أثارت تصريحات سابقة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، حول حرب اليمن غضبا سعوديا كبيرا واستدعاء سفراء لبنان في عدة دول خليجية للتعبير عن الاحتجاج.
تصريحات قرداحي المسجلة تعود إلى ما قبل تعيينه في وزير للإعلام اللبناني في حكومة نجيب ميقاتي، وبثت في 25 تشرين الأول الحالي.
اقرأ أيضاً : الكويت تستدعي سفيرها من لبنان وتطلب مغادرة القائم بأعمال السفارة اللبنانية خلال 48 ساعة
وقال وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي في مؤتمر صحفي، إنه لم يسئ للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، مؤكدا أنه ضد الحروب العربية العربية.
وأضاف في رده على سؤال أحد الصحفيين الحاضرين للمؤتمر، أنه لن يعتذر عن تصريحه، مشددا على أنه لم يقم بالإساءة للدولتين العربيتين، معبرا عن احترامه وتقديره لقيادة البلدين والشعبين.
وتابع الوزير اللبناني: "ما قلته بأن حرب اليمن أصبحت حربا عبثية يجب أن تتوقف، قلته عن قناعة ليس دفاعا عن اليمن، ولكن أيضاً محبة بالسعودية والإمارات وضناً بمصالحهما".
وقال قرداحي إن "الحوثيين يدافعون عن أنفسهم ولا يعتدون على أحد"، وإنه "لا مجال للمقارنة بين جهد حزب الله اللبناني في تحرير الأرض اللبنانية، وبين دفاع الحوثيين عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي تقوم به السعودية والإمارات".
اقرأ أيضاً : الجامعة العربية: هناك أطراف لديها مصلحة في تفكيك علاقات لبنان بالدول العربية
هذا ما دفع الحكومة السعودية يوم الجمعة إلى استدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور ومغادرة السفير اللبناني لدى السعودية خلال الـ (48) ساعة القادمة.
ووفق ما أوردت وكالة الأنباء السعودية (واس)، فإنه ولأهمية اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية أمن السعودية وشعبها، فقد تقرر وقف كافة الواردات اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية، كما سيتم اتخاذ عدد من الإجراءات الأخرى لتحقيق تلك الأهداف وحرصاً على سلامة المواطنين في ظل ازدياد حالة عدم استقرار الأوضاع الأمنية في لبنان فإن حكومة السعودية تؤكد على ما سبق أن صدر بخصوص منع سفر مواطنيها إلى لبنان.
وقال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، إن تصريحات قرداحي كانت قبل توزيره.
أبدى رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أسفه لقرار السعودية والإجراءات التي اتخذتها، مبديا أمله أن تعيد قيادة المملكة بحكمتها، النظر فيه، ونحن من جهتنا سنواصل العمل بكل جهد ومثابرة لإصلاح الشوائب المشكو منها ومعالجة ما يجب معالجته".
اقرأ أيضاً : وزير الخارجية اللبناني: تشكيل خلية لتجاوز الخلاف مع السعودية ودول الخليج
وطلب ميقاتي من وزير الإعلام جورج قرداحي "تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية".
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، أنه سيترأس خلية خاصة لرأب الصدع في ظل التوتر مع السعودية.
واعتبر بو حبيب في بيان له، وصل "رؤيا" نسخة منه، أن ما يحدث مشكلة وليست أزمة مع السعودية ودول الخليج.
وقال وزير الخارجية اللبناني في بيانه: "أعلن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بوحبيب أنه بناء لطلب رئيس مجلس الوزراء الموجود حالياً في زيارة عمل خارج لبنان، ونظراً للتطورات الأخيرة المتسارعة، سيتولى من بيروت، بالتنسيق والتشاور مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، إدارة خلية مهمتها الأساسية رأب الصدع لتجاوز الخلاف المستجد، "لأننا مؤمنون بأن ما يحدث مشكلة وليست أزمة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ويمكن تخطيها وحلها بالحوار الأخوي الصادق ولمصلحة بلداننا الصديقة".
واضاف بيان: "ثقوا بأن لبنان حريص أشد الحرص على إبقاء خطوط التواصل والتلاقي مفتوحة، مع المملكة العربية السعودية وأشقائه الخليجيين، ومصر على إستعادة أطيب وأفضل العلاقات المبنية على كل ما يجمعنا ويقربنا".
بالوقت ذاته، أعربت جامعة الدول العربية عن قلقها إزاء تدهور العلاقات على وجه السرعة بين لبنان ودول الخليج، مبدية ثقتها بقدرة قيادة لبنان على اتخاذ ما يلزم من الخطوات لوضع حد للأزمة.
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، في بيان صدر اليوم السبت عن "بالغ قلقه وأسفه للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية، خاصة في الوقت الذي كان السعي حثيثا لاستعادة قدر من الايجابية في تلك العلاقات يعين لبنان علي تجاوز التحديات التي يواجهها".
وذكر مصدر مسؤول في الأمانة العامة للجامعة، حسب البيان، أن الأزمة التي تسببت فيها التصريحات المدوية والمثيرة للجدل التي جاءت سابقا على لسان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي عن النزاع اليمني وما تلاها من أحداث ومواقف "كان يتعين أن تعالج لبنانيا بشكل ينزع فتيلها ولا يزكي نارها على نحو ما حدث وأوصل الأمور الي انتكاسة كبيرة في علاقات لبنان بمحيطه العربي عموما والخليجي خصوصا".
وأشار المصدر إلى أنه لدى أبو الغيط ثقة في حكمة وقدرة" رئيسي الجمهورية والحكومة في لبنان، ميشيل عون نجيب ميقاتي، على "السعي السريع من أجل اتخاذ الخطوات الضرورية التي يمكن أن تضع حدا لتدهور تلك العلاقات ويسهم في تهدئة الأجواء بالذات مع المملكة العربية السعودية ورأب الصدع الذي تسببت فيه مواقف لأطراف ترغب ولديها مصلحة في تفكيك عري الأخوة التي تربط لبنان وشعبه العربي بأشقائه في دول الخليج والدول العربية".
وناشد الأمين العام للجامعة المسؤولين في دول الخليج "تدبر الاجراءات المطروح اتخاذها في خضم ذلك الموقف بما يتفادي المزيد من التأثيرات السلبية علي الاقتصاد اللبناني المنهار والمواطن الذي يعيش اوضاعا غاية في الصعوبة".
في غضون ذلك، حمل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد الحريري، "حزب الله" المسؤولية عن التوتر الحاد الذي نشب بين لبنان والسعودية، متهما إياه بـ"تشهير العداء للعرب ودول الخليج العربي".
وقال الحريري، في بيان أصدره مساء الجمعة: "إن تصل العلاقات بين لبنان وبين المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج العربي إلى هذا الدرك من انعدام المسؤولية والاستقواء بالأفكار المنتفخة، فهذا يعني بالتأكيد أننا بتنا كلبنانيين نعيش فعلا في جهنم".
وقال وزير الخارجية اللبناني في بيانه: "أعلن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بوحبيب أنه بناء لطلب رئيس مجلس الوزراء الموجود حالياً في زيارة عمل خارج لبنان، ونظراً للتطورات الأخيرة المتسارعة، سيتولى من بيروت، بالتنسيق والتشاور مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، إدارة خلية مهمتها الأساسية رأب الصدع لتجاوز الخلاف المستجد، "لأننا مؤمنون بأن ما يحدث مشكلة وليست أزمة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ويمكن تخطيها وحلها بالحوار الأخوي الصادق ولمصلحة بلداننا الصديقة".
واضاف بيان: "ثقوا بأن لبنان حريص أشد الحرص على إبقاء خطوط التواصل والتلاقي مفتوحة، مع المملكة العربية السعودية وأشقائه الخليجيين، ومصر على إستعادة أطيب وأفضل العلاقات المبنية على كل ما يجمعنا ويقربنا".