أكد باحثون من جامعة أوتاوا (إحدى أقدم الجامعات الكندية)، أنه يوجد علاقة بين وزن الأم قبل الحمل وأثناء فترة الحمل، باحتمالات إصابة المولود بأنواع مختلفة من مرض مزمن.
وقال الباحثون إن وزن الأم قبل الحمل قد يؤثر على خطر إصابة حديثي الولادة بأمراض الحساسية في مرحلة الطفولة المبكرة، في حين أن آثار زيادة الوزن الطبيعية أثناء الحمل لا تؤدي إلى نفس التأثير.
اقرأ أيضاً : دراسة تكشف أهمية التباعد والكمامة وغسل اليدين في وقف تفشي كورونا
وبينوا أن تأثير مؤشر كتلة الجسم قبل الحمل وزيادة وزن الحمل الطبيعية، على حدوث 4 أمراض حساسية شائعة لدى الأطفال.
وتوصلوا إلى أن وزن الأم قبل الحمل قد يكون هو العامل المحدد لمعرفة ما إذا كان مولودها سيصاب بالحساسية في وقت لاحق أم لا. وخلصوا إلى أن الأطفال الذين يولدون لنساء بدينات - قبل زيادة وزنهن الطبيعي أثناء الحمل - يواجهون مخاطر أكبر للإصابة.
وشملت الدراسة 248,017 رضيعا في كندا بين عامي 2012 و2014، تمت متابعتهم لمدة سبع سنوات.
وولد 52 بالمئة من نحو ربع مليون طفل تمت متابعتهم، لأمهات كان مؤشر كتلة الجسم لديهن قبل الحمل في النطاق الطبيعي، وكانت معدلات الإصابة بالنسبة لكل ألف طفل منهم، للحساسية المفرطة والربو والتهاب الجلد والتهاب الأنف هي 0.22 و6.80 و12.41 و1.54 على التوالي.
وبالمقارنة مع مؤشر كتلة الجسم الطبيعية، ارتبطت السمنة لدى الأمهات بزيادة مخاطر الإصابة بالربو (بنسبة 8 بالمئة) في النسل.
في المقابل، ارتبط نقص الوزن لدى الأمهات بزيادة مخاطر التهاب الجلد، فيما لم يعثر الباحثون على ارتباطات بين مؤشر كتلة الجسم قبل الحمل والتهاب الأنف وأية نتيجة حساسية.
وبحسب المؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في دورية طب الأطفال وعلم الأوبئة، سيباستيان سروغو، فإن الدراسات السابقة تشير إلى أن وزن الأمهات وزيادة الوزن أثناء الحمل قد يؤثران على التطور المناعي للجنين.
ومع ذلك فإن تأثير "وزن الأم" في المسببات المرضية لبعض الأمراض التي قد يعاني منها الطفل غير واضح، وهو ما تناولته الدراسة، التي خلصت نتائجها إلى أن "مؤشر كتلة جسم الأم يتعين أن يؤخذ في الاعتبار عندما يقوم الأطباء بفحص الأطفال بحثا عن الحساسية".
اقرأ أيضاً : توجه لدى شركات أردنية لإنتاج مطاعيم كورونا
وأشار سروغو إلى أن "التدخلات لتعزيز مؤشر كتلة الجسم الطبيعي قبل الحمل قد تكون هدفا رئيسيا مهما وفعالا من حيث التكلفة؛ لتخفيف الاتجاهات الوبائية لأمراض الحساسية في الطفولة".
كما يتعين أن يهدف العمل المستقبلي إلى تقييم تأثير السلوكيات الصحية للأم والأب قبل الحمل وأثناءه وبعده، على هذه العلاقة.
وتوفر النتائج التي توصل إليها الباحثون، دعما لمشاركة مؤشر كتلة الجسم قبل الحمل في تطور أمراض الحساسية؛ بالمقارنة مع الوزن الطبيعي، ارتبطت السمنة قبل الحمل بزيادة مخاطر الإصابة بالربو عند الأطفال، وانخفاض مخاطر التهاب الجلد والتأق (الحساسية المفرطة) وعدم ارتباطها بمخاطر التهاب الأنف.
يذكر أنه في كندا، يعاني ما يقرب من 30 بالمئة من السكان من مرض حساسية واحد على الأقل، مع انتشار أكبر بين الأطفال. بينما على الصعيد العالمي، وصلت اتجاهات أمراض الحساسية إلى أبعاد وبائية، لتصبح المجموعة الأكثر شيوعا وأول مجموعة من الأمراض المزمنة.