أعلن البنتاغون، الجمعة، أن عمليات إجلاء آلاف الأشخاص من مطار كابول لا تزال تواجه "تهديدات محددة وذات مصداقية"، وذلك غداة هجوم انتحاري دام، أسفر عن مقتل 85 شخصا بينهم 13 جنديا أميركيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي: "نرى أنه لا تزال ثمة تهديدات ذات مصداقية.. تهديدات محددة وذات مصداقية".
وأشار إلى أن الهجوم الدامي الذي وقع عند مطار كابل لم ينفذه مهاجمان، وإنما مهاجم انتحاري واحد فقط.
اقرأ أيضاً : بايدن يؤكد التزامه الانسحاب العسكري الأمريكي من كابول بنهاية آب
وقال الميجر جنرال وليام تيلور للصحفيين: "يمكنني أن أؤكد لكم أننا لا نعتقد أن انفجارا آخر وقع في فندق البارون أو بالقرب منه، وأنه كان انتحاريا واحدا".
في المقابل، شدد مجلس الأمن الدولي، الجمعة، على وجوب إحالة منفذي الهجوم الدامي ضد مطار كابل “على القضاء”، منددا بفعل "مشين" استهدف المدنيين.
وقال المجلس في بيان إن "أعضاء مجلس الأمن شددوا على ضرورة محاسبة منفذي هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية ومدبريها ومموليها وعرابيها وإحالتهم على القضاء”، مطالبين “جميع الدول بالتعاون على هذا الصعيد".
وأضاف أن "الاستهداف المتعمد للمدنيين والطواقم التي تساعد في إجلاء المدنيين هو فعل مشين وينبغي إدانته"، مكررا "أهمية مكافحة الإرهاب في أفغانستان لضمان عدم استخدام (هذا البلد) لتهديد أو مهاجمة بلد" آخر.
وتابع مجلس الأمن أن "أي مجموعة أو فرد أفغاني يجب ألا يدعم الإرهابيين الذين يتحركون في أي بلد كان".
كذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا) إلى اجتماع الاثنين لبحث الوضع في أفغانستان.
قالت الأمم المتحدة الجمعة أنها تتوقع أن يسلك أكثر من نصف مليون أفغاني طريق اللجوء خلال 2021
وقالت كيلي كليمنتس نائبة رئيسة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للصحافيين "نستعد لقرابة 500 ألف لاجئ جديد في المنطقة. هذا أسوأ سيناريو".
وارتفعت الجمعة حصيلة الهجوم الانتحاري المزدوج الذي نفّذه تنظيم داعش الإرهابي في مطار كابول إلى 85 قتيلاً بينهم 13 جندياً أميركياً، في ظلّ أجواء متوترة قبل أيام من الانتهاء المرتقب لعمليات إجلاء الأجانب والأفغان الذين يحاولون الفرار من نظام طالبان الجديد.
اقرأ أيضاً : داعش يكشف هوية انتحاري "مذبحة كابل".. ويتوعد طالبان
أثار الهجوم الذي وقع الخميس عند حلول الظلام، الفوضى والذعر في صفوف آلاف الأفغان الذين احتشدوا في المكان على أمل الصعود على متن إحدى الطائرات التي استأجرتها الدول الغربية.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات القتلى والجرحى، ممدين في مياه قناة صرف صحي، ويحيط بهم مسعفون مشغولون للغاية وغير مجهزين. وكان رجال ونساء وأطفال يركضون في كل الاتجاهات للابتعاد عن مكان الانفجار.
وقال مسؤول في الحكومة السابقة التي أطاحت بها طالبان منتصف آب لوكالة فرانس برس، إن "هناك عدداً كبيراً من النساء والأطفال بين الضحايا. معظم الناس مصدومون". وكشف عن حصيلة جديدة للهجوم تبلغ 72 قتيلاً على الأقل و150 جريحاً استناداً إلى معلومات تمّ جمعها من المستشفيات المحلية.
بدا الوضع هادئاً صباح الجمعة في كابول، خصوصاً حول المطار حيث عزز عناصر طالبان حواجزهم واختفت الحشود في بعض الأماكن على ما يبدو.
أدى الهجوم المزدوج إلى مقتل 13 جندياً أمريكيا على الأقل وجرح ثمانية آخرين، بحسب البنتاغون، وهو الهجوم الأكثر دموية ضد الجيش الأمريكي في أفغانستان منذ 2011.
وفيما يواجه الرئيس جو بايدن أخطر أزمة منذ بداية عهده يبدو أنها أضعفته، فقد تعهّد بـ"مطاردة" منفّذي الهجوم و"جعلهم يدفعون ثمن" قتلهم العسكريين الأمريكيين. وقال بلهجة صارمة إن "أمريكا لن تسمح بترهيبها".
والهجوم هو أول اعتداء دموي تشهده كابول منذ سقوطها في أيدي حركة طالبان في 15 آب، ويأتي قبل أيام قليلة من الموعد المحدّد لإنجاز القوات الأمريكية انسحابها من أفغانستان في 31 آب بعد 20 عاماً من حرب عقيمة ضدّ الحركة الإسلامية المتشدّدة.
أشاد بايدن فيما كانت عيناه مغرورقتين بالدموع، بالجنود القتلى الذين وصفهم بـ"الأبطال (...) المنخرطين في مهمة خطيرة لإنقاذ أرواح آخرين" مشيراً إلى أن الولايات المتحدة "ستواصل عمليات الإجلاء".