أمراض الركبة.. علامات ظاهرة وعلاجات حديثة

هنا وهناك
نشر: 2021-08-28 08:17 آخر تحديث: 2023-06-18 12:10
مشكلات الركبة لم تعد تقتصر على كبار السن
مشكلات الركبة لم تعد تقتصر على كبار السن

يقول الدكتور أحمد عزمي، مختص جراحة العظام، أن مشكلات الركبة لم تعد تقتصر على كبار السن؛ بل تطال فئة الشباب بسبب نمط الحياة، أو ممارسة التمارين الرياضية عشوائياً.


اقرأ أيضاً : فيدرير يخضع لعملية جديدة في الركبة ستبعده لأشهر


وهناك العديد من العوامل التي تتسبب بالشعور بآلام في الركبة، كالتعرض للإصابات أو الرضوض، أو التهاب المفاصل وغيرها، وتصاحب آلام الركبة بعض الأعراض مثل التورم والتصلب، الاحمرار والدفء عند اللمس، الضعف، أصوات طرقعة، وعدم القدرة على فرد المفصل تماماً، وفقا لما نقلته صحيفة الخليج.

التيبس والتورم

يذكر د. أحمد، أن التهاب الركبة، يعد من المشكلات الشائعة لدى الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الـ 65، وربما يصيب الصغار عند استخدام الركبة بشكل مكثف، أو نتيجة تعرضها لإصابة ما، ويؤثر التهاب المفاصل في الساق ويجعلها صعبة الثني أو غير قابلة للتمدد، ويشعر المريض بالتيبس والالتهاب، إضافة إلى التورم وصعوبة الحركة، فمن المحتمل وجود اهتراء في أسفل الغضروف.

مشكلات متعددة

يبين د.أحمد، أن العديد من الأمراض يمكن أن تصيب الركبة وتتسبب بمضاعفات مختلفة بحسب نوع الإصابة ومنها:

- تمزق الغضروف الهلالي الذي يحدث نتيجة الوقوف بسرعة أو الدوران فجأة، وخاصة عندما يقوم الشخص بإلقاء وزنه بالكامل على ركبته؛ حيث إن الغضروف له طبيعة مطاطية ويعمل كوسادة ملطفة بين عظمي الفخذ والظنبوب، وفي الأغلب ينتج الألم عن تمزق الغضروف، ومن الأعراض التي ترافق الحالة قساوة الركبة وانتفاخها.

-التهاب الجراب الناتج عن إرهاق الركبة، وتعرف أيضاً باسم «ركبة الخادمة»؛ حيث أن الأشخاص الذين يتعرضون لهذه الإصابة يركعون كثيراً لأداء أعمالهم، ويحدث هذا الالتهاب نتيجة تورم جراب المفصل، ويرافقه تورم وقساوة وحرارة في الركبة.

- تمزق الرباط التصلبي الأمامي، ويستهدف على الأكثر لاعبي الكرة، عندما يغير اللاعب اتجاه السير أثناء اللعب، وتبدأ الإصابة بسماع طقطقة، ويصبح المصاب غير قادر على تحريك المفصل، ويصاحب هذا التمزق ألم وتورم.

أدوات التشخيص

يذكر د. أحمد، أن تشخيص أمراض الركبة يتم عن طريق الفحص السريري من قبل الطبيب، يأخذ صوراً للركبة ويجري اختبار الأشعة السينية أو المغناطيسية، كما يساعد اختبار عينات الدم أو سوائل الركبة على تأكيد أو استبعاد بعض الحالات، ويعتمد العلاج على العقاقير، وممارسة تمارين رياضية خاصة، أو تركيب دعامة، وفي بعض الإصابات تجرى عملية جراحية، مثل مشكلات الرباط الصليبي التي تعالج بالمنظار الجراحي.

خشونة الركبة

يشير الدكتور أشرف إبراهيم، مختص جراحة العظام إلى أن خشونة الركبة حالة يصاب فيها الشخص بالتحلل والتفتت والتآكل في الغضاريف التي تعمل على الدعامة المرنة بين عظام المفصل، ما يؤدي إلى تلامس العظام في منطقة الركبة، نتيجة ترقق الفاصل الغضروفي، وينتج عن هذا الاحتكاك تآكل الغضاريف حتى تتلاشى، وتبدأ النتوءات العظمية في الظهور داخل المفصل، فيشعر المريض بألم عند الحركة، وصعوبة أثناء المشي، ويحاول تجنب الألم بالتوقف عن تحريك المفصل، ما ينجم عنه التيبس.

أسباب وأعراض

يوضح د. أشرف، أن خشونة الركبة تصاحبها العديد من العلامات المرضية مثل آلام وتورم في المنطقة المصابة، وصدور صوت فرقعة وصعوبة حركة المفصل، ويتم تشخيص الخشونة عن طريق التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي، وتزداد خشونة الركبة مع التقدم في السن، وتتمثل أسباب الإصابة في زيادة الوزن، قلة ممارسة الرياضة أو التمارين العنيفة كرفع الأثقال، وكذلك العادات الخاطئة عند الجلوس والنوم أو تكرار صعود ونزول الدرج، كما تؤدي بعض الأمراض إلى خشونة الركبة مثل:

- التهابات المفاصل الروماتزمي، الروماتويد، والتهاب النقرس.
- اعوجاج وتقوس عظام الساق.
- تمزق الأربطة والغضاريف الهلالية بمفصل الركبة.

علاجات تقليدية

يؤكد د. أشرف، أن هناك طرقاً تقليدية في علاج الخشونة وأهمها تقليل الوزن، ممارسة التمارين الرياضية المناسبة لتقوية العضلات حول المفصل، العلاج الطبيعي الذي يعمل على تحسين الدورة الدموية وتنشيط الأنسجة، ما يساعد على ترميم التآلف منها، وكذلك عن طريق التمارين الرياضية في الماء.


اقرأ أيضاً : علماء يطورون جراحة لإصلاح الغضروف المفصلي


وتعد هذه الطريقة مجدية وفعالة، إضافة إلى تناول العقاقير باستخدام مضادات الالتهاب، وكذلك الحقن داخل مفصل الركبة بحمض الهياليورينك الذي يعالج المشكلة مبكراً، إضافة إلى استخدام المنظار لتنظيف المفصل، وجراحة قطع العظم في حالات الخشونة نتيجة الاعوجاج، وفي بعض الحالات المتقدمة يستبدل المفصل المتضرر بآخر صناعي، وهي جراحة معقدة ويمكن أن يحتاج المريض إلى تكرارها مرة أخرى في المستقبل.

الخلايا الجذعية

يذكر د. أشرف، أن أحدث الطرق للعلاج تتمثل في تقنية الخلايا الجذعية التي تعمل على إعادة تحفيز الأنسجة والخلايا والأجزاء المتضررة عبر استخلاص الدهون الموجودة في جدار بطن المريض، أو فصل البلازما من الدم، وتنقيتها وإمكانية مكاثرتها، ثم حقنها بشكل مركز في المنطقة المتضررة من الخشونة داخل المفصل؛ حيث تقوم هذه الخلايا بالانقسام لتعويض وترميم الأنسجة، وطبق هذا العلاج على العديد من المرضى الذين تعافوا في أسابيع قليلة مع استمرار الغضروف في النمو لشهور عدة، ولوحظت النتائج في أشعة الرنين المغناطيسي والمنظار.

علاج طبيعي

تذكر الدكتورة إيمان حسن، أخصائية الطب الطبيعي، أن علاج خشونة الركبة يعتمد على آليات العلاج الطبيعي، الذي يهدف إلى تنشيط إفراز السائل الزلالي، وتعزيز تغذية الغضروف والكولاجين وتسكين الألم وتقوية العضلات ورفع كفاءة الأداء المفصلي، ولذلك يعمل الطبيب أثناء العلاج الطبيعي على إنقاص الوزن، حتى يقل الحمل على المفاصل، ويتطلب ذلك تمرينات رياضية وتنبيه كهربائي للعضلات حتى تعمل بكفاءة، وهناك أيضاً العلاج المائي، الذي يعد من أفضل الوسائل العلاجية حالياً، لأنه يخفف الحمل والألم وينشط الدورة الدموية، كما يجب الاهتمام بالتغذية، خاصة تناول الخضراوات.

نصائح وقائية

توصي د. إيمان من يعانون المرض، بالمشي لنصف ساعة يومياً، إضافة إلى أداء تمارين بسيطة تؤدي إلى تحسين الدورة الدموية لغضاريف وأنسجة الركبة، ويفضل خلال الصباح عند الاستيقاظ، ومن أهمها التمرينات الساكنة للعضلة الرباعية؛ حيث تعمل على تقوية الركبة، كما يفضل استخدام عكاز، ويكون ذلك في اليد العكسية للركبة المصابة، وعلى المريض تجنب ركوب الدراجة الثابتة أو المتحركة لكونها تزيد الاحتكاك، وكذلك الحد من الوقوف لفترات طويلة، وعدم الإكثار من صعود ونزول السلم، لأنه يزيد الضغط على الركبة.

تمارين اليوجا

تعد تمارين اليوجا من التدريبات القديمة، والتي أصبحت شائعة في السنوات الأخيرة، حيث انتبه الأشخاص لفوائدها الكثيرة والمتعددة في زيادة النشاط البدني ودعم قوة الجسم والحفاظ على مرونته وكذلك تأثيرها الجيد في الصحة النفسية والتخلص من الاكتئاب والتوتر.

كما أشارت بعض الدراسات إلى فائدتها الفعالة لصحة القلب وضغط الدم، ومعالجة آلام أسفل الظهر، كما أنها تعمل على تقوية الكاحلين ومفاصل الركبتين بمجموعة من الحركات الآمنة والفعالة.

وتتمثل خطوات أحد التمارين التي تعمل على تليين الركبة في ثني الرجل اليمنى ووضعها فوق الفخذ الأيسر، والإمساك بصابع القدم اليمنى باليد اليسرى، ووضع اليد الأخرى على الركبة المثنية، وأخذ نفس بهدوء مع رفع الركبة اليمنى ناحية الصدر أثناء الشهيق، ومع الزفير يتم خفضها حتى تصل إلى الأرض، ويتم تكرار هذه العملية عشر مرات باستخدام كل قدم على حدة.

 

أخبار ذات صلة

newsletter