يضع تقرير نشره موقع "ريدرز دايجست" (reader’s digest) المقاهي والمطاعم على رأس قائمة الأماكن الأكثر خطورة التي يرجح فيها احتمال إصابة مرتاديها بفيروس كورونا، وهي في معظمها أماكن مغلقة رغم رصد حالات للإصابة حتى في أماكن مفتوحة، ولكن لا يكون فيها تقيد بالاشتراطات اللازمة للوقاية من المرض.
ويؤكد كاتبا التقرير بروك نيلسون ودينيس مان أهمية الأقنعة في الحد من انتشار المرض وجعل ارتدائها وغسل اليدين المتكرر والتباعد الاجتماعي "جزءا من ثقافتنا في المستقبل القريب".
اقرأ أيضاً : متحور "دلتا" الفرعي.. ما الذي يعرفه العلماء حتى هذه اللحظة؟
اسأل نفسك.. هل المكان مزدحم بالناس؟
ووفقا للمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض، فإن متحور دلتا معد بشكل مضاعف أكثر من سابقيه، وإن أولئك الذين لم يتلقوا جرعات التطعيم هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بشكل حاد.
ويقترح الدكتور لبوريس لوشنيك، عميد كلية الصحة العامة بجامعة "ماريلاند" (Maryland) في بالتيمور، بأنه في أي مكان مغلق يجب تقييم توصيات الصحة العامة المتبعة. ويقول "اسأل نفسك هل يرتدي الناس أقنعة؟ هل تُطبق قاعدة الـ6 أقدام؟ هل المكان مزدحم بالناس؟ من الأفضل أن تبعد نفسك عن أي موقف ليس فيه التزام بالشروط المعتمدة من الخبراء".
وعندما تخطط للتنزه تجنب هذه الأماكن اليومية، إذ يقول الخبراء إن معدلات العدوى فيها تظل الأعلى، وهي:
1 – المقاهي والمطاعم
وفقا للدكتور لين هوروفيتز، مختص الرئة في مستشفى "لينوكس هيل" (Lenox Hill) في نيويورك فإن المقاهي والمطاعم هي النقاط الساخنة الأولى للإصابة بفيروس كورونا. ويضيف "لسوء الحظ ومع إعادة فتحها رأينا عددا كبيرا من الشباب يتجمعون فيها ولكنهم غير حذرين بالضرورة من كون كوفيد-19 ما يزال يمثل مشكلة".
وتدعم المعلومات ما ذهب إليه الدكتور لبوريس لوشنيك، إذ وجدت دراسة تمت على التقرير الأسبوعي للوفيات والمرضيات بالمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض أن البالغين الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كوفيد-19 كانوا أكثر عرضة بمرتين بسبب تناولهم العشاء في مطعم مقارنة مع أولئك الذين كانت نتائج فحصهم سالبة.
ويضيف لوشنيك أنه حتى في المطاعم التي تحد من السعة وتباعد ما بين الطاولات بمقدار 6 أقدام هي أيضا بيئات عالية المخاطر، إذ يقضي الناس ساعات في مساحة صغيرة سيئة التهوية أثناء الأكل أو الوقوف معا ويتبادلون الحديث، وتفيد الأبحاث أن المحادثات الصاخبة تطلق ما يصل إلى 10 مرات مما يطلقه الجهاز التنفسي من قطرات كالسعال مثلا.
اقرأ أيضاً : الصحة العالمية تتوقع ارتفاع حالات كورونا في فصل الشتاء
2- مراكز اللياقة البدنية والصالات الرياضية
يقول الدكتور هوروفيتز إن مراكز اللياقة البدنية والصالات الرياضية لا تزال بقعا ساخنة، ويشير الخبراء إلى عدم كفاية التهوية والأحجام الكبيرة وكثافة التدريبات كسبب لارتفاع معدلات العدوى فيها.
وفي تقريرين للمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض، ربط العلماء العشرات من حالات كوفيد-19 بصالات رياضية، فقد أصيب 55 من أعضاء الصالة الرياضية في شيكاغو -بالإضافة إلى 21 في هاواي- بعد حضور دروس اللياقة البدنية مع شخص مصاب لم تظهر عليه أعراض المرض.
ويقول التقرير إنك إذا قررت ممارسة الرياضة في الأماكن المغلقة فليكن اختيارك للصالة بوعي، ويوصي المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض باستخدام مرفق تفتح فيه الأبواب والنوافذ للتهوية ويضع الحواجز بين المعدات للتباعد الاجتماعي ويطلب من موظفيه وضيوفه ارتداء الأقنعة.
3- وسائل النقل
السفر وخاصة على الرحلات البحرية والطائرات يزيد خطر الإصابة بفيروس كوفيد-19 وانتشاره، وذلك وفقا للمركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض، فهناك 27 إصابة كوفيد-19 على متن سفينة سياحية أبحرت من غالفستون تكساس إلى بليز، وقام المركز بتغيير توصياته للزوارق على الفور.
ونوه إلى أن على الذين هم عرضة لخطر الإصابة الشديدة تجنب السفن السياحية، بغض النظر عن حالة التطعيم، ويشمل ذلك كبار السن ومن يعانون من ظروف طبية معينة والحوامل في الشهور الأولى، والأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم بالكامل ضد كورونا.
ووفقا لهيئة النقل الوطنية الأمريكية فستظل الأقنعة مطلوبة على الطائرات والقطارات والحافلات وفي المطارات ومحطات القطارات على حد سواء، وذلك حتى 18 يناير/كانون الثاني 2022.
ويوصي مركز السيطرة على الأمراض المسافرين المحليين بتأخير السفر حتى يتم تطعيمهم بالكامل، فضلا عن الحصول على اختبار "بي سي آر" (PCR) قبل يوم إلى 3 أيام قبل الرحلة، ومرة أخرى بعد السفر بـ3 إلى 5 أيام. ومن المهم أيضا البقاء في البيت والحجر الصحي الذاتي لمدة 7 أيام كاملة بعد السفر حتى ولو كانت نتيجة الفحص سالبة حسبما صرح المركز.
اقرأ أيضاً : آخر تطورات انتشار فيروس كورونا في العالم
4 – الشواطئ والمسابح المزدحمة
لمجرد أنك بالخارج فهذا لا يعني أنك بأمان. فقد ارتفعت معدلات الإصابة بفيروس كورونا في الشواطئ العام الماضي (2020) مع ارتفاع درجة حرارة الطقس.
ففي تموز/يوليو الماضي كان هناك تفشٍ بمنتجع "كيب كود" في بروفينستاون، إذ أصيب 469 شخصا بكورونا، وكان 3 أرباعهم مطعمين ضد المرض.
ولحسن الحظ تسمح الشواطئ بتدفق الهواء أكثر من البيئات المغلقة، وهناك القليل من الأدلة على أن الفيروس يمكن أن ينتشر بين الناس من خلال الماء. لكن الفيروسات قادرة على الانتقال من شخص مصاب إلى آخرين في مكان قريب خاصة عندما يبقى فيها الناس لساعات. ولهذا يوصي المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض بارتداء قناع وتجنب المناطق المزدحمة التي لا تمكنك من البقاء على بعد 6 أقدام من مرتادي الشواطئ الآخرين.
ويقول الدكتور هوروفيتز إن حمامات السباحة العامة قد تكون أيضا أكثر خطورة مما تظن، فعندما تسبح تتنفس بقوة ويعتمد خطر إصابتك بكوفيد-19 على مدى قربك من شخص لم يتم تطعيمه، ويشير إلى أن العديد من الأشخاص في حمامات السباحة العامة هم أطفال دون سن الـ12 عاما، حيث لا يمكنهم التطعيم في هذه السن.
5 – المهرجانات والمحافل الرياضية
لا يزال مشجعو الرياضة يظنون أنهم أكثر أمانا وهم يشاهدون الألعاب الرياضية، رغم أن دراسة حديثة وجدت أن الحد من عدد الأشخاص في المدرجات يمكن أن يبقي خطر انتقال كورونا متدنيا.
ووفقا لدراسة في "جاما نت ويرك أوبن" (JAMA Network Open) فإن 528 مباراة كرة قدم في دوري كرة القدم الأمريكية كانت بحضور شخصي محدود خلال موسم 2020–2021 ولم تكن مرتبطة بزيادة حالات كوفيد-19 في المجتمع.
ويعتقد أن الساحات الرياضية المفتوحة أكثر أمانا من المغلقة، ومع ذلك حتى في الهواء الطلق غالبا ما يصرخ المشجعون ويهتفون ويجلسون معا، وهناك قادمون من خارج المنطقة ويتشاركون الطعام والمتعلقات الشخصية مثل أبواق إطلاق الأصوات العالية مع الآخرين وكل هذا ينطوي على عوامل انتشار خطر تفشي كورونا.
6 – التجمعات الاجتماعية المغلقة
لا يزال التجمع مع الأصدقاء والعائلة من غير المطعمين الذين لا يعيشون معك أمرا لا يجد التشجيع من قبل مركز السيطرة على الأمراض، خاصة في مكان مغلق، لأن كورونا ينتشر من خلال قطرات صغيرة في الهواء، وببساطة فإن كنت على اتصال وثيق مع شخص يحمل العدوى فهذا يزيد مخاطر إصابتك حتى لو لم تظهر عليه الأعراض.
ومن الناحية المثالية يجب عقد التجمعات في الهواء الطلق أو في مساحة جيدة التهوية وفقا للمركز، ومباعدة الطاولات والكراسي عن بعضها البعض بمسافة 6 أقدام وارتداء أقنعة الوجه، وغسل اليدين بشكل متكرر، فهذا يساعد على الحماية من العدوى.
ويقول الدكتور هوروفيتز "أي مكان مزدحم حيث لا يرتدي الناس أقنعة فهو لا يزال مكانا ساخنا"، ويضيف "وهذا يشمل منزلك. وهناك حاجة إلى أن يصبح التباعد الجسدي وارتداء الأقنعة وغسل اليدين المتكرر جزءا من ثقافتنا في المستقبل القريب".