ما تأثير الطقس على صحة الرئتين؟

هنا وهناك
نشر: 2021-10-16 05:34 آخر تحديث: 2023-06-18 12:31
صورة تعبيرية للرئتين
صورة تعبيرية للرئتين

يعتبر فصل الشتاء، وبالأخص في المناطق الأكثر برودة وارتفاعاً، من أكثر فصول السنة صعوبةً على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الرئة والأمراض التنفسية، وأنّ تنفس الهواء البارد له آثار سلبية على الرئتين عند هؤلاء الأشخاص.


اقرأ أيضاً : مهم حول الاستحمام بعد التمارين مباشرة


وغالباً ما يكون الهواء البارد جافاً، الأمر الذي قد يسبب المشاكل للأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة المزمنة، حيث أنّ الهواء الجاف يسبب تهيج المجاري الهوائية بالأخص عند الأشخاص الذين يعانون من الربو، أو داء الانسداد الرئوي المزمن، أو التهاب القصبات، مسبباً للسعال، وضيق في التنفس، والازيز أو الصفير.

 تأثير تغيرات الطقس على مرض الربو

ينتج عن مرض الربو (بالانجليزية: Asthma) حدوث تضيق في المسالك الهوائية مما يسبب صعوبة في التنفس، والذي غالباً ما يحدث نتيجة استجابة الجسم لمهيج حساسية معين، إلا أنّ الهواء البارد أيضاً يمكن أن يزيد من صعوبة التنفس عند المصابين بالربو، وقد يؤدي إلى تهيّج نوبات الربو في بعض الحالات.

يزيد أيضاً في الأجواء الباردة خطر الإصابة بالزكام ونزلات البرد التي تزيد من صعوبة التنفس، كما أنّ الأشخاص يقضون وقتاً أطول داخل الأماكن المغلقة خلال الأجواء الباردة، مما يزيد من خطر التعرض لمهيجات الربو مثل عث الغبار، والصراصير، ودخان السجائر والمدافئ، وغيرها، مما يزيد من خطر تتطور نوبات الربو.

يوصى الأشخاص المصابين بمرض الربو بتوخي الحذر خلال الأجواء الباردة، وإبقاء أدويتهم برفقتهم طيلة الوقت، وتجنب التعرض للهواء البارد قدر الإمكان، وارتداء الملابس المناسبة لوقايتهم من تطور أي مشاكل صحية محتملة.

بالإضافة إلى تأثير الأجواء الباردة على مرضى الربو، فإنّ الأجواء عالية الحرارة والرطوبة يمكن أن تسبب أيضاً تهيجاً وتطوراً لنوبات الربو عند هؤلاء المرضى، كما أنّ درجات الحرارة شديدة الارتفاع قد تسبب ركود الهواء، مما يؤدي إلى زيادة الملوثات المهيجة للربو في الهواء، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بنوبات الربو.

تأثير تغيرات الطقس على التهاب القصبات

ينتج التهاب القصبات الهوائية (بالانجليزية: Bronchitis) عن حدوث عدوى في القصبات أو الشعيبات الهوائية، وهي المسلك الرئيسي لوصول الهواء من الفم والأنف إلى الرئتين، والذي غالباً ما تسببه عدوى فيروسية، كما أنّ الفيروس المسبب للزكام يمكن أن يسبب أيضاً حدوث التهاب في القصبات لاسيما عند الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرئتين، مثل مرضى الربو أو المدخنين.

الأجواء الباردة خفيفة الرطوبة التي ترافق فصل الشتاء يمكن أن تؤدي إلى تفاقم وتدهور الحالة الصحية للأشخاص الذين يعانون من التهاب القصبات، وقد تؤدي إلى زيادة صعوبة التنفس، الأمر الذي يتطلب مراجعة الطبيب المختص.

تأثير تغيرات الطقس على الانسداد الرئوي المزمن

تؤثر تغيرات الطقس أيضاً على المرضى المصابين بالانسداد الرئوي المزمن (بالانجليزية: Chronic obstructive pulmonary disease)، حيث تشير بعض الدراسات إلى أنّ درجات الحرارة المرتفعة، التي تزيد عن 32 درجة مئوية، يمكن أن تسبب زيادة في شدة الأعراض عند المصابين بالانسداد الرئوي المزمن، كما أنّ جزء كبير من الطاقة المستعملة في عملية التنفس يتم استهلاكه في محاولة الجسم للتحكم بدرجة حرارته في حالات ارتفاع الحرارة الشديدة، مما يؤثر على قدرة الشخص على التنفس.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ ارتفاع درجات الحرارة يزيد من رطوبة الهواء، حيث أن تجاوز الرطوبة النسبية للهواء لنسبة 50% يؤدي إلى زيادة ثقل الهواء وصعوبة تنفسه، بالإضافة إلى أنّ الهواء الرطب يوفر بيئة ملائمة لنمو الفطريات والعفن، وحمل عث الغبار، الأمر الذي قد يزيد من خطورة تهيج داء الانسداد الرئوي المزمن.

وعلى النقيض من ذلك، فإنّ درجات الحرارة شديدة الانخفاض التي تتراوح حول درجة الصفر المئوية قد تشكل أيضاً خطراً على مرضى الانسداد الرئوي المزمن، حيث أنّ الهواء شديد البرودة يكون بالغالب شديد الجفاف لحمله كميات أقل من الماء، وتنفس هذا النوع من الهواء الجاف قد يؤدي إلى تجفيف الأغشية المخاطية، مما يصعب من عملية إفراز هذه الأغشية للسوائل المستعملة في طرد الجراثيم مثل البكتيريا والفيروسات، كما أنّ الأغشية المخاطية الجافة قد تسبب زيادة في أعراض الحساسية، مما يؤدي إلى تدهور حالة داء الانسداد الرئوي المزمن، حيث أنّ التهابات الرئة والحساسية هي أحد المهيجات لهذا المرض.

قد تؤثر أيضاً شدة الرياح على مرضى الانسداد الرئوي المزمن، حيث أنّ الأجواء العاصفة تزيد من صعوبة التنفس، كما تزيد من خطر التعرض للمهيجات مثل الغبار وحبوب اللقاح، كما أنّ بعض الدراسات ربطت بين العواصف الرعدية وازدياد نوبات الربو، مما يعني احتمالية تأثير العواصف الرعدية أيضاً على مرضى الانسداد الرئوي المزمن.

تم أيضاً ربط التغيرات السريعة في الطقس بزيادة أعراض داء الانسداد الرئوي المزمن مثل ضيق التنفس، حيث يعتقد أنّ التغيُّر السريع في الضغط الجوي الناتج عن تغيرات الطقس قد يسبب ذلك نتيجة انخفاض قدرة الهواء الاستيعابية على حمل الأكسجين، وعلى الرغم من أنّ التغيُّر في الضغط الجوي قد يكون قليلاً، إلا أنّ هذا التغيُّر كافي لتهيّج بعض الأعراض عند مرضى الانسداد الرئوي المزمن.

تأثير تغيرات الطقس على التهاب الرئتين

يؤدي الاستنشاق المتكرر لبعض المواد العضوية، مثل الغبار، أو الفطريات، أو العفن، إلى حدوث استجابة مناعية في الجسم، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث التهابات شديدة في الرئة (بالانجليزية: Pneumonitis). تؤثر الأجواء الباردة سلباً على التهاب الرئة، حيث تسبب صعوبة في التنفس، وتزيد من صعوبة طرد غاز ثاني أكسيد الكربون من الرئتين.

الوقاية من آثار تغيرات الطقس السلبية على الرئتين

يوصى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بالجهاز التنفسي بشكل خاص، والأشخاص الأصحاء بشكل عام باتباع النصائح التالية للوقاية أو التقليل من التأثيرات السلبية للطقس على الرئتين:

• الحصول على لقاح الانفلونزا، واتخاذ الاجراءات الوقائية لتجنب الإصابة بالانفلونزا، مثل الحفاظ على نظافة اليدين، وتجنب الأشخاص المصابين بالانفلونزا والزكام.

• ارتداء الملابس الملائمة لحالات الطقس المختلفة، ولف وشاح حول الأنف والفم في حالات انخفاض درجات الحرارة، والحرص على أخذ الأنفاس عن طريق الأنف، والزفير عن طريق الفم.

• متابعة نشرات حالات الطقس، وتجنب الخروج في حالات الطقس السيئة إن أمكن ذلك.

• إبقاء أدوية السيطرة السريعة على نوبات الربو أو الانسداد الرئوي المزمن دائماً بالقرب، واستعمالها والتوقف عن أداء أي نشاط في حال الشعور ببدأ ظهور الأعراض.

أخبار ذات صلة

newsletter