يواجه المصريون أزمة جديدة في ارتفاع أسعار السلع الغذائية هذه الأيام، خاصة اللحوم الحمراء والبيضاء، ولكن طغت عليها جميعا أسعار البيض الذي قفز سعره بشكل كبير، إن لم يكن تضاعف في مدة وجيزة.
وفي الأيام القليلة الماضية، قفزت أسعار كرتونة البيض بشكل غير مسبوق في السوق المحلي، وتجاوز ثمنها 60 جنيها (الدولار يساوي 15.70 جنيها) مقارنة مع 30 جنيها قبل بضعة أشهر، وسط حيرة ودهشة الأسر المصرية من هذه الزيادات الجنونية.
اقرأ أيضاً : بسبب اعتصام.. انخفاض أسعار الموز في السودان
والبيض هو أحد مكونات الوجبات الخفيفة (الساندويشات) المصرية لدى ملايين التلاميذ في المدارس، نظرا إلى قيمته الغذائية وسعره الذي يكون غالبا في متناول الجميع، ولكن هذه الأيام بلغ سعر البيضة الواحدة جنيهين، وتحتوي الكرتونة على 30 بيضة.
ومع ارتفاع أسعار البيض على نحو غير معتاد، دشن البعض حملة غير مسبوقة أيضا على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة شراء البيض تحت وسم "خلوه_يفقس" لمدة 10 أيام حتى ينزل سعره بعد زيادة المعروض.
في آذار/مارس 2019، رد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تذمر المصريين من ارتفاع الأسعار، ودعا إلى مواجهة غلاء الأسعار من خلال مقاطعة المنتجات والسلع التي يزيد ثمنها، قائلا "اسمعوا.. هل تريدون السيطرة على الأسعار، الأشياء التي يرتفع سعرها لا تشتروها، الموضوع بسيط".
وامتزجت التعليقات على وسائل التواصل بشأن ارتفاع أسعار البيض هذه المرة بالكثير من السخرية والتهكم على هذا الغلاء الذي أصاب حتى البيض، الذي يعد مكونا غذائيا طبيعيا وشعبيا.
أسباب ارتفاع سعر البيض
تعددت أسباب زيادة سعر البيض، إذ أرجع منتجو البيض والتجار ارتفاع السعر إلى زيادة تكاليف مدخلات الإنتاج مثل العلف والدواء والغاز والكهرباء والأمصال الخاصة بالدجاج، وتراجع الإنتاج المحلي بالتزامن مع زيادة الطلب بسبب بدء الموسم الدراسي.
وعزا رئيس شعبة الدواجن عبد العزيز السيد ارتفاع الأسعار إلى إغلاق بعض المزارع خلال العام الماضي بسبب الخسائر التي لحقت بالمنتجين وقلة المعروض، وقال في تصريحات صحفية إن الكثير من منتجي البيض تكبدوا خسائر كبيرة نتيجة تراجع الأسعار وزيادة الإنتاج مما دفع البعض إلى وقف نشاطه.
اقرأ أيضاً : تحذير من خطأ شائع عند اختيار البطاطس قد يسبب التسمم
ونقلت بعض الصحف المحلية عن عدد من التجار قولهم إن "زيادة أسعار الأعلاف والأمصال الخاصة بالدواجن كانت وراء ارتفاع تكلفة الإنتاج مؤخرا، سواء فيما يتعلق بالدواجن أو البيض".
وحول إمكانية تراجع الأسعار مجددا، أشاروا إلى أن ذلك مرهون بزيادة الإنتاج خلال الأيام المقبلة، خاصة وأن هناك توقعات بزيادة الطلب مع قدوم موسم الشتاء.
ويعد قطاع الدواجن من القطاعات الإستراتيجية في مصر الذي يحقق الاكتفاء الذاتي من البيض واللحوم البيضاء ويستوعب نحو 4 ملايين فرصة عمل وأكثر من مئة مليار جنيه استثمارات، بحسب تصريحات وزير الزراعة.
وكانت مصر تنتج سنويا نحو 1.6 مليار دجاجة سنويا، وارتفع إنتاجها السنوي من البيض إلى 13 مليار بيضة، ويبلغ نصيب الفرد نحو 130 بيضة سنويا بناء على آخر إحصائية، وفقا لرئيس شعبة الثروة الداجنة.
الإعلامي المصري عمرو أديب دخل على خط الأزمة، وقال عبر برنامجه في إحدى القنوات الفضائية إنه في رمضان الفائت استخدم المصريون الكثير من البيض، بسبب السحور وإعداد الكعك والبسكويت، وكان سعره وقتها 26 جنيها، الآن مع بدء موسم المدارس يتجاوز سعره 52 جنيها.
وأضاف "لا أتحدث هنا عن البيض البلدي، وهو أغلى سعرا من البيض الأبيض والبني العادي الذي يباع في الأسواق، والذي أصبح الآن من الأشياء الثمينة"، وتساءل: لماذا ارتفعت أسعار البيض مع بدء موسم المدارس؟ معتبرا أن هناك شيئا خاطئا.