أظهرت دراسة عالمية أنه من بين كل خمس فتيات في العالم؛ تخشى فتاة واحدة على سلامتها بسبب الأكاذيب التي تُنشر على شبكة الإنترنت.
اقرأ أيضاً : دراسة: الإقبال على أخبار فيسبوك الزائفة 6 أضعاف الحقيقية
ووفقاً لتقرير جديد أعدته منظمة بلان إنترناشونال بعنوان فجوة الحقيقة "The Truth Gap"، تؤدي المعلومات الزائفة التي تُنشر على شبكة الإنترنت إلى شعور ُخمس الفتيات (20%) بعدم الأمان جسدياً.
ويتضّمن البحث دراسةً استقصائية هامة ضمت أكثر من 26 ألف فتاة وشابة من 26 دولة (بما فيها الأردن). أظهرت أن التعرض للأكاذيب والكلام المغلوط يترك أثراً عميقاً في كيفية تعاملهن مع الكثير من القضايا، بدءا من الجائحة إلى القضايا السياسية.
وتدعو منظمة بلان إنترناشونال الحكومات إلى تثقيف الأطفال والشباب في المعرفة الرقمية، حيث أن النتائج كشفت عن تبعات حقيقية للمعلومات الزائفة والمضللة تلحق بالفتيات والنساء الشابّات.
وفي أول دراسة عالمية واسعة النطاق تبحث في الأثر الجندري للمعلومات الزائفة والمضللة على شبكة الإنترنت، وجدت أن حوالي 9 من بين كل 10 فتيات وشابّات (أي ما يعادل 87%) يرين أن هذه المعلومات أثرت سلباً على حياتهن. وفي الأردن، أظهرت الدراسة أن 8 من بين كل 10 فتيات وشابّات وجدن أن المعلومات الزائفة و/أو المضللة أثرت عليهن، واعترفت 90% من المشاركات أنّهن يتأثرن بالمعلومات الموجودة على شبكة الإنترنت.
ونتيجةً لهذا، أظهرت الدراسة التي جرت في الأردن أن المعلومات الزائفة والمضللة على الإنترنت عرضت اليافعات والنساء الشابّات إلى تبعات على صعيد الصحة النفسية، حيث قالت 41% منهن أنّهن شعرن بالحزن أو الاكتئاب أو التوتر أو الخوف او القلق، وشعرت 11% منهن بعدم الأمان الجسدي.
وأشارت المقابلات المتعمقة التي أجرتها منظمة بلان إنترناشونال إلى أن الفتيات يشعرن بعدم الأمان حيث التعاملات على الإنترنت زادت من حدة التوترات الاجتماعية داخل المجتمعات.
وأشارت أخريات إلى قلقهن من فعاليات وهميّة يروج لها على مواقع التواصل الاجتماعي تُعرضهن لخطر جسدّي، أو إلى نصائح طبية غير موثوقة يمكن أن تؤدي إلى الإضرار بصحتهن.
ُدفع أكثر من ربع المشاركات في الدراسة (28%) إلى تصديق خرافة أو "حقيقة مزيفة" حول فيروس كورونا، وشك الربع (%25) فيما إذا كان عليهن فعلاً أخذ مطعوم الفيروس. وفي الأردن، كانت المعلومات على الإنترنت مهمةً جداً بالنسبة للفتيات والشابّات خلال الجائحة، حيث قالت 26% منهن أنّهن غيّرن سلوكهن خلال أزمة فيروس كورونا، وقالت 28% منهن أن المعلومات على الإنترنت أثّرت على قراراتهن حول أخذ المطعوم من عدمه. وقالت الفتيات والشابّات الأردنيات أن الموضوع الأول الذي رأين بشأنه معلومات مغلوطة و/أو مضلّلة كان حول جائحة كورونا (56%) يليه التغير المناخي (%35) ث ّم الأخبار والشؤون الجارية (31%).
لا يوجد مصدر واحد على شبكة الإنترنت تثق غالبية المشاركات في الدراسة من جميع الدول بتقديمه معلومات موثوقة، وينطبق هذا الحال على نتائج الدراسة في الأردن أيضاً. كانت المؤسسات التعليمية هي المصدر الأكثر وثوقاً من قبل المشاركات في الدراسة، حيث حصلت هذه المؤسسات على ثقة أقل من نصف المشاركات (46%).
علاوةً على ذلك، تؤمن الفتيات والشابّات في الأردن أ ّن منصات التواصل الاجتماعي تحتوي على أكبر نسبة من المعلومات الزائفة والمضللة (50% منهن يرين ذلك)، وتعتقد الغالبية (52%) أن فيسبوك وتيك توك (39%) يحتويان على أكبر نسبة من هذه المعلومات.
وقالت منى عبّاس مديرة مكتب منظمة بلان إنترناشونال في الأردن:
"تُقَول ُبشبكةُ الإنترنت آراء الفتيات بأنفسهن والقضايا التي تهمهن ونظرتهّن للمجتمع من حولهن، وقد أوضح بحثُنا أن للمعلومات الزائفة والمضللة على شبكة الإنترنت عواقب وخيمة، فهي خطيرة وتؤثّر على صحة الفتيات النفسيّة، وهي عقبةٌ أخرى تؤثر على انخراطه ّن في الحياة العا ّمة انخراطاً صحيحاً وآمناً."
وعلّقت منى عبّاس أيضاً:" في كل يوم، تتعرض الفتيات والشابّات على شبكة الإنترنت للأكاذيب والصور النمطية حول مظهرهن والسلوك الذي يجب أن يتّبعنه، وتوجد صور وفيديوهات مشوهة تنشر فكرة تشييء الإناث وتشعرهن بالخزي، عبر وضع معايير غير واقعية إلى حد خطير. وكذلك فإن الشائعات سلا ٌح يو ّجه ض ّد الفتيات و ُيستخدم في هذا العصر كشكل من أشكال الاعتداء."
وضمن حملتها "Girls Get Equal"، تدعم المنظمة الفتيات في أنحاء العالم، حيث تدعو الحكومات إلى اتّخاذ إجراء فوري لزيادة المعرفة الرقمية عند الأطفال والشباب وتسليحهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لتحديد المعلومات المغلوطة والانخراط بثقة في فضاءات الإنترنت.
ووجدت الدراسة الاستقصائية التي أجرتها المنظمة أ ّن 7 من ك ّل 10 فتيات وشابّات (67%) لم يسبق أن تعلّمن كيفية تحديد المعلومات الزائفة أو المضللة في المدرسة. وفي الأردن، أقل من نصف الفتيات والشابّات المشاركات في الدراسة (48%) يشعرن أنّه ّن قادرات على تحديد هذه المعلومات.
وأضافت منى عبّاس قائلة: "الحقيقة ضرورية للفتيات، لك ّي يتّخذ َن قرارا ٍت آمنة ويمتلك َن القوة والسلطة على حياتهن، لكنّهن الآن يبقَين قلقات بشأن ما يعتقدنه ومن يثقن به وأين يجدن الحقيقة. علينا أن نُعد الفتيات وجميع الأطفال لعالم تزداد الرقمنة فيه باستمرار، لهذا نساند في المنظمة دعوات الفتيات لأن يشتمل تعليمهن على المعرفة الرقمية والإعلامية."