انتهت مهلة إخلاء أرض عائلة خضر الذي سلمته"دائرة الإجراء والتنفيذ" لعائلة فلسطينية مقدسية، فاختاروا هدم المنازل ومواصلة الثبات بالأرض لعدم دخول المستوطنين على منازلهم التي احتضنت ذكرياتهم منذ عشرات السنين.
اقرأ أيضاً : الاحتلال يخطر بهدم 11 منشأة تجارية بقرية عانين في جنين
"الكرامة أغلى من مال الدنيا... واحنا مرفوعين الرأس على طول... هدمنا بيوتنا بس ثابتين بأرضنا لآخر نفس".... بهذه الكلمات عبر أفراد عائلات خضر في شعفاط خلال هدم منازلهم في حي شعفاط في القدس، بعد قرار من المحكمة العليا يقضي بإخلاء الأرض بحجة ملكيتها للمستوطنين.
علاء خضر قال :" لم يكن خيار الهدم الذاتي لمنازلنا الخمسة سهلا علينا، لكن اسهل علينا من دخول المستوطنين اليها والعيش فيها، قرار الإخلاء يهدد الأرض لكن نحن سنواصل الثبات والصمود لحمايتها حتى آخر نفس".
وأوضح علاء أنهم هدموا 5 منازل، تأوي 25 فردا بينهم مرضى وأطفال.
وقال علاء وهو يشير الى حجارة منزله :" تزوجت قبل عام، واليوم ارى المنزل حجارة وركام... تعب العمر راح بدقيقة".
اما شقيقه أحمد فقال :" اليوم نعيش نكبة ثالثة.... فتهجر أجدادنا من قرية بئر معين... ثم من حارة الشرف واليوم يلاحقنا خطر التهجير من أرضنا التي لدينا الأوراق الثبوتية منذ خمسينيات القرن الماضي ".
وأضاف الشاب أحمد خضر:"بدأ صراعنا في المحاكم خلال السنوات الماضية، وعقدت أكثر من 12 جلسة، تضمنت تأجيلات ومماطلات ومطالبات بأوراق وإثباتات من الأردن وتركيا، إضافة إلى متابعات أخرى كنا نوفرها باستمرار، حتى أصدرت محكمة الصلح ضدنا قرار اخلاء مثبتاً بذلك مطالبات المستوطنين بالأرض، فيما رفضت المحكمة المركزية الاستئناف الذي تقدمنا به، أما العليا فرفضت حتى النظر بالقضية، اما الجمعيات الاستيطانية فقد عرضت
ورقة واحدة في كل المحاكم واعتمدها القضاة كحقهم في الأرض، بينما لم تهتم بالوثائق التي قدمناها".
اقرأ أيضاً : الاحتلال الاسرائيلي يعتقل 4 فلسطينيين من الخليل وجنين
وبات أفراد عائلة خضر اليوم دون مأوى.. "لكن المعنويات عالية" كما اكدوا.
ولم يتوقف خطر الإخلاء والسيطرة على منازل عائلة خضر، بل تدعي الجمعيات الاستيطانية ملكيتها لدونمين في المنطقة، وتسلم بلاغات قضائية وقرارات إخلاء للسكان.
من جانبها، عبرت الرئاسة الفلسطينية، عن رفضها وادانتها الشديدين لمشاريع التوسع الاستيطاني الجديدة في الأراضي الفلسطينية، خاصة السماح ببناء 2200 وحدة استيطانية في مدينة القدس المحتلة وباقي الأراضي الفلسطينية.
وحذرت الرئاسة، من هذه القرارات الاستيطانية الجديدة، معتبرة إياها مخالفة صريحة لاتفاق أوسلو الذي ينص صراحة على عدم اتخاذ اية إجراءات أحادية الجانب من قبل أي طرف، إضافة إلى أنها مخالفة لكافة قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الامن الدولي رقم 2334، الذي يؤكد وبكل وضوح على عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية كافة.
وأشارت إلى ان هذا القرار الإسرائيلي المرفوض يخالف الموقف الاميركي الواضح الذي عبر عنه الرئيس جو بايدن خلال اتصاله مع الرئيس محمود عباس، والذي أكد فيه رفض الجانب الاميركي للاستيطان وللإجراءات أحادية الجانب.
وطالبت، الجانب الأمريكي والمجتمع الدولي بالعمل الجاد والفوري لوقف التمادي الإسرائيلي، الذي إن استمر سيعيد الأمور إلى وضع يعزز التوتر وعدم الاستقرار، موضحة ان هذه الإجراءات الإسرائيلية لن تسهم بالجهود الأميركية المبذولة لتعزيز إجراءات بناء الثقة بين الطرفين.
وجددت الرئاسة التأكيد، على أن الاستيطان جميعه غير شرعي وإلى زوال، ولن يتم السماح بشرعنة أي بناء استيطاني في الأرض الفلسطينية المحتلة، مشددة على ان السلام والامن الحقيقيين مرتبطان بمدى الالتزام بالاتفاقيات والشرعيات الدولية كافة.
وشددت على ان الاستيطان، خاصة في مدينة القدس الشرقية، خط احمر، وأن القدس ومقدساتها ليست للبيع او التنازل او المساومة، ولن يُقبل إطلاقاً المساس بالحقوق الفلسطينية المدعومة من قبل المجتمع الدولي، مؤكدة أن طريق السلام واضح وكذلك طريق الامن والاستقرار.