أجرى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزيرة خارجية النرويج اينه اريكسون سوريدي اليوم محادثات شاملة تناولت سبل تعزيز علاقات الشراكة بين البلدين وترجمتها تعاونا أوسع في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتعليمية والدفاعية.
كما بحث الوزيران خلال المحادثات التي أجرياها في سياق الجولة الأولى من المشاورات السياسية السنوية التي اتفق البلدان على مأسستها في العام 2019 التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية وملف اللاجئين ومحاربة الإرهاب ودعم العراق.
اقرأ أيضاً : وزير الصحة يتحدث عن أسوأ سيناريو في ظل ارتفاع أعداد كورونا في الأردن.. فيديو
وأكد الوزيران خلال اللقاء استمرار العمل عل تطوير علاقات الصداقة المتينة بين البلدين وتوسعتها في مختلف المجالات.
وثمن الصفدي الدعم الذي تقدمه النرويج لمساعدة الأردن على مواجهة عبء اللجوء ودعمها المستمر لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا).
وأكد الوزيران استمرار العمل من أجل ايجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل الذي أكد الصفدي أن سبيله الوحيد هو حل الدولتين وفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية.
وفي الوقت الذي أشاد فيه الصفدي بدعم النرويج للأنروا أكد على أهمية ضمان المجتمع الدولي التمويل الذي تحتاجه الوكالة للاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين. كما شدد الصفدي على ضرورة تحمل المجتمع الدولي أيضا مسؤلياته إزاء اللاجئين السوريين والدول المستضيفة لهم.
وأكدت اينه سوريدي على حرص بلادها تطوير العلاقة مع الأردن وتثمينها دور الأردن والجهود التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني لتعزيز الأمن والاستقرار. وأشادت بالدور الإنساني الكبير للأردن في استضافة اللاجئين.
اقرأ أيضاً : تمويل طارئ من الحكومة الكندية بقيمة 3.2 ملايين دولار للاجئين السوريين في الأردن
وفي تصريحات صحافية مشتركة مع وزيرة الخارجية النرويجية، أكد الصفدي أهمية المحادثات التي تمت لتعزيز التعاون الثنائي وفي بحث الجهود المستهدفة حل الأزمات الاقليمية.
وأكد الصفدي أن النرويج دولة صديقة وشريك فعّال للأردن لافتا إلى أن "العلاقة التي تربط العائلتين المالكتين هي علاقة قوية للغاية ونستذكر زيارة الدولة الأخيرة لصاحبي الجلالة إلى الأردن قبل الجائحة، والتي أكدت مرة أخرى على عمق العلاقات التي يتمتع بها البلدان الصديقان".
وأعرب الصفدي عن تطلعه إلى زيادة التعاون بين البلدين في مجالات التعليم والاستثمار والسياحة والدفاع ومكافحة الإرهاب الذي يشكل تهديدا مشتركاً يجب هزيمته عسكريا وأمنيًا وفكريا.
وأضاف الصفدي أن لقاء اليوم كان فرصة لتناول مجالات التعاون المشترك بين البلدين وعديد قضايا إقليمية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية وكيفية العمل معا لإيجاد أفق سياسي للعودة للمفاوضات وتحقيق السلام العادل والدائم على أساس حل الدولتين.
كما شكر الصفدي النرويج على الدور الهام والفعال الذي تقوم به من خلال رئاستها للجنة الاتصال المخصصة لتنسيق المساعدات الدولية المقدمة إلى الشعب الفلسطيني الشقيق (AHLC)، والتي تسهم للدفع باتجاه إيجاد أفق سياسي واقتصادي لتحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني الشقيق.
وبخصوص الأزمة في سوريا، أكد الصفدي على ضرورة التحرك بسرعة لإيجاد حل سياسي ينهي هذه المأساة ويعيد لسوريا سلامتها وأمنها ودورها في المنطقة. وثمن الصفدي الدعم الذي تقدمه النرويج للمملكة لمساعدتها في تحمل الأعباء المترتبة على استضافة اللاجئين السوريين، وقال "تحمل الأردن العبء الأكبر نتيجة الأزمات التي تعصف بالمنطقة مما أثر بشكل كبير على قطاع التعليم والبنية التحتية. وعلينا الآن المضي قدما والعمل معاً لتلبية احتياجات اللاجئين التي تحولت من طابع انساني إلى تنموي".
بدورها عبرت وزيرة خارجية النرويج عن شكرها لاتاحة الفرصة لمناقشة العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأضافت بأنه تم بحث الوضع في المنطقة وعملية السلام في الشرق الأوسط، وعبرت عن اشادتها بالجهود الأردنية في استضافة اللاجئين السوريين وأنه تم بحث تقديم مزيد من الدعم النرويجي للمملكة في هذا الإطار.
وأشارت سوريدي إلى التحديات التي تواجه المنطقة والتي تحيط بالمملكة، وأضافت بأنه تم بحث الأزمة السورية، مشيرة إلى الجهود النرويجية مع أعضاء مجلس الأمن خلال شهر تموز والتي أفضت إلى اتخاذ قرار بالإجماع بشأن تجديد التفويض الأممي لإدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا، مع أهمية العمل على ايجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وأضافت "تباحثنا أيضاً في جهودنا المشتركة الرامية لمكافحة التطرف العنيف"، مشيرة إلى التعاون بين البلدين في إطار الأمم المتحدة للتنسيق والعمل على هذه القضايا.
وذكرت الوزيرة سوريدي أنه تم بحث الاصلاحات الاقتصادية والسياسية الهامة التي وجه بها جلالة الملك.
كما أشارت إلى أنه تم بحث حالة حقوق الإنسان بالإضافة إلى التعاون الثنائي العميق بين المملكتين بما فيها التعاون التجاري والعسكري، مشيرة الى زيارة الدولة الناجحة التي قام بها صاحبا الجلالة ملك وملكة النرويج العام الماضي إلى الأردن. مؤكدة على أن الأردن شريك قوي وموثوق للنرويج في المنطقة.
ويذكر ان نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزيرة الخارجية النرويجية إينه إريكسون سوريدي وقعا على مذكرة للمشاورات السياسية بين الأردن والنرويج على هامش لقاء القمة بين جلالة الملك عبدالله الثاني والملك هارالد الخامس الذي عقد في المملكة في آذار 2020، لتأطير التعاون والتنسيق بين البلدين حول مجمل القضايا والتحديات الإقليمية، بالإضافة الى التعاون والتنسيق فيما يتعلق بالقضايا الثنائية.
إلى ذلك، التقى الصفدي رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان النرويجي النائب آنيكين هويتفلت ونائبها كريستيان تبرينغ في مبنى مجلس النواب النرويجي، بحث خلاله أطر تعزيز العلاقات الثنائية التي ترتكز على شراكة عميقة وقيم مشتركة.
كما تناول اللقاء التطورات الإقليمية، وركز على إيجاد أفق سياسي حقيقي لإطلاق مفاوضات جادة وفاعلة على أساس حل الدولتين. واستعرض الصفدي الجهود المستهدفة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بما يعيد لسوريا أمنها واستقرارها ويحفظ سيادتها ووحدة أراضيها ويوفر العودة الطوعية للاجئين.
بدورها، ثمنت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية والدفاع جهود الأردن في استضافة اللاجئين السوريين وتوفير الخدمات والرعاية والتعليم لهم. وأشادت بمستوى العلاقات الثنائية التي تربط المملكتين الصديقتين، مؤكدة حرص بلادها على تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات كافة، ومواصلة عملية التشاور والتنسيق إزاء القضايا الإقليمية.
ومن الجدير بالذكر ان النرويج ساهمت بحوالي1.7 مليار دولار أمريكي في المساعدات الإنسانية خلال الأزمة السورية. كما ساهمت النرويج في عام 2021، بمبلغ 14.7 مليون دولار أمريكي لبرنامج موازنة الأونروا.