قالت سمو الأميرة سمية بنت الحسن رئيس الجمعية العلمية الملكية، إن تلوث الهواء يُعَد من أهم أسباب الوفيات في العالم، إذ تشير الإحصائيات إلى وفاة 7 ملايين شخص سنويا نتيجة أسباب تتعلق بنوعية الهواء المحيط وداخل المباني.
وأشارت سموها خلال رعايتها ورشة وطنية حول نوعية الهواء المحيط وداخل المباني وتأثيراته الصحية، اليوم الثلاثاء، إلى ضرورة التركيز على الجسيمات العالقة التي يقل قطرها عن (2.5 ميكرون PM2.5) التي تشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان خاصة الأطفال، مؤكدة أن هذه الجسيمات تستقر في الرئتين مسببة أمراض تنفسية خطيرة.
اقرأ أيضا : الضباب الدخاني يتسبب بإغلاق مدارس ومصانع في نيودلهي
وأكدت سموها، في كلمة ألقاها بالنيابة عنها نائب رئيس الجمعية العلمية الملكية، المدير التنفيذي للحلول المستدامة المهندس رأفت عاصي، ضرورة بذل الجهد والتعاون مع جميع المعنيين لسن تشريعات وقوانين ذات علاقة بنوعية الهواء داخل المنازل، مشيرة إلى ضرورة الاستمرار في مراقبة الهواء المحيط والتأكد من نوعيته.
وأشادت سموها بالتعاون الوثيق بين الجمعية العلمية الملكية ووزارة البيئة في مجال مراقبة الهواء المحيط منذ تسعينيات القرن الماضي من خلال تشغيل وإدارة 12 محطة رصد للهواء المحيط في مختلف المناطق في المملكة، والتي من المحتمل تعرضها لملوثات الهواء، وذلك ضمن الشبكة الوطنية لنوعية الهواء المحيط التابعة لوزارة البيئة.
وبينت سموها أن نتائج المراقبة ضمن الشبكة الوطنية أظهرت تحسنا في مستويات بعض الملوثات نتيجة تنفيذ حزمة من المشاريع البيئية الاستراتيجية.
وتهدف الورشة التي نظمتها الجمعية العلمية الملكية بالتعاون مع منظمة "برنارد فان ليير" والجمعية الملكية للتوعية الصحية و"مجلسنا" للتنمية المجتمعية إلى تسليط الضوء على خطورة التعرض لتلوث الهواء ومدى تأثيره على البالغين والأطفال خاصة الذين هم في مراحل النمو المبكرة.
وشارك في الورشة أمين عام وزارة البيئة الدكتور محمد الخشاشنة، وأمين عام وزارة الادارة المحلية المهندس حسين مهيدات، ومدير المركز الإقليمي لصحة البيئة التابع لمنظمة الصحة العالمية الدكتور أحمد باسل اليوسفي وممثلون عن وزارة الأشغال العامة والصحة وأمانة عمان الكبرى، وحضرها أيضا جميع المعنيين في مجال نوعية الهواء والصحة العامة والتخطط العمراني والحضري في الأردن وتهدف الورشة إلى تبادل الخبرات في مجال تلوث الهواء وتعزيز الحوار الوطني حول نوعية الهواء المحيط وداخل والمباني وأثره على الصحة العامة، كما ناقشت دور التصميم والتخطيط الحضري وأثره في تحسين نوعية الهواء المحيط وداخل المباني.
فيما عرضت الدكتور نجاة عون صليبا من الجامعة الأميركية في بيروت بعض نتائج الأبحاث التي قامت بإعدادها حول نوعية الهواء الداخلي والمحيط، داعية الى العمل الجماعي لمنع التدخين بجميع أشكاله وتحسين التهوية داخل المباني.
ودعت الدكتورة نجاة إلى رفع الوعي بموضوع نوعية الهواء المحيط في الطرق والأحياء وتوفير المعلومات المتعلقة بنوعية الهواء بشكل أوسع وتعزيز التعاون المحلي والعالمي بهذا الصدد .
وتبادل المشاركون في الورشة الخبرات والأفكار وتحليل الأدوار والمسؤوليات فيما بينهم من خلال مجموعات عمل تم تنظيمها حول نوعية ومراقبة الهواء المحيط وداخل المباني وأثره على الصحة العامة ودور التخطيط الحضري في تحسين نوعية الهواء في المدن.
وفي ختام الورشة، أوصى المشاركون بضرورة تبني سياسات وتشريعات تتعلق بنوعية الهواء داخل المباني.
وأكدوا ضرورة التعاون بين جميع المعنيين في نوعية الهواء: مثل وزارة البيئة من خلال سن التشريعات ذات العلاقة، ووزارة الصحة من خلال الحد من التأثير السلبي لنوعية الهواء على الصحة العامة، ووزارة الأشغال من خلال التعديل على كودات البناء بحيث تحتوي على تهوية طبيعية مناسبة تمنع تركيز الملوثات المنزلية، إضافة إلى أمانة عمان الكبرى من خلال سياسات وإجراءات النقل وتقليل الانبعاثات الكربونية من المركبات ومراقبة نوعية الهواء في المدن والمتنزهات العامة.