هكذا احتفل العالم بوداع عام كورونا.. وبهذه الاحتفالات بدل العالم عاماً بآخر جديد، لكن ظلال الوباء بقيت تخيم على العام 2021.. فرنسا ودعت العام بحظر حالها حال الكثير من دول العالم ومنها بريطانيا التي غادرت رسمياً الاتحاد الأوروبي مع منتصف الليلة الأولى من العام الجديد.
اقرأ أيضاً : أبرز وفيات العام 2021
في روزنامة العام 2021.. استفتح الأمريكيون العام بأحداث وصفت بغير المسبوقة مع اقتحام متظاهرين لمبنى الكابيتول ما عطل تصديق الكونغرس على الانتخابات الرئاسية 2020، وعكس انقساماً كبيراً في البلاد توالت تداعياته التي كان أبرزها اتهام مجلس النواب الأمريكي للرئيس دونالد ترمب بالتحريض على التمرد في دعوى ثانية لعزله، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي يتعرض للعزل مرتين، لكنها انتهت بتبرئته في مجلس الشيوخ، ومغادرته البيت الأبيض مع انتهاء ولايته الوحيدة، وإقامة حفل تنصيب الرئيس 46 للولايات المتحدة جو بايدن التي أثارت صورة المرشح الرئاسي السيناتور بيرني ساندرز خلالها مرتديا قفازات غريبة التفاعل حول العالم.
للكوارث نصيب أيضاً من هذا العام، بتحطم طائرة على متنها 62 شخصًا شمال العاصمة الإندونيسية جاكرتا، أما الطبيعية منها فكانت كثيرة ومنها فيضانات ماليزيا وبوليفيا وكينيا وانهيارات أرضية في النرويج وإندونيسيا وحرائق في أستراليا والأرجنتين، إضافة إلى عاصفة ثلجية تاريخية في إسبانيا وحتى زلزال قوي في جزيرة سولاوسي الاندونيسية.. وكأن العام مر في شهر، لكن الكوارث الطبيعية استمرت بالحدوث على مدار العام.
اقرأ أيضاً : أبرز الأحداث في العام 2021 - فيديو
ومع استمرار جائحة كورونا، وصل فريق خبراء من منظمة الصحة العالمية إلى مدينة ووهان في الصين للتحقيق في منشأ فيروس كورونا وزار سوق ووهان حيث ظهر المرض، ليغادر بعد قضاء أكثر من 3 أسابيع في الصين ويخلص إلى أن فرضية تسرب الفيروس من مختبر مستبعدة للغاية، وأن انتقال العدوى من حيوان مرجح، وهو ما كان قد رجح مع بداية ظهور المرض أصلاً.
في العام 2021.. كان هناك انقلابات بدءا من بورما التي أعلن الجيش فيها السيطرة على مقاليد السلطة في البلاد، بعد نحو عقد من موافقته على تسليم السلطة إلى المدنيين، ما أثار موجة خوف واحتجاجات في البلاد على مدار العام كما اعتقلت على إثره الزعيمة البارزة أونغ سان سو تشي وسياسيون آخرون، إلى مالي فغينيا التي نفذ الانقلاب فيها عناصر من وحدة المهام الخاصة في الجيش بقيادة مامادي دومبوي، وأسفر عن إلقاء القبض على رئيس غينيا ألفا كوندي.
الكوارث الطبيعية تعود مجدداً خلال هذا العام، وذلك بعاصفة ثلجية تضرب الولايات المتحدة وتسجل درجات حرارة متدنية من الساحل إلى الساحل وثلوج نادرة تغطي ولاية تكساس وتتسبب بانقطاع كبير في التيار الكهربائي، إضافة إلى ثوران بركان جبل ميرابي في اندونيسيا، أحد أكثر البراكين نشاطاً في العالم.
من الأرض إلى الفضاء الذي شهد اختراقات ومهام جديدة، مثل هبوط مركبة ناسا الجوالة "برسيفيرنس" على سطح كوكب المريخ حاملة مروحية بدون طيار بعد سفر استمر 7 أشهر، ومهمة أخرى لناسا تستغرق 10 أشهر لحَرف مسار كويكب في محاولة لحماية البشرية في المستقبل، إضافة إلى نجاح رحلات فضاء سياحية عبر شركات الملياردير ريتشارد برانسون وجيف بيزوس وإيلون ماسك.
بالعودة إلى الأرض، شهد العالم هذا العام أحداثاً متنوعة منها عودة الولايات المتحدة رسميا إلى اتفاقية باريس للمناخ بعد انسحابها منها في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، وإعلان القصر الملكي في بريطانيا أن الأمير هاري وزوجته ميغان لن يعودا عضوين عاملين في الأسرة الملكية البريطانية، وذلك بعد تنازلهما عن مهامهما كعضوين بارزين في العائلة الملكية، إضافة إلى إطفاء الأنوار حول العالم في ساعة الأرض، وأحداث عنيفة كالهجوم الانتحاري الذي استهدف كاتدرائية في إندونيسيا في أحد الشعانين، وهروب أكثر من 1800 سجين في نيجيريا بعد هجوم مسلح على أحد السجون.
هذا العام بدأت محاكمة الشرطي الأمريكي ديريك شوفين المتهم بقتل الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد في مينيابوليس عام 2020 وانتهت بإدانته، كما انطلقت محادثات في العاصمة النمساوية فيينا في محاولة لإحياء الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الدولية عام 2015، استؤنفت نهاية العام أيضاً، كما شهد وفاة الأمير فيليب دوق إدنبرة زوج ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن عمر 99 عامًا، ونهاية أكثر من 6 عقود من سيطرة عائلة كاسترو على حكم كوبا وذلك بعد تنحي راوول كاسترو عن رئاسة الحزب الشيوعي وتولي الرئيس ميغيل دياز كانيل قيادته.
العالم هذا العام احتفل بعيد الفصح وسط قيود متفاوتة الشدة فرضتها أزمة كورونا، وعادت الكوارث الطبيعية منها وغير الطبيعية كثوران بركان في جزيرة سانت فينسنت شرق الكاريبي بعد خموله 40 عاماً، وغرق غواصة إندونيسية مفقودة في بحر بالي مع طاقمها البالغ عددهم 53 شخصاً.
وبالتزامن مع موجة حر غير مسبوقة ضربت كندا وشمال غرب الولايات المتحدة وأسفرت عن مقتل العشرات، اندلعت حرائق في هذين البلدين تواصلت خلال الصيف، إضافة إلى حرائق في تركيا واليونان والبرتغال ودول أوروبية أخرى.
الكوارث الطبيعية شملت أيضاً فيضانات غرب أوروبا تسببت بمقتل العشرات في ألمانيا وبلجيكا، وأخرى في الصين، وليس بعيداً عن ذلك صدر تقرير "حالة المناخ" العالمي الذي دق جرس إنذار حول التغير المناخي ومخاطره المستقبلية، كما عقد مؤتمر الأطراف في مدينة غلاسكو الاسكتلندية على مدار أسبوعين، والذي رغم تبنيه ميثاقا لتسريع وتيرة مكافحة الاحتباس الحراري، إلا أنه لم يلب طلبات المساعدة من الدول الفقيرة، كما أنه لم يرتق لطموح الناشطين في مجال البيئة، فجاء مخيبا للآمال، وذلك رغم الكوارث الطبيعية الكثيرة التي شهدها هذا العام وتم عزو أغلبها إلى التغير المناخي.
مع زلزال هايتي القوي ومقتل المئات جراءه، وثوران بركان لابالما لأكثر من شهرين في جزر الكناري الإسبانية، استمرت الكوارث واستمرت الأحداث التي كان أبرزها الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وإجلاء القوات الأجنبية منها، الأمر الذي أثار جدلاً في الولايات المتحدة والدول الحلفاء، وكان له تداعياته على أفغانستان
بعد أن أعلنت حركة طالبان سيطرتها الكاملة على البلاد وسلمت الحكومة الأفغانية السلطة للحركة.
مع اقتراب العام من نهايته، جاء إعلان حالة الطوارئ في إثيوبيا عقب تقدم مقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي من العاصمة أديس أبابا في تطور جديد في النزاع الدامي المستمر منذ عام، وأصبحت جزيرة باربادوس الكاريبية أحدث جمهورية في العالم بعد تحررها من سلطة التاج البريطاني، لكن لعل الحدث الأبرز كان إعلان منظمة الصحة العالمية عن متحور جديد لفيروس كورونا سمي بـ "أوميكرون" صنفته بالمثير للقلق، وأبلغت عنه جنوب افريقيا، ما أثار الذعر في العالم وعرقل حركة السفر في الكثير من الدول.
مر عام 2021 بشكل أقرب إلى الطبيعي من العام الذي سبقه من ناحية وباء كورونا، لكنه لا يزال يرزح تحت وطأة الجائحة وتداعياتها، ورغم أن تأثيراتها تواصلت من المتحورات فالقيود إلى حملات التطعيم، إلا أن الأحداث التي كانت أكثر تواتراً وبروزاً هي تلك المتعلقة بالكوارث الطبيعية.