المغرب والاحتلال يوقعان اتفاقا أمنيا غير مسبوق في المنطقة

عربي دولي
نشر: 2021-11-24 17:33 آخر تحديث: 2023-06-18 12:17
وزير دفاع الاحتلال بيني غانتس
وزير دفاع الاحتلال بيني غانتس

وقع المغرب والاحتلال الإسرائيلي الأربعاء اتفاقا للتعاون الأمني "غير مسبوق" في المنطقة خلال زيارة غير مسبوقة لوزير دفاع الاحتلال بيني غانتس إلى المملكة، في ظل توتر العلاقات بين المغرب وجارته الجزائر.

يرسم الاتفاق الذي وقعه غانتس والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع المغربي عبد اللطيف لوديي، التعاون الأمني بين البلدين "بمختلف أشكاله" في مواجهة "التهديدات والتحديات التي تعرفها المنطقة"، بحسب الجانب الإسرائيلي.


اقرأ أيضاً : ملكة جمال اليونان تنسحب من مسابقة "ملكة جمال الكون" دعما لفلسطين


وأوضح بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن الجانبين وقعا "اتفاقا يتعلق بحماية المعلومات في مجال الدفاع، ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الأمن السيبراني".

وأضاف أن مذكرة التفاهم "تشمل تبادل التجارب والخبرات، ونقل التكنولوجيا، والتكوين، وكذا التعاون في مجال الصناعة الدفاعية".

سيتيح هذا الاتفاق للمغرب إمكانية اقتناء معدات أمنية إسرائيلية متطورة جدا بسهولة، إضافة إلى التعاون في التخطيط العملاني والبحث والتطوير. وهو الأول من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية، وفق الإسرائيليين.

يأتي توقيع الاتفاق بعد عام من تطبيع البلدين علاقاتهما بمقتضى اتفاق ثلاثي تعترف بموجبه الولايات المتحدة أيضا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

ووصف غانتس الاتفاق بأنه "أمر مهم جدًا، سيمكننا من تبادل الآراء وإطلاق مشاريع مشتركة وتحفيز الصادرات الإسرائيلية" إلى المغرب.

"تعاون واعد" 
تعد إسرائيل من أهم مصدري الطائرات الحربية المسيرة في العالم وبرامج المعلوماتية الأمنية المتطورة مثل برنامج بيغاسوس المثير للجدل. لكن هذا النوع من المبيعات يجب أن تصادق عليه وزارة الدفاع الإسرائيلية.

اتهم تحقيق نشرته وسائل إعلام دولية في تموز/يوليو المغرب باستعمال برنامج بيغاسوس لاستهداف صحافيين ومعارضين وشخصيات سياسية مغربية وأجنبية. لكن الرباط نفت بشدة تلك الاتهامات، ورفعت شكاوى قضائية بتهمة "التشهير" ضد ناشريها في فرنسا وألمانيا واسبانيا.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن "العلاقات مع المغرب غير مبنية على بيع الأسلحة، وإنما على تقوية علاقاتنا في المنطقة، والتي تعد الحجر الأساس لأمن إسرائيل".

أشار بيان القيادة العامة للجيش المغربي أيضا إلى أن وزيري دفاع البلدين تباحثا في قضايا ذات طابع ثنائي وإقليمي.

بعد ذلك استقبل غانتس من طرف المفتش العام للقوات المسلحة الملكية الجنرال فاروق بلخير. ونوه المسؤولان "بتعاون واعد على مستوى تبادل الخبرات، ولاسيما في مجالات التكوين وتعزيز قدرات الدفاع ونقل التكنولوجيا".


اقرأ أيضاً : كيف تحول المغرب إلى عملاق في مجال الطاقة الشمسية؟


وفي وقت لاحق الأربعاء التقى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، من دون أن يعقب اللقاء أي بيان رسمي.

ويختتم غانتس زيارته إلى المغرب الخميس بلقاء مع مدير جهاز المخابرات الخارجية المغربي، قبل أن يزور كنيسا بالرباط ليغادر المملكة بعدها

سبق أن أقام المغرب وإسرائيل علاقات دبلوماسية إثر توقيع اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية العام 1993، قبل أن تقطعها الرباط بسبب قمع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.

واستأنف البلدان علاقاتهما أواخر العام ليكون المغرب رابع بلد عربي يطبع علاقاته مع إسرائيل في 2020 برعاية أميركية، بعد الإمارات والبحرين والسودان. وعشية وصول غانتس إلى الرباط جدد وزيرا خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكين والمغرب ناصر بوريطة، خلال لقائهما الاثنين بواشنطن، التأكيد على أهمية "التعميق المستمر" للعلاقات بين المغرب وإسرائيل.

- الصحراء الغربية -
تأتي زيارة غانتس إلى المملكة في سياق إقليمي متوتر مع إعلان الجزائر في آب/أغسطس قطع علاقاتها مع الرباط بسبب "أعمال عدائية". وأعرب المغرب عن أسفه للقرار ورفض "مبرراته الزائفة". كذلك أعلنت جبهة البوليساريو الجمعة "تكثيف" عملياتها العسكرية ضد القوات المغربية في الصحراء الغربية.

ويعتبر الخبير في العلاقات الإسرائيلية المغربية بجامعة تل أبيت بروس مادي وايتسمان أن هذا التزامن قد لا يكون من باب الصدفة، موضحا "في سياق التوتر مع الجزائر ربما يرغب المغاربة في أن يظهروا للعالم، ولشعبهم وخصومهم الجزائريين وكذلك للغرب، أنهم بصدد تعميق علاقاتهم مع إسرائيل، مع كل ما يستتبع ذلك".

لكن زيارة غانتس، الذي كان قائد أركان الحرب الإسرائيلية خلال الحرب على غزة العام 2014، أثارت أيضا تنديد النشطاء المناصرين للقضية الفلسطينية الرافضين للتطبيع مع إسرائيل.

وحاول نحو خمسين ناشطا التظاهر عصر الأربعاء قبالة مقر البرلمان وسط الرباط احتجاجا على "قدوم مجرم الحرب" غانتس، لكن قوات الأمن منعتهم من التجمع.

وردد المتظاهرون "المغرب أرضي حرة، الصهيوني يطلع برا (ليرحل)" و"التطبيع خيانة فلسطين أمانة"، بينما كانت قوات الأمن تبعدهم عن المكان.

كذلك انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دعوات مماثلة تحت وسوم من مثل "لا مرحبا بالقاتل غانتس".

ويرى وايتسمان أنّ المغرب لم يتخلّ عن القضية الفلسطينية، "لكن لديه مصالح أخرى ومنافع كثيرة ليجنيها من إعادة تنظيم علاقاته".

يعتبر الفلسطينيون اتفاقات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل "خيانة"، ويدعون إلى حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني قبل أي تقارب.

وأكد الملك محمد السادس، الذي يرأس لجنة القدس، في عدة مناسبات بعد التطبيع مع إسرائيل استمرار دعم القضية الفلسطينية على أساس المفاوضات من أجل حل الدولتين.

أخبار ذات صلة

newsletter