قالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية المهندسة هالة زواتي، اليوم الثلاثاء، الحكومات الأردنية المتعاقبة وجهت الجهود المخلصة نحو تحقيق الاستدامة من خلال الابتكار بالتأكيد على ضرورة أن يستخدم التعدين التقنيات والابتكارات الجديدة لمساعدة العالم الذي نعيش فيه على أن يصبح أكثر استدامة ويساعدنا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضافت زواتي خلال افتتاح أعمال المؤتمر الرابع للتعدين والمعادن العربية، الذي يستضيفه الأردن لمدة يومين بمشاركة عربية وأجنبية للبحث في سبل تطوير الثروات المعدنية، أن معظم البلدان تدرك الحاجة الملحة للبحث عن عمليات تطوير بديلة ومبتكرة للتعدين والبحث عن مصادر مستدامة ونظيفة للطاقة والسعي لايجاد بدائل لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وذلك لمواجهة مخاطر تغير المناخ، وارتفاع درجة الحرارة العالمية، والانتشار الواسع لحرائق الغابات والفيضانات والعديد من الكوارث الطبيعية أكثر تواترا.
وأشارت الوزيرة إلى أن "اجتماعات (COP26) التي ستعقد قريبا تسعى من خلالها الدول إلى الالتزام بخفض بصمة الكربون الخاصة بها لتحقيق حياة أفضل لمواطنيها، مؤكدة أهمية أن يدرك صانعو السياسات والمستثمرون والاستشاريون ورواد الصناعات التعدينية؛ للبصمة الكربونية لصناعاتنا واتباع طرق مبتكرة في التعدين للالتزام بذلك، وتسهيل القطاعات الأخرى - مثل قطاع الطاقة - الموارد اللازمة لتحقيق ذلك".
وزادت: "نعلم جميعًا أهمية السيليكا للألواح الشمسية والحاجة إلى عناصر النحاس والنيكل والليثيوم والعناصر الأرضية النادرة، في صناعة معدات تخزين الطاقة والبطاريات، فهذه فرص تعدين ستساعدنا جميعًا على تقليل البصمة الكربونية للوقود الأحفوري إذا ما تم استغلالها".
وعرضت زواتي أمام المؤتمر مؤشرات حول قطاع التعدين في الأردن، حيث لفتت إلى أن قطاع التعدين يسهم بحوالي 7.6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وحوالي 19 في المئة من صادرات الأردن.
وأشارت إلى أن الأردن من أكبر منتجي الفوسفات والبوتاس والبروم والأسمدة والأحماض الكيميائية في العالم، قائلة: "نحن ننتج البوتاس منذ عام 1983 والفوسفات منذ عام 1953. ويصدر الأردن الطباشير إلى 100 دولة حول العالم، وتوفر منطقة البحر الميت وما حولها فرصًا فريدة للاستثمار في الصناعات التعدينية".
وبينت أن الأردن أطلق العام الماضي العديد من الفرص لاستخراج المعادن الاستراتيجية مثل النحاس والذهب والزركون وعناصر الأرض النادرة ومجموعة من الصخور الصناعية مثل البازلت والحجر الجيري النقي والدولومايت ورمال السيليكا والزيولايت.
كما يحرص الأردن على المضي قدما في تصميم قوي على تنويع إنتاجه من المعادن وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي وازدهار الأردن، وتوسيع قاعدة المستثمرين وتحسين البنى التحتية، وتصنيف الأردن كشريك موثوق به وصديق للاستثمار في التعدين ومعالجة المعادن.
من جانبه أكد وكيل وزارة الصناعة العراقية يوسف الجنابي أهمية تنمية قطاع الثروة المعدنية في المنطقة العربية وفق أسس حديثة من خلال تبادل المعلومات وإعداد الخرائط الجيولوجية والعمل على الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية واستثمارها.
اقرأ أيضاً : زواتي: الأردن يستورد 88% من الطاقة التي يستخدمها - تفاصيل
وقال إن العراق يزخر بالعديد من الثروات المعدنية التي جعلته من أهم المناطق العربية جذبا للاستثمار في هذه الخامات الموزعة على العديد من المحافظات العراقية.
بدوره استعرض السفير الأسترالي برنارد لينش الخبرة الاسترالية في قطاع التعدين وعمره نحو 150 عاما مشيرا الى ان استراليا تزخر وتصدر العديد من المعادن إلى مناطق مختلفة من العالم، بالإضافة إلى احتياطيها من الغاز الطبيعي واليورانيوم.
وقال إن صادرات بلاده من هذا القطاع خلال 20 عاما بلغت نحو 145 مليار دينار أردني وتوظف نحو 148 ألف مواطن.
وتم بعد الافتتاح عرض فيوديو حول النشاط والفرص الاستثمارية في مجال التعدين في المملكة وأبرز الشركات العاملة في القطاع ومساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.
ويناقش المشاركون على مدى يومين عدة محاور تتناول الثروات المعدنية في الأردن والاطلاع على تجارب الدول في تسويق الثروات المعدنية وسيتم عرض ومناقشة آليات تمويل مشاريع الثروات المعدنية والتشريعات والتطلعات المستقبلية لمختلف الدول المشاركة حول وضع استراتيجيات متكاملة لتطوير الثروات المعدنية.
ويعقد المؤتمر سنويا في بريطانيا وهي المرة الأولى التي يخرج فيها إلى دولة أخرى، وتم اختيار الأردن لموقعه الجغرافي وما يتمتع به من ثروات طبيعية.
ويشارك في المؤتمر بالإضافة إلى الأردن، العراق وموريتانيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وأستراليا.