرب والمسلمين في مواجهة التطرف في العالم، ولا سيما في ضوء معاناة الجاليات منهم في بعض مناطق الغرب من حالات الكراهية والعداوة والعنصرية والهجوم المتواصل على الإسلام .

ودعا عمرو موسى إلى ضرورة التفكير بأن يكون العالم العربي له دوره الفاعل في النظام الإقليمي والعالمي الجديد، ولا سيما مع متغيرات تحدث في النظامين وتصاعد أدوار القوى الإقليمية في المنطقة، ومشيراً إلى أهمية الدور الفكري للمنتدى في التوعية بالتحديات، والإسهام بتحديث النظام العربي والإقليمي بمشاركة الجميع من المشارقة والمغاربة ومن الجنوب العربي في القارة الإفريقية.

وأكد حيدر أبو بكر العطاس دور الفكر من خلال المنتدى في إحداث نقلة لإخراج العالم العربي من دوامة الأزمات، من خلال تصورات لآليات جماعية عربية تهدف إلى تحقيق السلم والاستقرار في بلدان عربية تعاني الأزمات ومنها اليمن، مما يقود إلى التنمية السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وإبقاء القضية الفلسطينية والقدس في صدارة الاهتمام والجهد العربي المشترك.

وأشاد الأعضاء الحضور، من جهتهم، بالدور الفكري الرائد والمهم للمنتدى على مدى أربعين عاماً في مجالات عدة اجتماعية وثقافية واقتصادية وتنموية عامة، مثل التجسير بين صانعي القرار والمفكرين، وبين الفكر والمواطنة والمجتمع المدني والمواطنة، والإسهام في بلورة أسس التنمية العربية، مؤكدين أهمية مواصلة التفكير بمستقبل المجتمعات العربية ونمائها وتعزيز إمكاناتها النهضوية.

يذكر أنه جرى بعد ذلك عرض أنشطة المنتدى والمصادقة على البيانات المالية للمنتدى لعام 2020 .

أخبار ذات صلة

newsletter