مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني، شارك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الثلاثاء، في الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي بدأت أعمالها اليوم في مقر الجمعية العامة في نيويورك.
اقرأ أيضاً : الخارجية: نتابع تفاصيل العثور على جثة مواطن أردني في الجزائر
وأجرى الصفدي، على هامش الدورة، سلسلة من اللقاءات والمحادثات الثنائية مع نظرائه وزراء الخارجية والمسؤولين المشاركين في أعمال الجمعية العامة، ركّزت على تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة، والتطورات في المنطقة، وفي مقدمها تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
والتقى الصفدي وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني الدكتور رياض المالكي في إطار مواصلة التشاور والتنسيق المستمرين إزاء الجهود المشتركة لإعادة إطلاق أفق سياسي حقيقي لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، وفق القانون الدولي والمرجعيات الدولية المعتمدة ومبادرة السلام العربية، الذي أكد الصفدي أنه السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة.
وبحث الوزيران سبل حشد الدعم الدولي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) لتتمكن من الاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في المجالات الصحية والإغاثية والتعليمية في مناطق عملها الخمس، وفق تكليفها الأممي.
كما عقد الصفدي محادثات مع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة رمطان لعمامرة، لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وتطرق الوزيران إلى المستجدات الإقليمية في إطار إدامة التشاور والتنسيق المستمرين، تعزيزاً للعمل العربي المشترك لمواجهة التحديات والأزمات التي تمر بها المنطقة.
كما بحث الصفدي مع وزير الخارجية في مملكة البحرين الشقيقة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، في اجتماع منفصل، سبل تعزيز العلاقات الأخوية التاريخية بين المملكتين الشقيقتين في مختلف المجالات، تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني وأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظهما الله.
واستعرض الصفدي والزياني التطورات في المنطقة والجهود المبذولة لتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات المشتركة وخدمة المصالح والقضايا العربية.
وفي اجتماع آخر، التقى الصفدي وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي، وأكّد حرص المملكة على الارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، مشيراً إلى عمق العلاقات التاريخية، حيث يُصادف هذا العام الذكرى السبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
واتفق الوزيران على مواصلة التشاور والتنسيق في كافة المحافل الدولية والإقليمية، لا سيما في إطار منظمة التعاون الإسلامي، خدمةً للقضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمها القضية الفلسطينية. كما ناقش الوزيران مستجدات الأوضاع في أفغانستان.
وفي اجتماع منفصل، ناقش الصفدي ووزير خارجية جمهورية النمسا أليكساندر شالينبيرغ، آفاق التعاون الثنائي وأطر تعزيزها في المجالات كافة. واتفق الوزيران على استمرار التشاور والتنسيق بين البلدين ثنائياً وفي إطار الاتحاد الأوروبي.
والتقى الصفدي المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد، وأجرى محادثات عبر الهاتف مع نائب وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان، حيث ركّزت المحادثات على سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، واستعرضت المستجدات الإقليمية والدولية.
وثمّن الصفدي الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للمملكة لمساعدتها على مواجهة التحديات الاقتصادية ورفد مسيرة التنمية الشاملة. كما ثمّن دعم الولايات المتحدة الأمريكية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا)، لتمكينها من مواصلة تقديم خدماتها وفق تكليفها الأممي.
وجرى خلال المحادثات بحث الجهود المبذولة لحل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وكان الصفدي قد التقى، مساء أمس، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، وأكّد أهمية استمرار التعاون بين المملكة والمفوضية لحشد الدعم الدولي اللازم للمساعدة في تلبية احتياجات اللاجئين السوريين في المملكة.
وشدّد الصفدي على ضرورة استمرار المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته إزاء اللاجئين من أجل ضمان تقديم الخدمات الحيوية لهم، مُحذراً من الانعكاسات السلبية لتراجع الدعم الدولي للاجئين. وأكّد الصفدي أن مساعدة اللاجئين مسؤولية دولية لا يجوز أن تتحملها الدول المضيفة وحدها.
وثمّن غراندي دور المملكة الإنساني في تحمل الأعباء الكبيرة للجوء السوري، وتلبية احتياجات اللاجئين، وتوفير سبل العيش الكريم لهم.
إلى ذلك، شارك الصفدي، مساء أمس، في أعمال الاجتماع التشاوري السنوي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، برئاسة دولة الكويت الشقيقة، بهدف تنسيق المواقف حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأكدّ الصفدي على موقف المملكة الداعم للعمل العربي المشترك، مُشدداً على ضرورة تعزيز التنسيق إزاء قضايا المنطقة بما يخدم المصالح العربية المشتركة.