قال الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، إن وعد بلفور الذي أوقع علينا ظلما كبيرا ليس مجرد كلمة أو إعلان، بل إنه تشريع لكل الظلم الذي أعقبه منذ أكثر من مئة وأربعة أعوام ولغاية يومنا هذا.
اقرأ أيضاً : 104 أعوام على "وعد بلفور المشؤوم"
وأضاف الهباش في بيان صحفي بمناسبة حلول الذكرى 104 لوعد بلفور المشؤوم ان فلسطين باقية والاستعمار والاحتلال ومن صنعه ومن يقف خلفه الى زوال، مضيفاً أن من ظنوا أن الكبار يموتون والصغار ينسون، فهم واهمون وأن الشعب الفلسطيني ينهض من جديد رغم أنف بريطانيا وبلفور والصهيونية، ينهض من بين الركام ليقول للعالم أنا لم أمت، أنا موجود في عين التاريخ والجغرافيا وأريد حقي ولن أتنازل عنه أبداً.
وأكد الهباش أن المطالب الفلسطينية الرسمية والشعبية من بريطانيا بالاعتذار عن تلك الجريمة والتكفير عن الخطيئة ليست مجرد إجراءات ديبلوماسية أو علاقات سياسية وإنما هي حق أصيل لشعبنا للتكفير عن هذه الجريمة وتعويض أبناء شعبنا عن تبعاتها التي نعيشها منذ أكثر من مائة عام، والمعاناة التي يعيشها شعبنا من سرقة الارض واستغلالها وتشويه التاريخ، مضيفاً أن أول خطوة للتكفير عن هذه الجريمة يجب أن تكون بالاعتراف بدولة فلسطين كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، والاعتذار لفلسطين وشهدائها، ولأصحاب البيوت التي هدمت على رؤوس أصحابها.
وأوضح الهباش أن المآسي التي وقعت على الأمة العربية سببها الوعد المشؤوم وبعد مئة عام عليه، بدلا أن يعتذر لنا أحفاد بلفور عن هذه الجريمة، فإنهم يتفاخرون بأنه كان لهم "الشرف" في ذلك، مضيفا إن هذا عار وخزي في التاريخ والإنسانية.
وأشار الهباش أن القيادة الفلسطينية ومن خلفها كافة أطياف الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج مصممة على ملاحقة بريطانيا والضغط عليها بكل الوسائل القانونية والقضائية لتصحيح هذه الجريمة التي سببت كافة أنواع المآسي لشعبنا وشردته في بقاع الأرض، مضيفاً أن الشعب الفلسطيني مستمر في نضاله ضد الاحتلال والاستعمار ولن يرفع الراية البيضاء أبداً.