أعلنت وزارة الدفاع التركية الأربعاء أنها بدأت سحب قواتها من أفغانستان، متخلية على ما يبدو عن خطتها المساعدة في تأمين مطار كابول.
اقرأ أيضاً : الافغان يتأقلمون بخجل مع حياتهم الجديدة في ظل حكم طالبان
وجاء في بيان لوزارة الدفاع أن "القوات المسلحة التركية ستعود إلى أرض الوطن معتزة بنجاحها في إتمام المهام الموكلة إليها".
ونشرت تركيا 500 جندي يتولون القيام بمهام غير قتالية في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي التي تم التخلي عنها حاليا في البلاد.
وأجرت مفاوضات مع طالبان وواشنطن بشأن لعب دور في تأمين المطار بعد انسحاب القوات الأميركية المقرر استكماله الثلاثاء.
وذكر مسؤولون أميركيون أن هذه المحادثات كانت متواصلة الأسبوع الماضي.
لكن سيطرة طالبان السريعة على العاصمة الأفغانية شكّلت ضربة لخطط تركيا، وحرمتها بالتالي من ورقة ضغط مهمة في علاقاتها المضطربة مع واشنطن.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن أنقرة لا تزال مهتمة بلعب دور في أفغانستان وترك قنوات الاتصال مفتوحة مع قادة طالبان.
وقال تزامنا مع الإعلان عن سحب الجنود "من المهم أن تستقر أفغانستان".
وتابع "ستواصل تركيا التحاور مع كافة الأطراف في أفغانستان في إطار تحقيق هذا الهدف".
وتركت وزارة الدفاع التركية الباب مفتوحا أيضا لخيار القيام بدور أمني في كابول في مرحلة ما.
وأفادت أن "تركيا ستبقى مع الشعب الأفغاني طالما أراد ذلك"، مشيرة إلى أن الجنود متمركزون في المطار منذ ست سنوات.
وتعرض إردوغان لضغوط سياسية شديدة داخليا من أجل عدم استقبال المهاجرين الذين قد يأتون من أفغانستان مع صعود طالبان إلى السلطة.
وتستضيف تركيا أكثر من أربعة ملايين مهاجر معظمهم سوريون، بموجب اتفاق سنة 2016 ساهم في وضع حد لأزمة الهجرة التي شهدها الاتحاد الأوروبي.
وتشيّد تركيا جدارا على طول حدودها الشرقية مع إيران لمنع دخول الأفغان الساعين للتوجه إلى أوروبا.
وأكد إردوغان أن بلاده باتت تستقبل نحو خمسة ملايين مهاجر ولم يعد بإمكانها استقبال المزيد.
وقال "لا يمكننا تحمّل العبء الإضافي للهجرة من سوريا أو أفغانستان".
وذكر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الثلاثاء أن أنقرة أجلت 1404 أشخاص من أفغانستان، 1061 منهم مواطنون أتراك. وأشار إلى وجود نحو مئتي تركي فقط يرغبون بمغادرة كابول، فيما أبلغ نحو 3000 مواطن تركي مسؤولي السفارة بأنهم يفضلون البقاء.
وأفادت وزارة الدفاع الأربعاء أنها أجلت 1129 شخصا "بطائراتها"، من دون أن توضح سبب تباين أرقامها مع تلك التي أعلنها تشاوش أوغلو.