قال الفلكي عماد مجاهد من مرصد وادي رم الفلكي، إن الكرة الأرضية يمكن أن تتعرض لعاصفة شمسية قوية خلال السنوات القليلة المقبلة، والتي يمكن أن تؤدي إلى توقف المولدات الكهربائية وانقطاع الاتصالات الفضائية وشبكة تحديد الموقع الجغرافي وحتى شبكة الإنترنت على مستوى العالم، وهي الظاهرة التي أطلق عليها علماء الفيزياء الفلكية بأنها نهاية العالم عبر الانترنت internet apocalypse.
اقرأ أيضاً : امتداد جاف لمنخفض البحر الأحمر يتسبب بارتفاع ملموس على الحرارة في الأردن
وأضاف أن الأرض تعرضت في السابق للعديد من العواصف الشمسية في الماضي أدت إلى تعطل أجهزة التلغراف ومن ثم انقطاع الاتصال مع العالم، منها حادثة كارينغتون الشهيرة التي وقعت سبتمبر سنة 1859م كما تعرضت الأرض لعاصفة مغناطيسية شمسية في شهر آذار/مارس سنة 1989 حيث تعطلت المولدات الكهربائية في مدينة كيبك الكندية وعاشت المدينة لمدة 9 ساعات في ظلام دامس وتعطلت المصاعد الكهربائية والمصانع ووسائل النقل وسار الناس في الظلام داخل الإنفاق تحت الطرق وغيرها.
وبحسب الدراسات والارصاد الفلكية الحديثة، فإنه يتوقع أن تمر الشمس في حالة نشاط شمسي هو الأقوى منذ مئة عام، أطلق عليها الدورة الشمسية رقم 25، حيث رصدت التلسكوبات الخاصة برصد الشمس عدد متزايد في البقع الشمسية على سطح الشمس منذ شهر أيلول/سبتمبر الماضي ما يشير إلى قرب حدوث هذه العاصفة الشمسية، ومن خلال دراسات المعاهد العالمية يتوقع أن تصل ذروة النشاط الشمسي خلال سنتي 2024 و2025 ان شاء الله.
وقال مجاهد أن الشمس تمر في دورات نشاط مغناطيسي الصغرى منها تحدث كل 11 سنة، والدورة العظمى كل 22 سنة، وعند هذه النشاطات تظهر البقع الشمسية بعدد وحجم أكبر من المعتاد، وتطلق الشمس عواصف مكونة من الجسيمات المشحونة كهربائيا وأشعة غير مرئية مثل ألفا وبيتا وجاما، والأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية، وعندما تصل العواصف الشمسية تتفاعل مع الحقل المغناطيسي الأرضي والتي تتفاعل مع الموجات الراديوية فتؤدي إلى حدوث تشويش في الاتصالات والمولدات الكهربائية وتؤثر بشكل كبير على الأقمار الصناعية ورواد الفضاء وأجهزة تحديد المواقع وكوابل الإنترنت العالمية.
اقرأ أيضاً : طقس العرب لرؤيا: لا أمطار مرتقبة حتى منتصف الشهر الحالي - فيديو
وكشف مجاهد أن الجهات العلمية ذات الاختصاص ومراكز أبحاث الفضاء تعمل بشكل متواصل على وضع الخطط المناسبة لمواجهة خطر النشاطات الشمسية على الاتصالات وغيرها وبخاصة شبكة الإنترنت التي هي من أهم ملامح الحضارة الحديثة، حيث أن العالم يعتمد كثيرا على شبكة الانترنت، ولو حدث انقطاع في شبكة الانترنت لمدة يوم واحد فإن الخسائر المترتبة على ذلك قد تصل إلى 7 مليارات دولار.