قال مستشار رئيس هيئة الأركان المشتركة للشؤون الطبية العميد الطبيب عادل الوهادنة، ان القطاع العسكري الطبي في الأردن من المكونات الرئيسية للقطاع الصحي في المملكة.
اقرأ أيضاً : الصحة: مطاعيم الإنفلونزا ستتوفر في غضون أسبوع.. والكيلاني هذا سعرها في الصيدليات
وأشار إلى ان القطاع العسكري الطبي يتميز بخبرته الكبيرة وسرعة أدائه ومرونته في حال حدوث الكوارث الطبيعية والوبائية، وهذا يعود إلى تراكم الخبرات والتقيد والالتزام بالتعليمات العسكرية الذي يعتمد على الضبط والربط وسرعة الحركة وتوفر أدوات التنفيذ.
وأضاف في تصريح صحفي اليوم الاربعاء، ان الجهد العسكري المعزز للأداء الطبي كان واضحاً في سرعة إقامة مجمع الحجر الصحي في منطقة البحر الميت في الفترة الأولى من الجائحة لمنع انتشار الوباء داخل الأردن.
وأضاف ان مرتبات الخدمات الطبية الملكية عملت على تطبيق إجراءات الحظر من حيث عمل الفحوصات المخبرية ومعاينة الاشخاص ونقل المصابين وتقديم العلاجات للأمراض المزمنة ووضع آلية للخروج من الحظر حسب البروتوكول الطبي المعتمد في منظمة الصحة العالمية.
وقال ان هذه الإجراءات ترافقت مع وجود عدد من العيادات والطواقم الطبية وضباط التواصل مما قلل من فرصة انتشار الجائحة بشكل واضح في الفترة الأولى عند إغلاق الحدود، ومن المعلوم أن الاستمرار في إغلاق الحدود لفترة أطول سيكون له أثر اقتصادي واجتماعي يزيد قليلاً في الأثر السلبي للمرض نفسه، ولكن كان من المتوقع أن يكون هناك انتشار للوباء أما لعدم الالتزام من جميع الأطراف أو لكون المطاعيم لم تصل إلى جميع البلدان لإجراء غير عادل من البلدان المصنعة لهذه المطاعيم. وبين انه وفي خضم انتشار الجائحة كان للقوات المسلحة الأردنية دور كبير في وضع استراتيجية إدارة الوباء في مجلس السياسات من خلال القيادة العامة للقوات المسلحة بالإضافة إلى إيجاد أنظمة أكثر دقة وسرعة بمواجهة الجائحة وإدخال النهج العلمي بالتعاون مع المؤسسات المحلية والعالمية.
وحول دور القوات المسلحة في متابعة الوباء في الأردن، اكد الوهادنة ان القيادة العامة للقوات المسلحة أصدرت سلسلة من الدراسات تحتوي على مؤشرات أكثر دقة مثل معدل الانتشار الذي يعكس حجم الوباء الحقيقي مع الأخذ بعين الاعتبار حقيقة الوضع على الواقع من نسبة متفاوتة بين المصابين والمطعمين.
كما أصدرت مخططا يوضح شدة الوباء في كل إقليم والذي يعتمد على عدد من المفردات، لتمكين صاحب القرار في اتخاذ الإجراءات ذات التأثير الاقتصادي الواضح ليشتمل منطقة محددة بعينها لتقليل الآثار السلبية وخلق توازن مقبول بين الاقتصاد والصحة، بالإضافة إلى إيجاد مخطط يحدد مسار الجائحة الحالية مقارنة بما سبقها مما يسهل من قدرة صانع القرار على إجراء تسلسل زمني في الانفتاح اعتماداً على سير افتراضي أقرب إلى الحقيقة، بحيث يستمر بنفس الانفتاح بشكل مدروس ومراقب يمكن من خلاله إعادة تقييم الإجراءات المتخذة من تعديل في سرعة الانفتاح.
اقرأ أيضاً : أسماء مراكز تطعيم كورونا في الأردن الأربعاء
كما أن القيادة العامة للقوات المسلحة أدخلت نموذج هلسنكي والمتفق عليه عالميا بأن 40 بالمئة من الحالات تكون غير مكتشفة ويجب إضافتها إلى ما يتم إعلانه من قبل الجهات المختصة مما يساعد على إعطاء فكرة أوضح عن وضع الوباء بالأردن والتقليل من أثر تذبذب عمل الفحوصات لظروف مختلفة، مشيرا إلى أن القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة كانت أول من قام بدراسة مأمونية وفعالية المطاعيم المعمول بها داخل المملكة وخرجت بنتيجة أن الإصابات بعد الجرعة الثانية كانت 3 لكل 10 آلاف أخذوا المطعوم ومعظمها إصابات خفيفة لا تستدعي الدخول للمستشفيات وأن لا فروق احصائياً بين هذه المطاعيم على اختلاف مصادرها.
وبين انه تم زيادة القدرة الاستيعابية بالمفهوم العام كغرف العزل والعناية المركزة واستخدام أجهزة التنفس والقوى البشرية التي تم تدريبها داخلياً وإحضار خبرات عالمية ضمن التبادل العالمي للخبرات لتعزيز المفاهيم الحديثة وطرق تطبيقها للتقليل من تأثير الجائحة.
وكانت القوات المسلحة أول من دعت للابتعاد ما أمكن عن المستشفيات العامة لعدم الإخلال في التوازن بين العمل الروتيني والتعامل مع الجائحة وكانت أول من أشارت إلى إقامة المستشفيات الميدانية لهذه الغاية، وكان للقوات المسلحة دور كبير في التوعية من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
ولفت الوهادنة إلى ان الخدمات الطبية الملكية افتتحت مراكز للتطعيم، بالإضافة لتزويدها بكوادر بشرية مدربة تعمل بالتعاون مع القطاعات الأخرى حيث وصلت نسبة التطعيم في القوات المسلحة مكتمل الجرعتين إلى 98 بالمئة وهي من أعلى النسب عالمياً.
وقال: كان للقيادة العامة للقوات المسلحة دور أساسي بإغناء الحوار داخل مجلس السياسات والمشاركة بوضع التوصيات القابلة للتطبيق بالإضافة للمشاركة بمعظم اللقاءات مع مختلف المراكز الطبية العالمية وعرض الوضع الوبائي للأردن عليها ودراستها ونقل التوصيات إلى صاحب القرار، مؤكدا ان القوات المسلحة الأردنية، عملت بما تملكه من خبرات تراكمية ومعدات وسرعة أداء على المساهمة بشكل فاعل في الاستقرار النسبي للوباء في المملكة.