ما نعرفه عن البرنامج السياسي لطالبان في هذه المرحلة؟

عربي دولي
نشر: 2021-09-09 09:40 آخر تحديث: 2021-09-09 09:40
حكومة طالبان الجديدة في أفغانستان
حكومة طالبان الجديدة في أفغانستان

 

بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على توليها السلطة في أفغانستان، كشفت طالبان مساء الثلاثاء عن حكومتها الموقتة لكن برنامجها السياسي يبقى غامضا الى حد كبير.


اقرأ أيضاً : عمليات إجلاء من أفغانستان نظمها القطاع الخاص تحرج البيت الأبيض


أعلن زعيمها الأعلى هيبة الله أخوند زاده في خطاب علني نادر جدا الثلاثاء أن الحكومة ستكون مهمتها فرض احترام الشريعة.

حقوق المرأة

هذا هو أهم مجال منتظر من طالبان بشكل أساسي ويمكن أن يؤثر على اعتراف المجموعة الدولية بها الذي يعتبر أمرا أساسيا لاستئناف المساعدات الاقتصادية التي تعتمد عليها البلاد بشدة وعلقت إلى حد كبير.

تميز حكمها الأول بين 1996 و2001 بغياب النساء عن الفضاء العام.

كثف الإسلاميون البادرات والتصريحات منذ 15 آب لمحاولة الطمأنة حول هذه النقطة مؤكدين أن حقوق المرأة ستحترم وفق الشريعة الإسلامية.

وأعلنوا أنه بإمكان المرأة الأفغانية الدراسة في الجامعة لكن في صفوف غير مختلطة مع ارتداء العباءة والنقاب بشكل إلزامي. وستتمكن النساء من العمل في ظل "احترام مبادىء الإسلام".

في ظل نظامهم السابق، لم يكن يسمح للمرأة لا بالعمل ولا بالدراسة مع استثناءات نادرة.

لكن غياب المرأة عن الحكومة الموقتة يشكل إشارة سيئة.

كما تبقى هناك عناصر غير معروفة بالنسبة لحق المرأة في الخروج إلى الشارع بدون ولاية رجل، وهو ما كانت طالبان حظرته في التسعينيات او بالنسبة لوجوب ارتداء البرقع.

 الإعلام 

أكدت حركة طالبان أن الصحافيين بمن فيهم النساء سيتمكنون من مواصلة العمل بحرية ولن تتم مضايقتهم.

وقال الناطق باسمهم ذبيح الله مجاهد لمنظمة "مراسلون بلا حدود" إنه "سنحترم حرية الإعلام لأن الأخبار ستكون مفيدة للمجتمع وفي الوقت نفسه ستسمح بتصحيح أخطاء القادة".

لكن هذه التصريحات لم تقنع كثيرا. فقد غادر العديد من الصحافيين البلاد فيما يبقى آخرون مختبئين في منازلهم تخوفا من أعمال انتقامية.

تم توقيف البعض لفترة وجيزة على هامش تظاهرات نظمت في الآونة الأخيرة ضد النظام.

دعا مجاهد وسائل الإعلام الى "عدم تغطية" هذه التظاهرات التي تعتبر "غير قانونية طالما لم تصدر القوانين".

الثقافة

خلال تجربتها الأولى في السلطة، طبقت طالبان نسخة صارمة من الشريعة وحظرت الألعاب والموسيقى والتصوير وحتى التلفزيون.

وقال ذبيح الله مجاهد في الآونة الأخيرة لصحيفة "نيويورك تايمز" إن "الموسيقى يحرمها الإسلام لكننا نأمل في إقناع الأفغان بعدم القيام بهذه الأشياء بدلا من إجبارهم".

 لكن بعض السكان وأعضاء في الحكومة المخلوعة اتهموا طالبان بقتل مطرب شعبي في أندراب (شمال شرق) في نهاية آب/اغسطس وهي معلومة لم تتمكن وكالة فرانس برس من تأكيدها.

بالنسبة للتراث، وهو مصدر قلق منذ أن قام الإسلاميون بتدمير تمثالي بوذا  في باميان عام 2001، لم تصدر الحركة أي بيان رسمي منذ شباط/فبراير حين أبدت رغبتها في الحفاظ عليه.

الاقتصاد

هو أحد التحديات الأكثر إلحاحا التي سيتعين على النظام الجديد مواجهتها. يخرج الاقتصاد الأفغاني منهكا بعد عقود من الحرب وتعليق المساعدات الدولية ما يهدد بإغراق البلاد في كارثة اقتصادية وإنسانية.

يبقى برنامج طالبان في هذه المرحلة غامضا جدا. اكتفى الناطق باسمها بالقول إن "التفاعل مع المجموعة الدولية، مع دول أخرى سيتواصل".

وأضاف "سنعمل على مواردنا الطبيعية لإعادة تنشيط اقتصادنا وإعادة الإعمار ومن أجل ازدهارنا".

لا يزال من غير الواضح في هذه المرحلة كيف ستتمكن طالبان من إيجاد أموال لدفع رواتب الموظفين الحكوميين وإبقاء البنى التحتية الحيوية (مياه، كهرباء واتصالات) قيد العمل.

تقدر الأمم المتحدة الدخل الحالي لطالبان المتأتي بشكل أساسي من الأنشطة الإجرامية بما بين 300 مليون دولار وأكثر من 1,5 مليار دولار في السنة.

وهي مكاسب مالية غير كافية على الاطلاق لتلبية الاحتياجات الحالية لافغانستان كما يقول الخبراء.

أمن/مخدرات

حذرت طالبان من أن أي تمرد سيتم "قمعه بشدة" في رسالة موجهة إلى قوات المقاومة في بانشير. وأكدت أيضا أنها ستقضي على الفرع المحلي لتنظيم داعش الإرهابي الذي لا يزال يشكل تهديدا خطيرا بدون إعطاء المزيد من التفاصيل.

بالنسبة للمخدرات، قال ذبيح الله مجاهد إن السلطات الجديدة لن تحول أكبر منتج للأفيون في العالم إلى دولة مخدرات فعلية.

وقال "نؤكد لمواطنينا وللمجموعة الدولية أننا لن ننتج المخدرات".

الرياضة

في ظل حكومتها الأولى، كانت طالبان تسمح ببعض الرياضات لكنها كانت تخضع لرقابة صارمة: وحدهم الرجال كان يمكنهم المشاركة في اللعب أو حضور المباريات.

بحسب آخر تصريحات طالبان، فان النساء لن يسمح لهن بممارسة الرياضة.

وقال أحمد الله واثق المسؤول في طالبان لشبكة "اس بي اس نيوز" الاسترالية ردا على سؤال حول الكريكت "قد يواجهن وضعا لا تكون فيه وجوههن وأجسادهن مغطاة" مضيفا "الإسلام لا يسمح برؤية المرأة على هذا النحو".

أخبار ذات صلة

newsletter