كشف محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين خالد محاجنة عن تفاصيل زيارته للأسير محمد العارضة مساء الثلاثاء، بعد أن اشترطت مخابرات الاحتلال في اللحظات الاخيرة أن يقوم كل محامي بزيارة اسير واحد فقط.
وقال محاجنة إن الأسير العارضة سعيد بجولته في أراضي بلاده المحتلة، قائلا إن التفاصيل البسيطة التي شاهدها عوضته عن 22 عاما داخل المعتقل، إذ أنه تناول فاكهة الصبر لأول مرة منذ 22 عاما من أحد البساتين في منطقة مرج ابن عامر.
اقرأ أيضاً : محاجنة لرؤيا: زيارة "أسرى جلبوع" مقتصرة على محامييهم فقط
وبين المحاجنة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتدت على الأسير العارضة بشكل مفرط لحظة اعتقاله، مشيرا إلى أنه مصاب بالرأس وفوق العين اليمنى، ولم يتلقى العلاج حتى اللحظة، كما أنه يعاني من جروح كثيرة عند محاولته الهرب عند اعتقاله.
ويقول محاجنة نقلا عن الأسير العارضة، أنه يوجد 20 محققا في معتقل الناصر، حيث تم تجريد العارضة من ملابسه وتم التحقيق معه عاريا لمدة طويلة، وبعدها نقل إلى مركز تحقيق الجلمة جنوب مدينة حيفا.
وأشار إلى أنه ومنذ السبت الماضي، يمر الأسير العارضة برحلة تحقيق طويلة وعلى مدار الساعة، وأنه لم ينم منذ اعتقاله إلا قرابة 10 ساعات.
وقال إن المحققين يحاولون مساومته بتهم غير حقيقية مقابل اعتقال أفراد عائلته، كما أن أحد المحققين هدده بإطلاق النار عليه.
وتابع حديثه بأن الأسير العارضة موجود في زنزانة مترين في متر مراقبة على مدار الساعة بالكاميرات والحراس، وأنه لم يتناول الطعام من لحظة اعتقاله حتى يوم أمس، كما أن الاحتلال منعه من النوم والراحة والصلاة، ويتنقل بين الزنزانة وغرفة التحقيق ولا يخرج أبدا ولا يعرف ما هو الوقت، ويصلي بدون أي توقيت.
اقرأ أيضاً : هآرتس" تكشف تفاصيل جديدة عن عملية فرار الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع"
ونقل المحامي محاجنة تحيات الأسير العارضة للفلسطينيين ولا يعرف حجم التضامن معه، متفاجئا بكمية التضامن العالمي معه شاكرا الجميع وجميع وسائل الإعلام بلغته العامية.
ويقول إن المحققين يحققون مع العارضة وهو مكبل اليدين والرجلين كل يوم، حيث قضى زيارة المحامي له مكبل القدمين واليدين، وكان خلفه قرابة 6 حراس يراقبون زيارة المحامي له.
وقال الأسير العارضة إنه لا يعرف من اعتقل من زملائه الذين فروا من سجن جلبوع إلا زكريا الزبيدي، مؤكدا ان المحققين يخفون كافة المعلومات عنه.
وبين محاجنة أن الأسير العارضة بعد محكمة يوم السبت التزم بتعليمات المحامين والتزم الصمت أمام كافة التهم، رغم محاولات الضغط عليه من قبل المخابرات من أجل إدانة أفراد من عائلته، ويرفض كل التهم الموجهة لديه، جوابه كان واضح تجولت في شوارع بلادي المحتلة لخمسة أيام، وكنت على أمل أن التقي بوالدتي.
ويتابع أن رحلته في بلاده المحتلة كانت كفيلة بأن تغنيه عن كل سنوات اعتقاله، قائلا: "إنه افراد وحدتي اليمام واليسام اعتدوا على رفيقه زكريا زبيدي وعند وصوله مركز تحقيق الجلمة فرقوه عنه ولا يعلم عنه شيئا"، ويتمنى الأسير العارضة في كل لحظة أن يخرج من زنزانة التحقيق.
ويقول العارضة إنه سمح له بالنوم ما قبل زيارته من المحامي، وعلم بالزيارة فقط قبل عشر دقائق.
وسمحت قوات الاحتلال له اليوم فقط بلقاء أخيه قبيل الإفراج عنه.
وقال إنه سيكتب عن رحلته لخمسة أيام حرا في الداخل الفلسطيني بعد 22 من الاعتقال، مشيرا إلى أنه وقبيل اعتقالهما بـ 48 ساعة لم يشربوا أي نقطة ماء، مؤكدا أنه لو كان بحوزتهما الماء لكانوا استطاعوا الصمود أكثر.
ويقول المحامي المحاجنة إن الأسير محمد العارضة سيروي التفاصيل يوما عن جمال رحلته.
وعن لحظة اعتقاله قال المحامي المحاجنة أن قوات الاحتلال اعتقاله عندما كان نائما خلف شاحنة، وفي اللحظات الاخيرة أحد الجنود بحث داخل الصندوق للتفتيش الروتيني فأمسك بيده، مؤكدا أنه حاول الهروب ولم يستطع، وحينها لم يحاول المقاومة، رغم ذلك اعتدي عليه من قبل القوات الخاصة، ومنذ اعتقاله لم ينقل للعلاج سوى مرة واحدة.