اعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، اليوم الاثنين، أن المجتمع الدولي أساء تقدير الوضع في أفغانستان، حيث سيطرت حركة طالبان سريعا على السلطة إثر انسحاب القوات الأجنبية.
ونقلت وكالة "دوتشيه فيليه" الألمانية عن الوزير قوله: أنه "لا شيء اضافيا لنقوله. نحن جميعا، الحكومة، أجهزة الاستخبارات، المجتمع الدولي، أسأنا تقدير الوضع في افغانستان، حيث صدم العالم لرؤية مشاهد آلاف الأفغان وهم يحاولون الفرار من البلاد".
وقال الوزير في تصريح صحفي، أنه بعد انسحاب القوات الأجنبة، لم نكن بالتأكيد في وضع يسمح لنا بالتقييم أن القوات المسلحة الأفغانية لم تكن مستعدة لمواجهة طالبان.
اقرأ أيضاً : أمريكا تدعو طالبان لعدم التعرض لمن يرغب في مغادرة أفغانستان
واضاف : لقد كان سوء تقدير من جانبنا وسوف نتحدث عنه بالتأكيد"، معرباً عن رغبته في استخلاص عبر وعواقب هذا الأمر برمته.
ودعت الولايات المتحدة الأمريكية و65 دولة في بيان مشترك ليل الأحد، قادة طالبان ان يسمحوا للمواطنين الأفغان والأجانب الراغبين في مغادرة أفغانستان، وعدم التعرض لهم، بحسب واشنطن بوست.
وجاء في البيان أنّه "بالنّظر إلى الوضع الأمني الذي يتدهور، فإننا ندعو جميع الأطراف إلى احترام وتسهيل المغادرة الآمنة والمنظّمة لجميع المواطنين الأجانب والأفغان الراغبين في مغادرة البلاد".
وشدّد البيان على أنّ "مَن هم في موقع القوة والسلطة في جميع أنحاء أفغانستان، يتحمّلون مسؤولية حماية الأرواح البشريّة، وإعادة الأمن والنظام العام الى البلاد بأسرع وقت.
وكان مطار كابول الإثنين مسرحاً لمشاهد غير مألوفة، مع تعلق أشخاص بطائرة عسكرية وهي على وشك الإقلاع، حيث اجتاح آلاف الأفغان المدرج على أمل الفرار بعد سيطرة طالبان على أفغانستان.
شريط الفيديو الذي تناقلته شبكات التواصل الاجتماعي يرمز إلى الفشل الذريع الذي تمثله بالنسبة لأمريكا عودة طالبان إلى السلطة بعد 20 عامًا من الحرب.
وفيه يظهر المئات من الأشخاص وهم يركضون بالقرب من طائرة نقل عسكرية أمريكية تتحرك استعدادًا للإقلاع بينما يحاول البعض بجنون التشبث بجوانبها أو بعجلاتها.
تكشف مقاطع فيديو أخرى أيضًا مشاهد من الفوضى العارمة على مدرج المطار حيث يحاول أفغان تسلق السلالم المؤدية إلى الطائرات.
اقرأ أيضاً : بايدن يوجه خطابا الليلة حول التطورات في أفغانستان
إنهم يحاولون يائسين الفرار من أفغانستان بعد أن استولت طالبان على السلطة الأحد خوفًا من العيش في ظل النظام المتشدد الذي حكم البلاد بين عامي 1996 و2001.
تحت أنظار مئات الأشخاص، حاول أولئك الذين تمكنوا من صعود السلالم ومعظمهم من الشباب بعدها مساعدة آخرين للحاق بهم وقد تشبث بعضهم بكل قوته بالقضبان.
كانت عائلات مذعورة بأكملها مع أطفالها الخائفين تحاول الفرار مع ما جلبت معها من أمتعة ثقيلة.
وقال شاهد عيان إن التدافع كان كبيرًا لدرجة حملت القوات الأمريكية التي تؤمن المطار على إطلاق النار في الهواء للسيطرة على الحشد، في حين ألغيت جميع الرحلات التجارية المغادرة.
وقال الشاهد لوكالة فرانس برس "أشعر بخوف شديد. إنهم يطلقون النار في الهواء"، رافضًا الكشف عن اسمه خشية أن يؤثر ذلك على فرصه في المغادرة.
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنه تم تأمين محيط المطار. وأرسل الأمريكيون 6000 جندي لإجلاء حوالي 30 ألف دبلوماسي أمريكي ومدني أفغاني تعاونوا مع الولايات المتحدة ويخشون من انتقام طالبان.
لكن آلاف الأفغان تدفقوا على المطار حتى ممن لم يعملوا مطلقًا مع الأمريكيين وليست لديهم فرصة للحصول على تأشيرة على هذا الأساس.