تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورة يدّعي ناشروها أنّها تظهر تصاعد دخانٍ كثيفٍ من سدّ النهضة إثر نشوب حريق.
إلاّ أنّ الادعاء غير صحيح، فالصورة لا تمتّ بصلة إلى سدّ النهضة ولا تظهر أدخنة حريق، بل ضبابًا فوق "سدّ الممرات الثلاثة" في الصين.
يتضمّن المنشور رابطاً لفيديو مؤلّف من صورة واحدة تظهر ما يشبه الدخان فوق سدّ ضخمٍ أرفقت بموسيقى فيلم "أيام السادات" لياسر عبد الرحمن، على مدى أكثر من ثلاث دقائق.
اقرأ أيضاً : السودان.. فيضان محتمل في نهر النيل اليوم الثلاثاء
أزمة سدّ النهضة
حظي المنشور بمئات المشاركات في موقع فيسبوك في ظلّ نزاعٍ إقليمي يدور حول مشروع سدّ النهضة منذ أن باشرت إثيوبيا أعمال بنائه في العام 2011.
وترى كلّ من السودان ومصر بأنه يمثّل مصدر تهديد لهما نظراً إلى اعتمادهما على مياه النيل، بينما تعتبره إثيوبيا أساسيا لتنميتها ومصدراً للطاقة.
وفي الآونة الأخيرة ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في مصر، منشورات مضلّلة حول السدّ تحقّق منها صحافيو خدمة تقصّي صحّة الأخبار في وكالة فرانس برس، منها صورة مركّبة لتصدّعات فيه، وخبر غير صحيح عن العثور على أنفاقٍ تحته.
اقرأ أيضاً : اكتشاف أنفاق تحت سد النهضة.. ما الحقيقية؟
صورة من الصين
ويقع المنشور المتداول في سياق هذه الأخبار، فالصورة التي يدّعي أنّها لحريقٍ في سدّ النهضة الإثيوبي، ليست إلاّ ضباباً فوق سدٍّ في الصين.
فقد أرشد البحث عن الصورة إلى أنّها منشورة في مواقع صينيّة عدّة (2،1)، وقد وزّعتها وكالة "شينخوا" عام 2020.
وتظهر الصورة "سدّ الممرات الثلاثة" الذي شيّدته الصين بين 1994 و2012 على نهر يانغتسي وحققت من خلاله الرقم القياسي العالمي لأكبر سد تبلغ طاقته 22,5 مليون كيلوواط.
وما زالت الخلافات قائمة بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة والجدول الزمني لملء السد، مع اتهامات متبادلة بالتعدي على السيادة وتهديد حياة الملايين.
أعطت الاتفاقيات الموقعة في عامي 1929 و1959 كلا من مصر والسودان حصة الأسد في مياه النيل. بينما ترفض إثيوبيا تلك الاتفاقيات باعتبارها "اتفاقيات من الحقبة الاستعمارية"، ووقعت اتفاقاً عام 2010 مع 6 دول في حوض النيل لسحب حق الفيتو من مصر والسودان ضد قيام مشروعات على النيل.