في سياق المنشورات التي تغزو مواقع التواصل باللغة العربية حول الاضطرابات الأخيرة في كشمير، ظهر مقطع مصوّر قيل إنه لهنود هناك يتنمّرون على مسلمات محجّبات ويسكبون دلاء مياه عليهنّ. لكن هذا الفيديو مصوّر في الحقيقة عام 2019 في جامعة في سريلانكا، وهو يُظهر استقبال طلاب قدامى لطلاب جدد بممارسات تثير الانتقادات لكونها تنطوي على مضايقات وإساءات.
اقرأ أيضاً : صورة لضحايا عنف ضد المسلمين في كشمير.. ما الحقيقة؟
يصوّر الفيديو مجموعة من الشبان يحملون دلاء مملوءة بالمياه ويرشّونها على فتيات. وعلّق ناشرو الفيديو بوسم "أنقذوا مسلمي كشمير".
حظي هذا الفيديو بعشرات آلاف المشاهدات في ظلّ اهتمام كبير على مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربيّة والإسلاميّة بما يجري في كشمير على غرار كثير من القضايا التي تطال جماعات مسلمة في العالم، مثل بورما والصين.
ماذا يجري في كشمير
ومنذ ثلاثة عقود، تقاتل مجموعات متمرّدة القوات الهندية في كشمير وتطالب باستقلالها أو إلحاقها بباكستان التي تسيطر على جزء من هذه المنطقة الواقعة في جبال الهيملايا، والمقسّمة بين البلدين منذ استقلالهما عام 1947.
وتصاعد التوتر منذ ألغت نيودلهي في آب 2019 الحكم شبه الذاتي الذي كان الإقليم يتمتّع به ووضعته تحت وصايتها المباشرة.
وفي الأيام الماضية، قتل مدنيون في الإقليم وقال بيان منسوب لـ"جبهة المقاومة" في كشمير إنهم من المتعاونين مع قوات الأمن الهندية.
اقرأ أيضاً : الصين تندد بمشروع قرار لنواب أمريكيين عن "إبادة المسلمين"
إثر ذلك، اعتقلت الشرطة الهندية نحو 500 شخص قالت إنهم ممّن يشتبه بارتباطهم بجماعات متمرّدة.
والاثنين، أعلن مصدر عسكري هندي لوكالة فرانس برس مقتل خمسة جنود بإطلاق نار في المنطقة الخاضعة لسيطرة الهند في كشمير. وتحدّثت السلطات أيضاً عن مقتل اثنين من المتمردين.
فيديو من جامعة في سريلانكا
لكنّ هذا الفيديو لا علاقة له بكل هذه المستجدات في كشمير.
فلقد أظهر التفتيش عنه بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة أنه منشور في 24 شباط 2019 على موقع إخباري سريلانكي مرفقاً بتعليق بلغة التاميل جاء فيه أنه يصوّر كيف استقبل طلاب قدامى في جامعة فانثارومولاي في سريلانكا طلاباً جدداً.
وقال صحافيو خدمة تقصي صحة الأخبار في كولومبو إن اللغة في الفيديو هي تلك التي ينطق بها التاميل في سريلانكا ويمكن سماع أحد الأشخاص يقول لرفاقه أن يرشّ المياه على القادمات.
إلى ذلك، تناول أحد المواقع الإخبارية التابعة للتاميل الذين يعيشون في الخارج، هذا الفيديو، مندّداً بالطريقة التي استخدمت لاستقبال الفتيات وما تحمله من تنمّر وإساءة لهنّ.