كثفت طالبان من تعقب الأفغان الذين عملوا لصالح القوات الأجنبية حسب وثيقة سرية للأمم المتحدة، في وقت بدأت تظهر أصوات مقاومِة في البلاد على غرار نجل القائد مسعود ومظاهرات في كابول. وقال مسؤول في حلف الناتو الجمعة إنه قد تم إجلاء أكثر من 18 ألف شخص من مطار كابول منذ الأحد، مشيرا إلى "حشود تحاول الفرار في وضع مستميت". والخميس تباحث ماكرون وبوتين ودراغي هاتفيا حول الأزمة الأفغانية وطالبان.
اقرأ أيضاً : لماذا سيطرت طالبان على أفغانستان بسهولة؟
وأفادت صحيفة تايمز بأن آخر رحلة إجلاء بريطانية قد تغادر كابول خلال خمسة أيام، حسب جدول زمني مكثف للانسحاب من أفغانستان. ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن وزراء أُبلغوا هذا الأسبوع بأن آخر رحلة إجلاء قد تغادر الثلاثاء قبل انسحاب القوات الأمريكية في 31 آب. لكن مصدرا حكوميا آخر قال حسب تايمز، بأنه لم يتم الاتفاق رسميا على تاريخ 24 آب كآخر موعد للإجلاء.
وأوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن نحو 25 دبلوماسيا أمريكيا في أفغانستان، أرسلوا برقية داخلية الشهر الماضي حذروا فيها وزير الخارجية أنتوني بلينكن من احتمال سقوط العاصمة الأفغانية كابول "سريعا" في يد طالبان مع انسحاب القوات الأمريكية. وقالت الصحيفة الخميس إن البرقية السرية موقعة بتاريخ 13 تموز وقدمت توصيات بشأن سبل تخفيف حدة الأزمة والإسراع بعملية إجلاء.
وصعدت حركة طالبان من عمليات تعقب الأفغان الذين عملوا لصالح القوات الأجنبية، حسبما كشفته وثيقة سرية للأمم المتحدة، فيما تظهر أصوات مقاومِة في البلاد على غرار نجل القائد مسعود ومظاهرات في كابول. وورد في التقرير الذي وضعته مجموعة خبراء في تقييم المخاطر لحساب الأمم المتحدة، أن طالبان وضعت "قوائم ذات أولوية" للأفراد الذين تريد توقيفهم رغم وعود المتمردين بعدم الانتقام من المعارضين.
ولعل الأكثر عرضة للخطر هم الذين كانوا يشغلون مناصب مسؤولية في صفوف القوات المسلحة الأفغانية وقوات الشرطة ووحدات الاستخبارات، حسب نفس التقرير، الذي أوضح أن طالبان قامت بـ"زيارات هادفة لمنازل" الذين يريدون توقيفهم كما لمنازل أفراد عائلاتهم، وأن الحركة الأصولية تدقق في الأشخاص الراغبين في الوصول إلى مطار كابول، وأقامت نقاط تفتيش في المدن الكبرى بما في ذلك العاصمة كابول وجلال آباد.
اقرأ أيضاً : كاميرا رؤيا ترصد مخيمات النزوح في أفغانستان قبل سقوطها على يد طالبان بـ3 أسابيع - فيديو
وأعلنت فيس بوك وتويتر ولينكدإن أنها اتخذت تدابير لتأمين حسابات المواطنين الأفغان لحمايتهم من الاستهداف بعد سيطرة طالبان السريعة على البلاد. وقال ناثانيال غلايشر رئيس السياسة الأمنية في فيس بوك على تويتر الخميس، إن الشركة أوقفت مؤقتا قدرة الأشخاص على مطالعة قوائم حسابات الأصدقاء في أفغانستان أو البحث فيها.
وذكر مسؤول في طالبان الجمعة أن العديد من الدول والمنظمات تتواصل مع قادة الحركة للمساعدة في إجلاء مواطنيهم أو موظفيهم من العاصمة الأفغانية كابول.
وقال مسؤول في البيت الأبيض الأمريكي الجمعة إن بلاده قد أجلت نحو ثلاثة آلاف شخص من مطار كابول الخميس. وصرح المصدر "أجلت الولايات المتحدة نحو ثلاثة آلاف شخص من مطار حامد كرزاي الدولي في 16 رحلة لطائرات سي-17"، مضيفا أن قرابة 350 منهم أمريكيون.
وقال المسؤول الأمريكي أيضا إن "بين الأشخاص الإضافيين الذين تم إجلاؤهم أفراد عائلات مواطنين أمريكيين ومتقدمون للحصول على تأشيرات الهجرة الخاصة وأسرهم وأفغان عرضة للخطر". مشيرا إلى أن مجمل من أجلاهم الجيش منذ 14 أغسطس/آب بلغ نحو تسعة آلاف.
وأعلن مسؤول في حلف شمال الأطلسي الجمعة بأن أكثر من 18 ألفا قد أُجلوا من مطار كابول منذ سيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية الأحد. إلا أن المصدر قال إن الحشود ما زالت خارج المطار، في مسعى مستميت للفرار.
وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مباحثات هاتفية مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي الخميس، على ضرورة أن يكون هناك "تعاون دولي وثيق" بشأن الأزمة في أفغانستان، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
وقال الإليزيه في بيان إنه خلال محادثته مع بوتين التي استمرت أكثر من ساعة ونصف الساعة، ناقش ماكرون بشكل خاص "التوقعات ذات الأولوية في ما يتعلق بحركة طالبان" التي استولت على السلطة في كابول. كما أوضح البيان أن في صدارة ما يتوقعه المجتمع الدولي من طالبان هو "مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة ومقاطعة الحركات الإرهابية الدولية واحترام حقوق المرأة".
وأضافت الرئاسة الفرنسية أنه وخلال المكالمة بين ماكرون ودراغي، شدد الزعيمان على "الحاجة إلى تعاون وثيق" داخل الاتحاد الأوروبي "من أجل إجلاء الأوروبيين والأفغان الأكثر عرضة للخطر، وكذلك أيضا من أجل استشراف تداعيات الأزمة الأفغانية".
وحذر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة (إن بي سي نيوز) إن الحكومة الأمريكية "تركز بشدة" على احتمال شن جماعة مثل ولاية خراسان التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" هجوما إرهابيا في أفغانستان. وتناصب الجماعة العداء لطالبان التي استولت على السلطة في أفغانستان في مطلع الأسبوع.