قال رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، الثلاثاء، إن بلاده تقف إلى جانب السودان "قلبا وقالبا"، بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها الخرطوم.
اقرأ أيضاً : السودان تستدعي السفير الإثيوبي
وفي بيان نشره على صفحته في "تويتر"، قال أبي أحمد: "يمر القرن الإفريقي بمرحلة تتكاثف فيها التحديات، التي تواجه خاصة تجربتينا في إثيوبيا والسودان ببناء أسس ديمقراطية لمجتمعات يسودها الأمن والاستقرار اللازمين من أجل تحقيق طموحات شعبينا في التنمية والرخاء، والعدالة الاجتماعية".
وأضاف أحمد: "كلما حدثت بلبلة هنا أو هناك، وكلما لاحظت قوى الشر الخارجية بأننا انزلقنا في صراعات داخلية، أو أزمة اقتصادية ، نرى الرغبة العارمة لتلك القوى، التي تخطط للانقضاض علينا من أجل فرض هيمنتها، واستعدادها للتدخل في شؤوننا الداخلية وانتهاك سيادتنا الوطنية".
وأكمل: "نحن في إثيوبيا ۔ حكومة وشعبا ۔ نتابع عن كثب، وبنية خالصة، وتعاطف أخوي لما يحدث في السودان الشقيق، وواضحة هي وضوح الشمس أجندتنا في هذا الصدد ، إذ تنطلق بالأساس من أواصر الأخوة، والمصير المشترك، والتواصل الحضاري الممتد عبر التاريخ".
— Abiy Ahmed Ali ?? (@AbiyAhmedAli) September 28, 2021
وأعرب رئيس الوزراء الإثيوبي عن تمنيه بأن "يتجاوز السودان محنته الحالية بالحكمة والحرفية المعهودة لدى إخواننا وأهلنا في السودان".
اقرأ أيضاً : مصر ترد على تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي بشأن بناء سدود جديدة
وتابع: "نرى أن لا يسمح السودان بأي حال من الأحوال التدخلات الخارجية، والإملاءات الظاهرة والخفية..وكلنا أمل وثقة بأن السودان لديه القدرة والحكمة في إيجاد حلول لمشاكله بنفسه، دون الحاجة إلى تدخلات خارجية، ونثق أيضا بقدرة مؤسساته، التي انبثقت من متطلبات الشعب السوداني من أجل تحقيق آماله ومتطلعاته، التي تجلت بمبادئ ثورته المجيدة".
على صعيد منفصل، استدعت الخرطوم السفير الإثيوبي على خلفية انتشال عشرات الجثث من الإثيوبيين المنتمين لإقليم تيغراي، من نهر ستيت شرق السودان والمتاخم للحدود الإثيوبية، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي.
ونقلت وكالة أنباء السودان (سونا) عن وزارة الخارجية السودانية أنها "استدعت بتاريخ 30 أغسطس/آب سفير جمهورية إثيوبيا لدى الخرطوم على خلفية عثور السلطات السودانية على عدد 29 جثة حملها نهر ستيت بولاية كسلا (شرق)".
ومنذ أواخر تموز/يوليو انتشلت السلطات السودانية عشرات الجثث من نهر ستيت المعروف في إثيوبيا باسم تيكيزي، والذي يمر عبر منطقة تيغراي الشمالية، وفقًا لسكان من منطقة ود الحليو بولاية كسلا.
وأضافت الوزارة أن الجثث انتُشلت في الفترة بين 26 تموز/يوليو و8 آب/أغسطس وبأنها "تعود إلى مواطنين إثيوبيين من قومية التقراي، تم تحديد هواياتهم بواسطة بعض الأفراد الإثيوبيين المقيمين بمنطقة ود الحليو".
الشهر الماضي، قال بعض التيغرانيين ممن يعيشون في ود الحليو وساعدوا في انتشال الجثث لوكالة فرانس برس، إن الجثث كانت مشوهة ومصابة بطلقات نارية أو جروح عميقة.
وأضاف آخرون أن بعض الجثث وجدت دون أجزاء من أجسام القتلى الذين قُيدت أيديهم إلى ظهورهم.
يشهد إقليم تيغراي شمال إثيوبيا نزاعا عسكريا بين الحكومة المركزية و"جبهة تحرير شعب تيغراي" منذ الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر عندما أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، حائز جائزة نوبل للسلام، شنّ هجوم على الإقليم بعد أن اتهم الجبهة بمهاجمة معسكرات للجيش الفدرالي.
وتسبب النزاع بخسائر بشرية هائلة وبأزمة إنسانية مروعة. ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن 5,2 ملايين شخص أو 91% من سكان تيغراي، يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة.
وانتشرت معلومات عن أعمال وحشية وتطهير عرقي وعمليات قتل جماعي، بما في ذلك مذبحة في بلدة الحمرة غربي تيغراي. وقد نفت الحكومة الإثيوبية جميع الاتهامات ووصفتها بأنها "ملفقة".
وأودى القتال بحياة الآلاف ودفع عشرات الآلاف للفرار إلى السودان المجاور.
وتشهد العلاقات بين السودان واثيوبيا تدهورا في الأشهر الأخيرة بسبب التنازع على منطقة الفشقة التي يؤكد البلدان أنها داخل حدودهما الدولية ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك أراضي هذه المنطقة.
هذا فضلا عن الخلاف بين أديس ابابا من جهة والقاهرة والخرطوم من جهة اخرى حول سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الازرق، الفرع الرئيسي المكون لنهر النيل.
في أواخر آب/أغسطس ، قال مسؤولون إثيوبيون إنهم أحبطوا هجومًا على سد النهضة من قبل جماعات مسلحة "دربتها السودان وسلّحتها"، إلا أن السودان نفى هذا الادعاء قائلا إن "لا أساس له من الصحة".