هذا المشهد بات أمراً طبيعياً في كابل وبقية الولايات في أفغانستان.. كل شيء تحت قبضة طالبان التي يقول مسلحوها إنهم منتشرون لفرض الأمن وحماية السفارات ومنع أي عمليات نهب.
اقرأ أيضاً : بايدن: لم نتوقع أن ينهار الجيش الأفغاني بهذه السرعة وقوامه 300 ألف جندي
هدوء شهده وسط كابل.. وصار هؤلاء جزءا من الحياة التي بدأت تعود إلى طبيعتها تدريجيا.
لكن المشهد عند المطار مختلف قليلاً .. فالفوضى ما تزال مستمرة من قبل آلاف الأفغان الذين يريدون مغادرة البلاد….. إطلاق نار وتدافع وقع هنا لكن عمليات اجلاء الدبلوماسيين والأجانب استمرت.
التوتر أيضا كان حاضرا في شرق البلاد، لكن بشكل محدود، بعد خروج مظاهرة تدعم العلم الوطني تصدى لها عناصر من طالبان، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى لم يتم تأكيدها، في حين خرجت مظاهرة نسائية للمطالبة بالحقوق بالعمل والدراسة لم يتم التصدي لها.
حقوق وعد بها قادة طالبان ووعود أخرى قطعت من ضمنها عدم الانتقام من الأفغان المتعاونين مع القوات الأجنبية، لكن في الساعات الماضية حذرت وثيقة أممية من أن الحركة كثفت من عمليات التعقب لهؤلاء المتعاونين وهددت أفراد أسرهم، في حين سعت وسائل تواصل اجتماعي إلى تأمين حسابات المواطنين لحمايتهم من الاستهداف.
وبشأن العلاقات الدولية مع طالبان، تنتظر دول الأفعال لا الأقوال… فخطاب الحركة قوبل بالتشكيك من قبل البعض، في وقت غازل فيه آخرون الحركة ودعو إلى التعامل معها كأمر واقع.
فالحسابات يشوبها المخاوف والتنافس مستمر بين دول إقليمية وعالمية .. للحصول على الحجم الأكبر من النفوذ بعد مغادرة القوات الأمريكية … وهو ما دفع مسؤولين أوروبيين إلى توجيه نصائح بالحديث مع طالبان حتى ولو لم يتم الاعتراف بها، وعدم ترك الساحة خالية للروس والصينيين، فموسكو وبكين كانتا من أوائل الداعين إلى الحوار مع الحركة.