تمكن طلاب فلسطينيون ضمن فريق دولي من الفوز في المسابقة الفلكية (ISSDC) التي نظمتها وكالة ناسا، والحصول على المركز الأول على مستوى العالم لهذا العام.
اقرأ أيضاً : المعلمة الفلسطينية نسرين قطينة ضمن أفضل خمسين معلما على مستوى العالم
ويتألف الفريق الفلسطيني الفائز من ستة طلاب، خاضوا المرحلة الأولى من المسابقة بمجموعتين من الطلبة المتطوعين في الجمعية الفلكية الفلسطينية، ضمت الأولى ثلاث طالبات هن: ليان الرجعي وزينة سيد أحمد، وسلسبيل أبو عرقوب، من الصف الحادي عشر العلمي بمدرسة بنات دورا الثانوية.
أما الثانية فقد ضمت كلا من: محيي الدين شامي من مدرسة المعهد العربي في أبو ديس، وراما النجار من المدرسة الإسلامية الثانوية للبنات في البيرة، وقمر الزمان أبو هلال من مدرسة شهداء رفح الثانوية للبنات في غزة.
وقالت عضو الجمعية الفلكية الفلسطينية مدرسة مادة الفيزياء في مدرسة بنات دورا الثانوية عايدة السيد أحمد، إن هذه المسابقة تنظم سنويا على مستوى العالم من قبل ناسا، تركز على مجالات "STEM" لإنشاء استيطان على المريخ، ووضع حلول للكثير من العقبات والمشاكل التي تحول دون تحقيق ذلك، منها الظروف الجوية الصعبة، ونقصان الموارد الأساسية كالأكسجين، وصعوبة إيجاد مصادر طاقة فعالة، وكيفية البناء وغيرها من الصعوبات.
وأضافت السيد أحمد: تأتي هذه المسابقة على مرحلتين: الأولى على مستوى الشرق الأوسط (MESDC)، وتستمر لمدة 3 أسابيع متتالية، يتأهل من خلالها أفراد باسم دولهم إلى المرحلة النهائية (ISSDC)، حيث شاركت فلسطين في هذه المرحلة بمجموعتين، تنافست خلالها مئات الأبحاث المقدمة من مختلف دول الشرق الأوسط.
وتمكنت المجموعة الأولى من فلسطين، من الحصول على المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط، في حين حصلت المجموعة الثانية على المركز الثالث، وكان لفلسطين شرف تمثيل الوطن العربي الذي لم يتأهل عنه سوى المجموعات الفلسطينية، وفقًا لوكالة الأنباء الحكومية "وفا".
وتضيف السيد أحمد، في المرحلة النهائية قسم المنظمون جميع المشاركين، وكل من تأهل الى ثلاثة فرق عالمية، كل فريق مكون من 57 مشاركا من 7-9 دول مختلفة، وجاء فريق طلبتنا في مجموعة ضمت بجانب فلسطين 8 دول مختلفة شملت بريطانيا وأمريكا والهند وأستراليا وغيرها، وكانت مدة هذه المرحلة 35 ساعة فقط.
وتشير الى أن الفريق الفلسطيني أظهر قدرات عقلية وإبداعية مميزة وملفتة بشكل كبير خلال المنافسات، مكنته من تعويض ضعف الإمكانيات والوسائل واجتياز العقبات وصولا الى هذا الإنجاز الكبير، وهذا دليل على وجود قدرات مميزة بين أبنائنا وبناتنا في المدارس يجب البحث عنها وتعزيزها وتحفيزها.
وتصف عضو الفريق الفلسطيني محيي الدين أمجد شامي (18 عاما)، والفائز بالمركز الثالث بهذه المسابقة سابقا والمرتبة الأولى لهذا العام، والعضو في NSS والجمعية الفلكية الفلسطينية، تجربته هذه قائلا: في هذا العام حققنا المرتبة الأولى بتعاوننا نحن ممثلو الجمعية الفلكية الفلسطينية كنخبة عن الشباب الفلسطيني، وتمكنا بالإرادة والإصرار من التغلب على كافة العقبات ومواجهة محاولات عدم السماح بتمثيل فلسطين والمشاركة في هذه المسابقة.
اقرأ أيضاً : الأسيرة الفلسطينية المحررة أنهار الديك تضع مولودها
وتوضح "أثبتنا بهذا الإنجاز للعالم ككل أن لدى أبناء فلسطين من القدرات والإبداعات ما يؤهلهم للمساهمة بشكل فعال ومؤثر في تطوير العلوم وخدمة البشرية، حيث استطعنا حمل مسؤولية إنجاز بحث علمي هام في وقت قصير، وبجودة عالية، وأظهرنا قدرات فائقة في مجال بناء العلاقات وتنظيم العمل والانخراط في مجموعات عمل دولية بكل سهولة وسلاسة".
ويؤكد أن المركز الأول عالميا كان طموحنا وهدفنا منذ البداية، ليس فقط لعظمة الإنجاز بذاته بل لرؤيتنا له من جانب واجب وطني، فقد حق علينا رفع اسم فلسطين عاليا واستطعنا تحقيق ذلك.
وتقول العضو في الفريق الطالبة ليان الرجعي في حديثها لـ"وفا": انها تجربة ناجحة بكل المقاييس، على الرغم من أنها شاقة ومتعبة بشكل كبير، خاصة المرحلة النهائية من المسابقة، وكانت المنافسة قوية، وكانت هناك صعوبة كبيرة في التواصل بين أعضاء الفريق على المستوى الدولي، بسبب صعوبة الاتصال وفرق التوقيت، وكان يجب علينا ان ننهي هذه المرحلة خلال 35 ساعة.
وتضيف "إصرارنا وإرادتنا القوية على إظهار ما يمتلكه الفلسطيني من قدرات وإبداعات وتسجيل إنجاز لفلسطين على المستوى الدولي، دفعنا الى العمل بجد واجتهاد دون نوم لثلاثة أيام، وبسبب حسن إدارة العمل وتنظيمنا الجيد له تمكنا من انجاز المطلوب في وقته المحدد، وعرضنا عملنا المكون من 50 شريحة على لجان المسابقة عبر منصة discord، وحصلنا على المركز الأول على مستوى العالم.
وحول المشروع الذي شاركت به المجموعة الفلسطينية، أشارت الرجعي الى أن البحث الذي تقدمنا به كان عبارة عنbusiness proposal ، من قبل شركة افتراضية vulture aviation تم إنشاؤها، بعنوان Bradburyom وهو مخطط كامل لمستوطنة ومدينة على سطح المريخ.
وتضيف "كان من المفترض أن يسافر الفريق الفائز إلى الولايات المتحدة بعد الفوز للعمل في ناسا لفترة معينة وللتكريم، لكن بسبب الظروف السائدة نتيجة انتشار فيروس "كورونا" لم نتمكن من ذلك. لكن سنحصل على شهادات فوز وتقدير.
وتؤكد ان هذا الانجاز كان نتاج عمل كبير وشاق، شارك فيه كثير أهمهم الجمعية الفلكية الفلسطينية، واسرة وزارة التربية والتعليم وبشكل خاص المشرفة علينا المربية عايدة السيد احمد التي بذلت جهدا في مساعدتنا وواكبتنا خطوة بخطوة وصولا الى تحقيق هذا الحلم.
وتعتبر مديرة مدرسة بنات دورا الثانوية اسمهان الهندي ان هذا الانجاز يجب ان يعني الكثير، وهو دليل على ان مدارسنا مليئة بالطاقات والقدرات الخلاقة، التي يمكن ان تحقق الكثير، وان تجعل دولتنا في الصدارة وحاضرة في المحافل الدولية.
وتشير الى أننا عملنا بجهد كبير بالشراكة مع اسرة وزارة التربية والتعليم والاهالي على تذليل العقبات والصعوبات التي كانت تواجه طالباتنا، وتوفير ما أمكن من مصادر تعليمية على قلتها ومستلزمات أخرى، للمساعدة في تحقيق هذا الانجاز الكبير والملفت.