اقتلع الإعصار "إن-فا" الأشجار وأغرق المدن والبلدات بمياه يصل عمقها حتى نصف متر في شرق الصين، لكن لم ترد تقارير عن أضرار كبيرة بعد وصوله إلى اليابسة الأحد.
اقرأ أيضاً : إخلاء مدينة صينية غارقة في مياه الفيضانات - فيديو
وأوقفت حركة الملاحة البحرية والجوية والسكك الحديد عبر مساحات شاسعة من الساحل خصوصا حول ميناء الشحن الرئيسي في نينغبو حيث ضرب الإعصار الساحل منتصف النهار بعدما تراجعت شدته وصاحبته رياح وصلت سرعتها إلى 38 مترًا في الثانية (نحو 137 كيلومترًا في الساعة)، وفقًا لإدارة الأرصاد الجوية الصينية.
وأزالت فرق الاستجابة في نينغبو الأشجار المتساقطة في وسط المدينة بينما كان السكان في بعض الأحياء يخوضون في مياه الفيضانات والتجار يكدسون أكياس الرمل أمام محلاتهم لوقف تسرب المياه إليها.
وضرب الإعصار بينما ما زالت مقاطعة خنان في وسط البلاد تعمل على إزالة آثار الأضرار التي خلفها هطول أمطار غزيرة جدًا تهطل عادة على مدار عام كامل لكنها انهمرت عليها في خلال ثلاثة أيام فقط الأسبوع الماضي.
وقال مسؤولون حكوميون الأحد إن سيول خنان خلفت خمسة قتلى آخرين ليرتفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 63.
وشعر سكان مدينة شنغهاي، أكبر مدينة في الصين، أيضًا بتأثير الإعصار إن-فا الأحد في مع هبوب رياح قوية وهطول الأمطار على نحو متواصل وإن لم تكن غزيرة.
وتقرر إلغاء كل الرحلات الداخلية والخارجية الأحد في المطارين الدوليين في المدينة وكذلك عشرات رحلات القطارات بينما تم أيضًا وقف النشاط في ميناءي شنغهاي ونينغبو، وهما من أكبر الموانئ في العالم.
وأعلنت الحكومة أنها ستمدد تعليق رحلات السكك الحديد الآتية إلى شنغهاي والخارجة منها حتى منتصف يوم الاثنين.
كما أغلقت بعض مناطق الترفيه العامة في شنغهاي ومدن أخرى، بما في ذلك شنغهاي ديزني لاند، ودعت السلطات السكان إلى تجنب النشاطات الخارجية.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية إن قوة الإعصار ستتراجع بعد أن يضرب اليابسة لكنه سيظل لأيام عدة يحوم فوق مساحة واسعة من شرق الصين متسببًا بهطول أمطار غزيرة ربما فوق مناطق ما زالت تتعافى من فيضانات الأسبوع الماضي.
وقالت هيئة الأرصاد الأحد "من الضروري توخي الحذر الشديد وتجنب الكوارث التي يمكن أن تنجم عن الأمطار الغزيرة".
وعانت الصين لآلاف السنين من الفيضانات الصيفية السنوية وموسم الأعاصير لكن هطول الأمطار الغزيرة على نحو لم يسبق له مثيل في الأسبوع الماضي في خنان أثار تساؤلات حول الطريقة التي يمكن من خلالها المدن أن تستعد على نحو أفضل لمواجهة الظواهر المناخية الغريبة والقصوى التي يقول الخبراء إنها تحدث بوتيرة متزايدة وأكثر حدة بسبب التغير المناخي.
وتضرر الملايين من فيضانات خنان حيث حوصر البعض دون طعام طازج أو مياه للشرب لأيام، فيما قُدرت الخسائر الاقتصادية بمليارات الدولارات.
وتضم مقاطعة خنان، على غرار معظم أنحاء الصين، أنهارا وسدودا وخزانات أقيم العديد منها قبل عقود بهدف احتواء تدفق المياه وري المناطق الزراعية، لكنّ بناءها يعود إلى عقود في حين أن الزحف العمراني المتواصل للمدينة يشكل ضغطا على أنظمة تصريف المياه.