أطلق المجلس الأعلى للسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، الأحد، الاستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية والجنسية للأعوام 2020- 2030.
اقرأ أيضاً : الحكومة تسعى لخفض معدلات الخصوبة بين الأردنيين بحلول 2030
وبحسب بيان مشترك للمجلس والصندوق، قالت مندوبة وزير الصحة، أمين عام وزارة الصحة للشؤون الإدارية والمالية الدكتورة إلهام خريسات، إن الأردن حقق إنجازات مهمة في مجال الصحة الإنجابية، سيما خفض معدل وفيات الأمهات، من خلال تقديم الرعاية الصحية المتقدّمة للأمهات في المستشفيات.
وأضافت، إن الوزارة تعمل جاهدة للارتقاء بنوعية الخدمات الصحية المقدمة بشقيها الوقائي والعلاجي، ورفع مستوى خدمات الصحة الإنجابية؛ تنفيذاً لأهداف الأجندة الوطنية، مبينة أن خدمات الأمومة والطفولة وتنظيم الأسرة تُقدم في جميع المراكز التابعة للوزارة مجاناً من قبل كوادر صحية مؤهلة في نحو 520 مركزاً.
وتشمل الخدمات المقدمة، رعاية الأم أثناء الحمل وما بعد الولادة، ورعاية الطفل حتى عمر 5 سنوات، وخدمات تنظيم الأسرة، والمشورة والتثقيف الصحي، بالإضافة إلى المطاعيم للأمهات الحوامل والأطفال والكشف المبكر عن سرطان الثدي والتحرّي عن العنف الأسري.
وأضافت خريسات، ان الوزارة، تقدّم الخدمات الصحية كذلك للاجئين السوريين القاطنين في المناطق النائية، من خلال التوسّع في تقديم خدمات الأمومة والطفولة، لتشمل بعض المراكز الصحية الفرعية في إقليم الشمال والوسط، حيث أصبحت هذه المراكز تقدّم بعض خدمات الأمومة والطفولة، مثل: التطعيم، ورعاية الحامل والنفاس، وتنظيم الأسرة، بينما تم اعتماد وتأسيس مراكز تحويلية شاملة في جميع محافظات المملكة وتزويدها بالأجهزة والأدوات الطبية اللازمة لتقييم ومتابعة حالات الحمل ذات الخطورة العالية.
من جانبها، أكّدت الأمينة العامة للمجلس الأعلى للسكان الدكتورة عبلة عماوي، إن هذه الاستراتيجية تُعدّ إطاراً مرجعياً لمختلف الشركاء في الأردن، ويمكن من خلالها تطوير أو مواءمة أو تضمين الخطط المؤسسية والمداخلات اللازمة لتحقيق الشمول في الخدمات ومعلومات الصحة الانجابية والجنسية المتكاملة للمساهمة في الوصول إلى رفاه الأسر.
وبيّنت عماوي، أن الاستراتيجية تستند إلى الأدلة والبيانات والدروس المستفادة من التقارير والدراسات الدولية والعربية والوطنية، وتأخذ بالاعتبار خصوصية الوضع في الأردن خاصة يتعلق بأولويات الصحة الانجابية والجنسية.
وستسهم الاستراتيجية، وفقا لعماوي، في تعزيز الدعوة إلى زيادة الموارد المؤسسية والوطنية والدولية المُخصصة لتمويل الخطط التنفيذية الخاصة بقضايا الصحة الإنجابية والجنسية، كما ستسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف الثالث المعني بالصحة والرفاه.
وأشارت إلى أن المراجعة المكتبية للدراسات والتقارير والاستراتيجيات ذات العلاقة بالصحة الإنجابية والجنسية، أظهرت أن هناك مجموعة تحديات تعترض تحقيق المستهدفات الخاصة بالصحة الانجابية والجنسية في الأردن، من أبرزها: محدودية التكامل بين برامج الصحة الجنسية والصحة الإنجابية وبرامج الرعاية الصحية الأولية في المراكز الصحية وخدمات النسائية والتوليد في المستشفيات، ونقص وضعف في البرامج التي تقيّم مستوى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية المقدّمة حالياً في القطاعين العام والخاص.
ومن التحديات ايضا، لفتت عماوي الى ضعف الخدمات الموجهة للصحة الجنسية والأمراض المنقولة جنسياً وصحة اليافعين والشباب في المراكز الصحية الحكومية، وعدم وجود حزمة متكاملة من الخدمات الأساسية المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية الموجهة لهذه الفئات العمرية، وغيرها العديد من التحديات.
من جانبه، أكّد الممثل المقيم للأمم المتحدة في الأردن أندرس بيدرسون، أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يعمل من أجل ضمان أن تظل الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية في صميم التنمية، حيث يُرسي المؤتمر الدولي للسكان والتنمية صلة واضحة بين الصحة الإنجابية وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.
وقال، "إن عدم تلبية احتياجات الصحة الجنسية والإنجابية، يحرم الأفراد من الحق في اتخاذ خيارات حاسمة بشأن أجسادهم ومستقبلهم، وسيكون له أثر لاحق على رفاهية أسرهم وعلى الأجيال القادمة.
واحتوت الاستراتيجية على 4 أهداف استراتيجية ضمن 4 محاور، هي: البيئة الممكنة من خلال تطوير تشريعات وسياسات داعمة وممكنة لقضايا الصحة الجنسية والانجابية المتكاملة، والخدمات والمعلومات والذي يتحقق من خلال توفير خدمات ومعلومات صحة جنسية وانجابية مدمجة ومتكاملة ذات جودة لكافة السكان في كافة مناطق المملكة، والمجتمع الذي يتناول تحقيق اتجاهات ومعتقدات وسلوكيات مجتمعية إيجابية تجاه قضايا الصحة الإنجابية والجنسية، إلى جانب الاستدامة والحوكمة.
اقرأ أيضاً : دراسة: 3,7% من الأردنيات اللواتي تزوجن تحت سن 18 'مطلقات حاليًّا'
وتم تطوير الاستراتيجية، باتباع منهجية التخطيط الاستراتيجي التي ترتكز على المشاركة الواسعة مع جميع الجهات المعنية من خلال إشراك جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، والمؤسسات العلمية والبحثية المعنية والجهات المانحة العاملة في الأردن في مجال قضايا الصحة الجنسية والإنجابية بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالاعتماد على تحليل الواقع الحالي لقضايا الصحة الانجابية والجنسية، ومقارنته بالمؤشرات العالمية في هذا المجال.
وسيتبع حفل الإطلاق، عقد جلسات نقاشية تستمر يومين تتناول عددا من المواضيع ذات الصلة بمشاركة الجهات ذات العلاقة.