رفضت إيران السبت اتهامها من مجموعة السبع والجيش الأميركي بالمسؤولية عن هجوم استهدف ناقلة نفط في بحر العرب الأسبوع الماضي، لتتهم بدورها عدوتها اللدودة إسرائيل بإعداد "سيناريو" يتزامن مع تولي الرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية منصبه.
وتعرضت الناقلة "أم/تي ميرسر ستريت" التي يشغلها رجل أعمال إسرائيلي، الى هجوم قبالة سواحل سلطنة عمان في 29 تموز/يوليو، أدى لمقتل اثنين من أفراد طاقهما هما روماني وبريطاني. واتهمت دول عدة أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، إيران بالمسؤولية عنه، وهو ما تنفيه طهران.
اقرأ أيضاً : خامنئي يعفو عن أكثر من 2800 مدان في إيران
وانضمت مجموعة السبع الجمعة الى موجّهي أصابع الاتهام الى الجمهورية الإسلامية، تزامنا مع نشر تقرير للقيادة العسكرية المركزية الأميركية، يتضمن "أدلة" على استخدام طائرات مسيّرة "صنعت في إيران" في الهجوم.
وفي بيان السبت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده "ندين بشدة البيان الذي لا أساس له الصادر عن وزراء خارجية مجموعة السبع والممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، والذي وجهوا فيه اتهامات لا أساس لها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وربط المتحدث بين توقيت الهجوم وتولي الرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية، المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي، منصبه خلفا للمعتدل حسن روحاني.
ورأى خطيب زاده أن الهجوم "تم انتاجه كسيناريو قبل أيام فقط من حفل أداء اليمين الدستورية للرئيس الجديد للجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وأضاف "بالنسبة الى الخبراء ومن يعرفون تاريخ هذه المنطقة، ليس بأمر جديد على النظام الصهيوني أن يصمّم مؤامرات كهذه في مراحل مختلفة".
ونصّب رئيسي الثلاثاء من قبل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وأدى اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى الخميس.
اقرأ أيضاً : تل أبيب تريد عرض قضية الهجوم على ناقلة النفط على الأمم المتحدة
وكان وزراء خارجية دول مجموعة السبع قالوا في بيان مشترك الجمعة إن "كل الأدلة المتوافرة تشير بوضوح إلى إيران"، داعين "جميع الأفرقاء المعنيين إلى الاضطلاع بدور بنّاء بهدف تعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة".
وأضاف وزراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، فضلا عن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن "سلوك ايران، فضلا عن دعمها لقوى تتحرك واحدة تلو أخرى وأفرقاء مسلحين غير منتمين إلى دول، يهددان السلام والأمن الدوليين".
وانتقد خطيب زاده اليوم وجود "زبائن مستعدين للقيام فورا باستنتاجات غير واقعية وغير منطقية"، في إشارة ضمنية الى الدول التي انضمت الى إسرائيل في تحميل إيران المسؤولية عن الهجوم.
- "كما فعلنا في عين الأسد" -
وأتى بيان خطيب زاده بعيد نفي متحدث عسكري في طهران "أدلة" أميركية عن استخدام مسيّرة إيرانية في الهجوم.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي "يقول الأميركيون إنهم عثروا على أجزاء من مسيّرات إيران في المياه، وهذا هو دليلهم"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" السبت.
أضاف "لكن أي مختبر حدد (أن المسيّرة) تعود لإيران؟"، متابعا "هذا هو الأسلوب الأميركي، نسج القصص واستخدامها لاتهام إيران... هذا هو الأسلوب الذي اختاروه للضغط على إيران".
وخلصت القيادة المركزية الأميركية التي يقع الخليج والشرق الأوسط ضمن نطاق عملياتها، الى أن طائرتين مسيرتين مفخختين هاجمتا الناقلة وأخطأتا الهدف، قبل أن تهاجم ثالثة "محمّلة بمتفجرات ذات استخدام عسكري" السفينة اليابانية التي تشغلها شركة "زودياك ماريتايم" المملوكة للثري الإسرائيلي إيال عوفر، ومقرها لندن.
اقرأ أيضاً : مقتل ثلاثة أشخاص في انفجار بانبوب نفط في ايران
وأكدت في بيان أن الخبراء الأميركيين حصلوا "على قطع عدة من هذه الطائرة الثالثة"، و"خلصوا، استنادا الى أدلة"، الى أنها "صنعت في إيران"، مرفقة ذلك بصور لبقايا الحطام.
ورأى شكارجي أن "توفير أدلة مزيفة ليس أمرا شديد الصعوبة، وبما أن للصهاينة سجل من توفير الأدلة المزيفة، التسبب بانفجار على متن سفينة ليس أمرا شديد الصعوبة كذلك".
وشدد على أنه بحال "واجهنا أعداءنا، كما فعلنا في عين الأسد، سنعلن ذلك بوضوح"، في إشارة الى قاعدة عسكرية في غرب العراق تضم جنودا أميركيين، استهدفتها طهران بضربات صاروخية في كانون الثاني/يناير 2020، ردا على اغتيال واشنطن اللواء في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وسبق لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن توعد بـ"رد مشترك" على طهران، بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إن بلاده "تعمل على حشد العالم" للرد، لكن "نحن نعرف أيضا كيف نتصرف بمفردنا".
وردت طهران بالتحذير من أي "مغامرة" حيالها والرد على أي عمل عسكري ضدها.
وقال خطيب زاده في الخامس من آب/أغسطس "أي خطوة حمقاء ضد إيران، ستواجه بردّ حازم. لا تختبرونا".
وفي حين لم يتبنّ أي طرف الهجوم على الناقلة، وضعه محللون في سياق حرب بحرية تجري بين العدوين الإقليميين.
وتعرضت سفن مرتبطة بإيران وإسرائيل لهجمات في الأشهر الماضية، اتهم كل طرف الآخر بالوقوف خلف بعضها أقله.
كما سبق للجمهورية الإسلامية ان اتهمت إسرائيل بالوقوف خلف هجمات طالت منشآتها النووية وعمليات اغتيال استهدف علماء إيرانيين بارزين.