حضّت حركة طالبان الولايات المتحدة على عدم "زعزعة استقرار" نظامها، وذلك في أول لقاء مباشر عقد السبت في الدوحة بين الطرفين منذ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.
اقرأ أيضاً : لقاء أول بين الولايات المتحدة وطالبان
وجرى اللقاء غداة تفجير انتحاري تبنّاه تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان" أوقع أكثر من 60 قتيلا، هو الأكثر دموية منذ خروج القوات الأمريكية من البلاد.
وابقت الولايات المتحدة على اتصالاتها مع الحكام الجدد لأفغانستان بعد سيطرة الحركة على كابول في آب، لكن هذا الاجتماع هو أول لقاء مباشر بين الطرفين.
والسبت أفاد وزير خارجية الحركة أمير خان متقي وكالة "باختر" الإخبارية عقب المحادثات التي عقدت في الدوحة "أبلغناهم بوضوح بأن محاولة زعزعة استقرار الحكومة الأفغانية لن تصب في مصلحة أي طرف".
وأضاف في بيان مسجّل ترجمته فرانس برس أن "العلاقات الجيّدة مع أفغانستان مفيدة للجميع. ينبغي عدم القيام بشيء من شأنه إضعاف الحكومة الحالية في أفغانستان، وهو أمر قد يتسبب بمشاكل للشعب".
وجاءت تصريحات متقي في أول يوم من المحادثات التي تستمر ليومين مع فريق أميركي يترأسه نائب الممثل الخاص لوزارة الخارجية الأمريكية توم ويست والمسؤولة الرفيعة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ساره تشارلز.
ولم يصدر أي تعليق بعد من الجانب الأمريكي.
دفع باتّجاه حكومة "شاملة"
والجمعة كان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قد شدد على أن بلاده ستمارس "ضغوطا لتحترم طالبان حقوق جميع الأفغان بمن فيهم النساء والفتيات وتشكل حكومة شاملة تتمتع بدعم، سندفع أيضا باتّجاه توفير طالبان وصول الوكالات الإنسانية من دون عوائق إلى المناطق التي تواجه صعوبات".
وشددت وزارة الخارجية على أن الاجتماع في الدوحة لا يعني بأي حال من الأحوال أن الولايات المتحدة تعترف بنظام طالبان في أفغانستان.
اقرأ أيضاً : حكومة طالبان تقرر العمل مؤقتا بالدستور الملكي القديم
وسيشدد الجانب الأمريكي في المحادثات على أهمية مغادرة كل الرعايا الأمريكيين وكذلك الأفغان الذين ساعدوا الجيش الأمريكي مدى 20 عاما من النزاع، وهو ما يشكّل أولوية بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن.
في الأثناء، تتواصل أعمال العنف في أفغانستان التي شهدت الجمعة تفجيرا انتحاريا استهدف مسجدا للشيعة في قندوز في شمال شرق البلاد.
وقال أحد القيّمين على المراسم لوكالة فرانس برس إنه تم حفر 62 قبرا بعد الهجوم الذي قد تصل حصيلته النهائية إلى مئة قتيل ونحو مئتي جريح.
وفجر انتحاري من تنظيم الدولة الإسلامية سترته الناسفة خلال صلاة الجمعة في مسجد سيد آباد المزدحم بالمصلين.
وتبنى "تنظيم الدولة الاسلامية-ولاية خراسان" الاعتداء على إحدى قنواته على تلغرام، موضحا أن الانتحاري هو "محمد الأويغوري" ما يدل على انتمائه إلى الأقلية المسلمة الصينية التي انضم بعض أفرادها إلى التنظيم الجهادي.
وسبق أن تبنى "تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان" هجمات ضد الشيعة في أفغانستان. وعلى الرغم من أن هذا الفصيل سني على غرار طالبان، إلا أنه على عداوة مع الحركة.
استهداف متجدد
وغالبا ما تتعرض الأقلية الشيعية في أفغانستان لهجمات تشنّها فصائل سنية متشددة على غرار تنظيم الدولة الإسلامية، تستهدف تجمّعات ومستشفيات ومارة.
ويشكّل الشيعة نحو 20 بالمئة من سكان أفغانستان. وهم بغالبيتهم من عرقية الهزارة التي اضطّهدت مدى عقود.
والسبت، تجمّع ذوو الضحايا في موقع الدفن وعانقوا جثامين أحبائهم الذين سقطوا في التفجير.
اقرأ أيضاً : الاتحاد الأوروبي يقترح تعيين مقرر خاص معني بأفغانستان
وقال زماري مبارك زاده الذي شارك في المراسم إن ابن أخيه ميلاد حسين كان يريد أن يصبح طبيباً مثله، وروى لوكالة فرانس برس "كان هادئا ولا يتكلم كثيرا" مضيفاً "كان يريد الالتحاق بالجامعة والزواج. نشعر بالألم".
وتعتبر حركة طالبان التي تسيطر على أفغانستان منذ منتصف آب، أن "تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان" أكبر تهديد لها. وبحسب الأمم المتحدة يتواجد على الأراضي الأفغانية ما بين 500 وبضعة آلاف من المقاتلين التابعين للتنظيم.
وتسعى طالبان إلى نيل اعتراف دولي بشرعية سلطتها في أفغانستان والحصول على مساعدات لتجنيب البلاد كارثة إنسانية وتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها.