تبدأ بعد يومين حملة الـ 16 يوماً العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، والتي تمتد بين 25 تشرين الثاني (اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة) و 10 كانون الأول (اليوم العالمي لحقوق الإنسان). وتحمل حملة عام 2020 شعار " لوَن العالم برتقالياً: فلننه العنف ضد المرأة الآن"، حيث تؤكد الأمم المتحدة على أن إمرأة واحدة من كل ثلاث نساء وفتيات تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي خلال حياتها، كما أن الاتصالات بأرقام المساعدة خلال جائحة كورونا ازدادت فيما يتعلق بالعنف الأسري.
اقرأ أيضاً : محامية تتحدث لـ "أخبار السابعة" عن زواج القصر في الأردن.. فيديو
وفي الوقت الذي تؤكد فيه جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" على أن العنف ضد النساء والفتيات ظاهرة عالمية تعرضت له حوالي 35% من النساء في فترة ما من حياتهن، فإنها تشير الى أن إحصائيات العنف ضد النساء والفتيات في الأردن هي إحصائيات ناقصة ولا تعط أرقاماً وإحصائيات ومؤشرات دقيقة وشاملة لمدى إنتشار العنف ضد النساء والفتيات، وذلك لجملة من الأسباب.
فالإحصائيات الوحيدة المتوفرة هي تلك التي يشملها مسح السكان والصحة الأسرية حول العنف الأسري، وآخرها مسح السكان والصحة الأسرية (2017-2018)، والأرقام السنوية التي تصدرها إدارة حماية الأسرة حول قضايا وحالات العنف الأسري، والإحصائيات التي تصدرها إدارة المعلومات الجنائية حول شكاوى الجرائم الجنسية كالإغتصاب وهتك العرض، الى جانب جرائم القتل.
وتعتبر الإحصائيات والأرقام الشاملة لجميع النساء والفتيات وما يتعرضن له من عنف سواء أكان أسرياً أم غير أسري من الأهمية بمكان لكافة الجهات الحكومية وغير الحكومية وعلى كافة المستويات. فكيف يمكن لنا اتخاذ التدابير والإجراءات ووضع السياسات وسن التشريعات وتنفيذ المشاريع والبرامج والنشاطات في الوقت الذي لا نملك فيه المعلومات الكاملة والصحيحة حول العنف وأماكن إنتشاره والفئات الأكثر تعرضاً له؟
1.658 مليون امرأة سبق لها الزواج (15-49 عاماً) في الأردن فقط يشملها مسح العنف الأسري
هذا وبلغ عدد الإناث في الأردن حتى نهاية 2018 بحدود 4.851 مليون أنثى منهن 1.725 مليون أنثى أعمارهن أقل من 15 عاماً، و 2.547 مليون أنثى أعمارهن ما بين (15-49 عاماً)، و 578 ألف أنثى أعمارهن تزيد عن 50 عاماً.
وعليه وإذا ما تم إستثناء الإناث اللاتي يقل عمرهن عن 15 عاماً (حيث يشملهن الجزء الخاص بتأديب الأطفال وفقاً للمسح)، فإن لا أرقام أو إحصائيات حول العنف ضد النساء غير المتزوجات في الفئة العمرية 15-49 عاماً وعددهن 889 ألف امرأة، كما لا يشمل النساء المتزوجات وغير المتزوجات واللاتي يزيد عمرهن عن 50 عاماً وعددهن 578 ألف امرأة من ضمنهن كبيرات السن. وتؤكد "تضامن" بأن 1.467 مليون امرأة في الأردن فوق 15 عاماً لا يشملها المسح، وبالتالي فإن أصواتهن غير مسموعة ومعاناتهن غير مرئية وإحتياجاتهن غير ملباة فيما يتعلق بالعنف الأسري أو حتى خارج إطار الأسرة.
في الأردن... إمرأة من بين كل 4 نساء متزوجات تعرضت للعنف الجسدي أو الجنسي أو العاطفي (25.9% منهن)
وأكدت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية 2017-2018 على أن 25.9% من الزوجات اللاتي أعمارهن ما بين 15-49 عاماً تعرضن لعنف جسدي أو جنسي أو عاطفي من قبل أزواجهن، في مقابل تعرض 1.4% من الازواج الذين أعمارهم ما بين 15-59 عاماً للعنف الجسدي من قبل زوجاتهن.
وأفادت 42.7% من الأرامل والمطلقات والمنفصلات بأنه سبق وأن تعرضن للعنف العاطفي، و 42.3% منهن تعرضن للعنف الجسدي، و 13.6% تعرضن للعنف الجنسي. وبشكل عام فقد أفادت 51% منهن بتعرضهن لأحد اشكال العنف أو أكثر.
19% فقط من المتزوجات المعنفات جسدياً أو جنسياً من قبل أزواجهن طلبنا المساعدة و 3% منهن قدمن شكاوى
كما أظهرت النتائج بأن إمرأة واحدة من بين كل خمس متزوجات تطلب المساعدة عند تعرضها لأي شكل من أشكال العنف من قبل زوجها (19% فقط من المتزوجات اللاتي أعمارهن ما بين 15-49 عاماً)، وبحسب نوع العنف الممارس فإن 8% فقط من المتزوجات يطلبن المساعدة عند تعرضهن للعنف الجنسي فقط، و 17% يطلبن المساعدة عند تعرضهن للعنف الجسدي فقط، فيما ترتفع نسبة المتزوجات اللاتي يطلبن المساعدة الى 30% عند تعرضهن للعنف الجسدي والجنسي معاً.
وتشير "تضامن" الى أن المتزوجات يلجأن لطلب المساعدة عند تعرضهن للعنف الجسدي أو الجنسي الى عائلاتهن وبنسبة 77% ومن ثم عائلة الزوج بنسبة 21% والجيران بنسبة 6% ومؤسسات الخدمة الإجتماعية بنسبة 6%، فيما تلجأ 3% أو أقل من المتزوجات المعنفات الى طلب المساعدة من مقدمي الخدمات (الأطباء / المحامين) أو من الشرطة.
15 جريمة قتل أسرية خلال 11 شهراً من عام 2021 ذهب ضحيتها 16 أنثى
منذ بداية عام 2021 وحتى تاريخ اليوم 23/11/2021 شهد الأردن وقوع 15 جريمة قتل أسرية ذهب ضحيتها 16 أنثى. كما أظهر التقرير الإحصائي الجنائي لعام 2020 والصادر عن إدارة المعلومات الجنائية وقوع 90 جريمة قتل عمد وقصد الى جانب 9 جرائم ضرب مفضي الى الموت، وأن عدد الجناة في جرائم القتل العمد والقصد بلغ 201 شخصاً من بينهم 7 نساء وشكلن ما نسبته 3.5% من مجموع الجناة، فيما بلغ عدد المجني عليهم في هذه الجرائم 99 شخصاً من بينهم 22 إمرأة وبنسبة 22.2% من مجموع المجني عليهم. وهي شكاوى جرائم قد تتغير أوصافها القانونية عند إحالتها إلى القضاء.
هذا وانخفضت جرائم القتل العمد والقصد بنسبة 18.2% خلال عام 2020 (وهو عام جائحة كورونا) مقارنة مع عام 2019، حيث وقعت 90 جريمة ذهب ضحيتها 99 شخصاً عام 2020 مقابل 110 جرائم ذهب ضحيتها 115 شخصاً عام 2019.